هل أنهى فان خال مسيرة «النمر» فالكاو؟

خلدون الشيخ

(كاتب وصحفي رياضي)

  • 1 مقال

الرياضية أون لاين- كتب خلدون الشيخ

على مر تاريخ الكرة الهولندية، فانها شهدت صدامات واحتقانات ومشاجرات ان كان على صعيد انديتها او منتخبها، والسبب يعود الى قوة الشخصية والرغبة الجامحة لابداء الرأي والصراحة في التعبير لأبنائها بغض النظر عما سيكون عليه رد فعل المتلقين. ومن هذه السلالة ولد المدرب المخضرم لويس فان خال، الذي يراه البعض متعجرفاً ومتكبراً، في حين يقدر كثيرون صراحته المطلقة، بل يراه عشاق مانشستر يونايتد أنه أفضل من يخلف اسطورتهم السير أليكس فيرغسون رغم البداية المخيبة للموسم الحالي، لكن هل بات فان خال على وشك انهاء مسيرة الموهوب والهداف الكولومبي راداميل فالكاو؟ 
ورغم ان فان خال ضحى بمهاجمي يونايتد داني ويلبيك، ببيعه لأرسنال في مقابل 16 مليون جنيه، وخافيير هيرنانديز (تشيشاريتو) باعارته الى ريال مدريد، من أجل ضم فالكاو، الذي غاب عن الملاعب لاكثر من 6 أشهر في مطلع العام الجاري بعد اصابته بالرباط الصليبي خلال مسيرته مع موناكو الفرنسي، وغيابه عن المشاركة في نهائيات كأس العالم، الا ان المدرب الهولندي الذي دفع ناديه 6 ملايين جنيه استرليني بدل الاعارة لموسم واحد، قبل ان يقرر في نهايته دفع 45 مليوناً لموناكو لضم «النمر» بصورة دائمة، لم يستحسن ما قدمه فالكاو حتى الآن، بل عندما أعلن عن عدم مشاركته اساسياً مجدداً قبل مباراة ساوثهامبتون الاخيرة يةم الاثنين الماضي، فانه سئل عما اذا كان هذا الأمر سيغضب النجم الكولومبي، فكان رد المدرب الهولندي ببساطة: «لا أهتم بما سيشعره فالكاو او برد فعله، عليه أن يتعلم ماذا أريد… عليه أن يطبق فلسفتي في الفريق»، وهو جواب يشير الى أن الامر لا يتعلق فقط بعدم استعادة فالكاو لياقته الكاملة، رغم ان سجل النجم الكولومبي التهديفي مع بورتو البرتغالي (41 هدفاً في 51 مباراة) وأتلتيكو مدريد الاسباني (52 هدفاً في 68 مباراة) وموناكو (11 هدفاً في 20 مباراة) يعد مخيفاً وجباراً، حتى أنه في فترة ما في العامين الماضيين ظل يعتبر أفضل مهاجم في العالم، وينقصه فقط الانتقال الى ناد كبير كي يترجم مهارته الفذة الى ألقاب.
لكن مع يونايتد، فان التصادم مع المدرب القوى الشخصية، لم يثمر سوى المشاركة في 3 مباريات اساسياً و4 بديلاً متأخراً، سجل خلالها هدفاً واحداً، رغم ان فان خال أعلن أكثر من مرة ان فالكاو تنقصه اللياقة الكافية للمشاركة أساسياُ، مؤكداً ان النجم الكولومبي عانى من اصابة كبيرة خلال العام الجاري، وأيضاً عانى من اصابة أبعدته 6 أسابيع منذ انتقاله الى يونايتد في نهاية سوق الانتقالات الصيفية الاخيرة، كاشفاً ان السبب الرئيسي الذي منع النادي من التعاقد معه بشكل نهائي هو الشكوك حول استعادة لياقته الكاملة، وقال فان خال: «علي ان اختار التشكيلة الأفضل للفريق والتي بامكانها تحقيق نتائج ايجابية… لكن فالكاو لا يستطيع اللعب أكثر من 20 دقيقة على هذا المستوى لان وتيرة لعب المباريات هنا سريعة جداً وهو لا يستطيع مجاراة هذه السرعة»، وأضاف: «أريد توضيح بعض الحقائق أيضاً… فالكاو لم يتدرب معنا بصورة ثابتة ودائمة بل الاسبوع الماضي لم يتدرب سوى في حصتين تدريبيتين ونحن خضنا ثلاث مباريات، فكيف يمكن الاستعانة به أساسياً… أريده أولاً اللعب مع الفريق الرديف لـ45 دقيقة وربما 60 او حتى 90 دقيقة كي أطمئن على استعادته كامل لياقته».
ويتبقى لنا استنتاج أمرين من هذه الحادثة، فاما ان خال لا يستسيغ موهبة النجم الكولومبي، رغم انه هو الذي ضمه، أو أن فعلاً فالكاو لديه مشكلة حقيقية في استعادة موهبته السابقة التي تألق بها قبل الاصابة، فهل فعلاً أنهى الرباط الصليبي مسيرته الكروية، وجاءت اليوم صراحة فان خال «القاسية» لتؤكد هذا الأمر ليعلن نهاية موهبة تهديفية رائعة لم يحظ عشاق اللعبة في رؤيتها مع فريق كبير، ولم تترجم الى ألقاب وانجازات؟ 
بالتأكيد هناك توجه أقرب الى الاستنتاج الأخير، ففالكاو ليس صغير السن، وهو سيكمل عامه التاسع والعشرين بعد شهرين، وليس سهلاً العودة من غياب طويل بأصعب اصابات الملاعب على الاطلاق، وربما هذا يفسر لماذا أصر يونايتد على ضمه من موناكو على سبيل الاعارة قبل دفع نحو 45 مليون جنيه مقابل خدماته، رغم ان الاهتمام بضمه كان كبيراً جداً من أندية ريال مدريد وبرشلونة ومانشستر سيتي وتشلسي وليفربول وارسنال، لكن الشكوك حول تعافيه الكامل وعودته الى سابق عهده كانت سيد الموقف والمنطق. واليوم جاءت صراحة رجل حازم وصارم لتؤكد هذه المزاعم.