ترتيب أوراق الجمعية

أمجد الضابوس

(كاتب)

  • 1 مقال

كاتب

المؤامرة أخطر كلمة يمكن سماعها في عالم كرة القدم، فهي مرتبطة بوجود متآمرين وخونة ومخدوعين وضحايا. ولا أظن أن هناك ما هو أسوأ من هذه الصفات، فكيف يكون، وأصحابها من المنتسبين للعبة الشعبية الأولى، التي لا تعترف إلا بأخلاق الفضيلة والروح الرياضية العالية.. والمؤامرة، كلمة يكثر سماعها، في المراحل الأخيرة، من عمر بطولات الدوري، حيث يقترب تحديد مصاير الفرق.. وقد كان غريباً، ما أُشيع عن مؤامرة بين جنبات نادي شباب رفح، بعد ثلاث هزائم متتالية في الدوري الممتاز، وما نتمناه الآن، أن يكون الفوز على الجمعية الإسلامية بهدف، في الجولة الرابعة، مقدمة لمسيرة جديدة للزعيم، يستعيد فيها بريقه، ويزيل من خلالها رواسب ما راج عن المؤامرة.

##  وعلى قدر أهمية الفوز الذي حققه شباب رفح، لاستعادة هيبته كحامل اللقب، فإن خسارة الجمعية الإسلامية، يجب أن تدق جرس إنذار مبكر، لدى جهاز ولاعبي وإدارة الفريق، الطامح بشدة، للفوز باللقب.. وأول شيء يمكن التذكير به: أن الهزيمة جاءت في وقت قاتل يصعب فيه التعويض، وبعد نتيجة التعادل أمام خدمات الشاطئ 1/1 في الجولة الثالثة.. عدم القدرة على الحفاظ على التقدم، وتلقي هدف قاتل، وما يعنيه ذلك من فقدان خمس نقاط في جولتين، يؤشر إلى أن الجمعية بحاجة لإعادة ترتيب الأوراق، أوراق التركيز والتسجيل والدفاع.

 ##  كما لا يجب أن يغيب، عن بال الجهاز الفني للجمعية، أن الفريق غير قادر على المزاوجة بين أمرين مهمين للغاية، وهما: الاستحواذ وتسجيل الأهداف. ومعرفتنا بالجمعية، أنه، أحد أركان المنافسة الحقيقية، على ألقاب بطولاتنا المحلية، وكان يعرف كيف ينتزع الفوز، بتأمين دفاعي منظم، ودون سيطرة مطلقة على الكرة، وقدرة عالية على قنص الأهداف، ولكنه الآن، يجيد الاستحواذ، ولا يتمكن من ترجمته إلى أهداف، كما حصل في مباراته الأخيرة أمام شباب رفح.. أما كيف يزاوج بين الاستحواذ والتسجيل، فذلك أمر يعالجه، جهازه الفني، بقيادة الكابتن نعيم سلامة، إذا أراد تصحيح المسار والوصول إلى أجمل نهاية.

##  فوز اتحاد خانيونس الكبير على خدمات النصيرات 5/1، من بعد الخسارة أمام غزة الرياضي بثلاثية، وخسارة "العميد" أمام شباب خانيونس بهدف، هذا التباين الغريب في النتائج، لا يعني أن الأمور تسير بالبركة.. وأظن، أن ضبط مشاعر الفرحة بعد الفوز، لا يقل أهمية، عن مداواة مشاعر الإحباط بعد الهزيمة.. بماذا يجب أن تخطط الفرق بعد الفوز، وكيف تنهض بعد الهزيمة؟ مثل تلك الأمور هي التي تحدد معالم البطل، وأكبر جاهل، من يمارس دور البطل، لمجرد تحقيق الفوز، أو يعيش كوابيس السقوط، لمجرد الهزيمة، في إحدى جولات المنافسة!!