الافتراق حسب الأصول

أمجد الضابوس

(كاتب)

  • 1 مقال

كاتب

 

تدريب فريق في الممتازة، أم في الأُولى؟ أكيد الممتازة أميز، وسيفضلها المدرب، كما يفضل ويتمنى أي فريق في الأولى الارتقاء إليها.. ولكن ترك فريق والانتقال إلى آخر، له أصوله المرعية، احتراماً للذات والنادي واللاعبين الذين عاشوا سوياً، أفراح الانتصارات وأتراح الخسارات.

##  وحقيقة، أنا لا أعلم إذا دارت مناقشات، أم لا، بين عماد هاشم وإدارة شباب جباليا، قبل تركه الفريق، وتوليه تدريب غزة الرياضي، لكن طالما حصل الانفصال، فالواجب يوجب على من بادر إليه، احترام بديهيات إنهاء العلاقة، التي يعرفها المدربون وإدارات الأندية.. وفي تقديري، أن العلاقة بين هاشم وشباب جباليا، كانت ممتازة، ويحكمها مشاعر الاحترام المتبادل، لأن الكابتن عماد هو من قاد الشباب للعب في دوري الممتازة، لأول مرة في تاريخ النادي، واستمر معه بعد عودته مجدداً إلى الأولى، كما أن مجرد قبوله لتدريب الشباب، رغم تنقل الفريق بين الدرجتين الممتازة والأولى، وبقائه في منصبه لفترة، تعد من أطول فترات الارتباط بين مدرب وفريق في غزة، يُبين متانة العلاقة بينهما.

##  غير أن تصريحات نائب رئيس مجلس إدارة النادي، وليد شاهين، التي وصف فيها مغادرة هاشم لفريقه، بعبارات مثل "غير قانونية"، و"ستؤثر على العلاقة مع غزة الرياضي"، إضافة إلى كلمات، لم يكن موفقاً في إطلاقها، تؤكد أن الانفصال حصل فجأة، وأن المبادر إليه هو عماد هاشم... من حق عماد هاشم، أن يبحث عن فرصة أفضل للتدريب، ولكن عليه، حق اتباع السبل الصحيحة لفك ارتباطه مع الشباب، فالنادي له عناوين معروفة جيداً، وما كان يجب القفز عنها، تجسيداً لمبدأ الاحترام، وتحسباً لردّات فعل غير محسوبة في قادم السنوات

##  نعلم أن مهنة التدريب شاقة ومتعبة، وأن من المدربين من يحبون خوض تحديات مع فرق عديدة، وهذا أمر إيجابي وطبيعي في عالم الساحرة المستديرة، ويجب أن يُقدره مسئولو الأندية.. وكم أتمنى أن تغزونا، ثقافة تقبل تدريب ابن النادي السابق، لأي فريق آخر، حتى لو كان منافساً تاريخياً.. ولا أؤمن أن تدريب، كابيلو وأنشيلوتي وليبي، ليوفنتوس وميلان وروما وانتر، في فترات متقاربة، يُعد خيانة، كما عدّ الأهلاوية، تدريب محمود الجوهري الغريم الزمالك في التسعينيات، حتى رحل وهو من المغضوب عليهم، وتناسوا تاريخه مع القلعة الحمراء!

##  لن يُخلّد مدرب في تدريب فريق، ولن يبقى فريق محكوماً بأفكار مدرب واحد إلى الأبد، ولذلك فإن أي افتراق بين طرفين، يجب أن يراعي استمرار العلاقة، ولن يضمن ذلك سوى مراعاة الأصول، يا أصحاب الأُصول!!