المونديال والتوجيهي .. من ينتصر ؟؟!!

خلال امتحانات الثانوية العامة

خلال امتحانات الثانوية العامة



حاتم: لن أستطيع الصبر لأربع سنوات أخرى لمشاهدة المونديال!

محمد: الأولوية ستكون للامتحانات.. وسأتابع المباريات المهمة
خالد: كأس العالم فرصة من أجل الابتعاد عن ضغط الاختبارات

الطهراوي: المونديال أصبح وقت طوارئ حقيقي لبعض الطلبة !

الرياضية- أحمد حجازي
 من منا يستطيع حرمان نفسه من مشاهدة مباريات كأس العالم التي ينتظرها عشاق الساحرة المستديرة بفارغ الصبر منذ 4 سنوات ؟، من هو الذي يمنع  نفسه عن متعة كرة القدم ومشاهدة الماكينات الألمانية  وراقصو السامبا البرازيلية والديوك الفرنسة والماتادور الإسباني والسحر البرتغالي !
هذا السؤال إذا كان من السهل إجابته عند الكثيرين، فإن إجابته عند طلاب "الثانوية العامة" في بلادنا صعبة جدا وفي غاية التعقيد، فقد أصبح الهاجس الوحيد الذي يلاحق الطلاب هو كيفية مشاهدة المونديال وكيفية الدراسة والتوفيق بينهما، بعد أن أوقعهم القدر أن تكون اختباراتهم النهائية تأتي بالتزامن مع بطولة كأس العالم .
 شغف كروي
حاتم الأخشم من مدرسة شهداء الشاطئ غرب مدينة غزة، أبدى استيائه الشديد لمصادفة مونديال 2014م مع اختبارات شهادة الثانوية العامة، مؤكدا عزمه على تحدي هذه الظروف وتصميمه على متابعتها حتى آخر مباراة من المونديال كونها حسب وصفه " تأتي كل أربع سنوات مرة ".

وأشار الأخشم إلى عدم قدرته الانتظار 4 سنوات إضافية حتى يشاهد مونديال 2018 م، مضيفا بكل تحد أن هذا الانتظار يعد استهتارا واستهزاء بميوله وتوجهاته الرياضية وإن صادفتها امتحانات الشهادة الثانوية .
وأضاف: " تعلقي الشديد وشغفي بكرة القدم يمنعني من التفريط  بمشاهدة المونديال، خصوصا أنها بطولة قوية وتكون المنافسة فيها من أعلى طراز ولن تسنح لي الفرصة بمشاهدتها الا بعد فترة طويلة" .
خير الأمور

من جهته أكد محمد مقداد على أن المونديال لا يشكل أي تأثير على اختباراته النهائية ومدى تحصيله الدراسي، حيث قال: " لا أتوقع أن يؤثر كأس العالم على سير الاختبارات، وأنا عموما لم أضع جدولا للتنسيق بين المذاكرة ومتابعة المباريات، فقط سأكون حريصا على متابعة المباريات المهمة والبارزة " .
وأردف مقداد: " جميعنا ننتظر المونديال ونترقبه، ولكن إذا ما كانت المفاضلة تتعلق بالاختبارات وبمستقبلنا الدراسي، فإن الغلبة ستكون من نصيب الاختبارات لأن مستقبلنا ودراستنا أهم من المونديال الذي يمكن متابعته في أوقات لاحقة ".
توازن

بدوره يرى الطالب خالد داوود أن بعض المباريات ستكون بمثابة الفرصة من أجل تغيير الأجواء والابتعاد عن ضغط الاختبارات وجو الملل الذي يسيطر على الطلبة بشكل عام، والابتعاد عن الضغط النفسي الناتج عن الأهل والأقارب وغيرهم .
 وأشار داوود إلى أن مشاهدة بعض مباريات كأس العالم من الممكن أن تعطي الطلبة دفعة معنوية من أجل الدراسة، فالطالب من الممكن أن يبذل مجهودا أكبر في الدراسة حتى يعوض الوقت الذي سيهدره أثناء مشاهدة المباراة، وحتى لا يكون لمشاهدة المباراة تأثير سلبي على أدائه في الاختبارات.

الخيار الأمثل
من جهته أكد الدكتور جميل الطهراوي أستاذ علم النفس في الجامعة الإسلامية على أن الظرف الذي يمر به طلاب التوجيهي بالتزامن مع المونديال يسمى بـ " الصراع النفسي " ويكون الشخص في هذه الحالة محتار ما بين أمرين, وتصبح الطاقة النفسية متشتتة وغير قادرة على اتخاذ القرار المناسب .
وأكد على أن طلاب الثانوية العامة في هذه السنة منقسمون إلى ثلاثة أقسام, أولهما الطالب الذي يكون لديه إرادة قوية ويهتم بالاختبارات وبالتحصيل العلمي, وثانيهما يستسلم لمشاهدة المونديال, وثالثهما يكون لديه المقدرة على تقسيم أوقاته بما يتناسب مع المونديال والاختبارات, وحتى لا تؤثر متابعته للمونديال عليه بالسلب الاختبارات.
تنازل
ووصف "الطهراوى" شباب الثانوية العامة بقوله : "الأوقات التي يمر بها بعض الطلبة الشغوفين بالمونديال خاصة مع اقترابه من نهايته بأنها أوقات طوارئ حقيقية مزدحمة بالالتزامات الرياضية والتي جعلتهم في تنازل دائم لتقديم مشاهدة المونديال على استذكار دروسهم والظفر بمتابعة نتائجه كونها بحسب وصف البعض منهم قريبة جدا من ميولهم الشبابي المندفع" .

وهكذا نجد أن الطلبة الذين يعشقون متابعة كرة القدم باتوا في صراع حقيقي بين المذاكرة من أجل النجاح في الثانوية العامة وبين ارضاء غرورهم بمتابعة مباريات كأس العالم والتي تشكل هاجسا بالنسبة لهم، فأيهما يتفوق.. طموح النجاح أم ارضاء الهواية؟.