من الخماسية إلى الثلاثية ؟!

أمجد الضابوس

(كاتب)

  • 1 مقال

كاتب

كل الدلائل تشير إلى أن المنافسة في الدوري الممتاز، هذا الموسم، سواء على القمة أو القاع، ستكون الأكثر اشتعالاً منذ تنظيم المسابقة.. فالجولات الثلاث الأولى، أكدت حقيقة التقارب في المستوى بين الأندية، وأن الذي سيفرض كلمته في النهاية، الأكثر التزاماً وتركيزاً مع توالي الجولات، والأكثر تحضيراً ذهنياً وبدنياً مع ضغط المباريات!!

##  ومن هنا يكون السؤال: من الأكثر تركيزاً والتزاماً وتحضيراً، بين الأندية؟ سيحتاج ذلك إلى متابعة لنتائج الفرق، ومؤشر تباين النتائج، وتوقيت تسجيل الأهداف، خاصة القاتلة منها، ولكن المثير للدهشة: كيف لفريق اتحاد خانيونس المنتشي بتحقيق أكبر فوز في الدوري على اتحاد الشجاعية 5/1، يخسر مباراته التالية أمام غزة الرياضي بثلاثية نظيفة، ويهدر لاعباه ركلتي جزاء؟ ثم كيف للشجاعية الموجوع بالخماسية أن يستعيد الثقة سريعاً بالفوز على شباب خانيونس 3/2؟!

##  التحضير والتركيز والالتزام، من أهم مقومات النجاح، ورغم ذلك، يغفلها أو يتغافلها القيّمون على شئون الفرق.. وبودنا أن نهمس في أُذن، القيّمين على اتحاد خانيونس: أنتم أكثر فريق اكتوى بنار غياب التركيز والتحضير، وتتذكرون تراجيديا الموسم الماضي، فلماذا حصل ما حصل أمام العميد، وعِلمنا أن المؤمن لا يلدغ من نفس الجحر مرتين؟!

##  أسوأ المباريات، تلك المشحونة بالعنف والخشونة، وأسوأ اللاعبين، أولئك الذين يشحنون المباريات.. ومنطق الكرة يفرض على اللاعب أن يُبقي ذهنه وتركيزه حاضراً داخل الملعب فقط، ولا يفكر بما في المدرجات، وما شاهدناه من توتر واعتراض، على كل صفارة لحكم لقاء اتحاد خانيونس وغزة الرياضي، لا يمت لهذا المنطق بصلة، فمتى يضبط المتشنجون انفعالاتهم لتصبح محكومة بمنطق الكرة؟!

##  إضاعة ركلة جزاء ليس دليلاً على خطأ احتسابها، تماماً كما أن تسجيل ركلة جزاء ليس دليلاً على صحة احتسباها، فكم من ركلات صحيحة ضاعت، وأخرى وهمية تُرجمت إلى أهداف، ولكن هل يبرر ضياع الركلة للحارس، الثورة في وجه الحكم، احتفالاً بمزاعم العدالة؟! أغلب الحراس، يؤمنون، أنهم بريئون من تهمة العرقلة، ولكن ثمة شيئاً أقوى من هذا الإيمان، وهو حالة اللاعب الذي تعرض للمخالفة، ومن المستحيل أن نؤمن بإيحاءات البراءة، فيما اللاعب الذي تمت عرقلته، يستمر لبعض الوقت في تلقي العلاج.. هل وصلت الرسالة؟!

##  الإسباني جاريدو، مدرب الأهلي المصري، قال لصحيفة ماركا عقب التتويج بلقب الكونفدرالية "لقد فزنا بفضل الإيمان بقدرتنا على التسجيل في أي وقت". أما "أس"، فوصفت توقيت تسجيل عماد متهب لهدف الفوز، ب"دقيقة الجنون"، ولا شك أن مشاهد الفرحة الطاغية التي غمرت استاد القاهرة وكل محبي الأهلي في العالم ستبقى محفورة في ذاكرة الأهلاوية، ولكن من يتعلم هذا الدرس في الإيمان والتوقيت، ليختار أسعد وأفضل نهاية، في مشوار دورينا الممتاز؟!