محطات تاريخية في مسيرة الرياضة خلال ثورة الختيار

الشهيد أبو عمار ووزارة الدفاع الفلسطينية

غزة- الرياضية ان لاين

كان القائد الراحل الرمز ياسر عرفات الذي حلت ذكرى رحيله العاشرة مؤخرا يؤمن بالشباب الرياضي الفلسطيني ويعتبرهم جنود المشروع الوطني الفلسطيني التحرري، ويعتبر أن الرياضة الفلسطينية الممثلة بعصبها وهم الشباب الرياضي السفراء وانها أحد الأدوات النضالية الهامة في مسيرة معركة التحرر الوطني الفلسطيني نحو الدولة والاستقلال.

الرياضية أون لاين أجرت حوار مطول مع سعد حاكورة عضو المكتب التنفيذي للاتحاد الفلسطيني لكرة القدم والرئيس السابق لاتحاد الاعلام الرياضي الفلسطيني والناطق الرسمي السابق باسم اللجنة الاولمبية والحديث عن العديد من الاسرار التي تتعلق باهتمام الرئيس ابو عمار بالرياضة والرياضي الفلسطيني.


ياسر عرفات (6)

قرار هام

بدأ حاكورة الحديث قائلا "كان الراحل القائد الرمز رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير قد أصدر قرار هاما في مطلع السبعينيات بضرورة إنشاء وتشكيل المجلس الأعلى للشباب والرياضة الفلسطيني كمظلة رسمية وسيادية للحركة الرياضية الفلسطينية في داخل الوطن وفي الشتات والمنافي، وجاء هذا القرار نتيجة ايمان مطلق وقناعة راسخة بضرورة اعتبار الرياضة والشباب في فلسطين والشتات أحد الأدوات النضالية التي تسعى لتأكيد وترسيخ الحضور والمشاركة والتواجد في كل المحافل العربية والاسيوية والدولية منذ هذا الوقت".

وكان الراحل أبو عمار يدرك أن الرياضة الفلسطينية وشبابها لهم جذور عميقة ضاربة في الأرض وكان يتألم عندما يتذكر قصة الاعتداء السافر وغير القانوني والمنافي لكل مفردات الأصول والقوانين والنظم عندما تم شطب اسم فلسطين من الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) واحلال الاتحاد الاسرائيلي بدلا منه لفترة استغرقت 48 عاما (1950-1998).

رفع العلم

أبو عمار أعطى ضوء أخضر لأول رئيس للمجلس الأعلى للشباب والرياضة الفلسطيني الحاج اللواء أحمد القدوة (الحاج مطلق) رئيس اللجنة الأولمبية الفلسطينية ورئيس جمعية الكشافة والمرشدات الفلسطينية بضرورة الشروع بالانتشار والحضور والمشاركة في كل هذه الفعاليات والمحافل للشباب الفلسطيني لكي يصار الى رفع العلم الفلسطيني خفاقا مع اعلام الدول في مسعى للفت انظار واهتمام كل العالم وتركيزه على الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.

الرمز الراحل أبو عمار كان يؤكد دائما على تواصل القيادة الفلسطينية وبتعليمات مباشرة منه وباتصال شخصي احيانا مع الاتحادات الرياضية الدولية التي تشكلت قبيل انطلاقة الثورة الفلسطينية 1965م، وتحديدا الاتحاد الفلسطيني لكرة السلة ممثلا برئيسه الراحل الدكتور جورج رشماوي والاتحاد الفلسطيني الدولي لكرة الطاولة والذي كان يرأسه شيخ الرياضة الحاج سالم الشرفا.


ياسر عرفات (4)

مشاركات دائمة

الزعيم الراحل ياسر عرفات كان يؤكد دعمه لكل المشاركات الرياضية والشبابية والرياضة المدرسية في معظم الدورات العربية والآسيوية منذ أن وقف على رأس منظمة التحرير ودولة فلسطين، التي أعلن عن قيامها في الجزائر عام 1988. واعطى ابو عمار رحمه الله غطاء وطنيا فلسطينيا من القيادة في الخارج للقيادات الرياضية الفلسطينية في داخل الوطن المحتل وخاصة رابطة الأندية الفلسطينية ورموزها ورئيسها الراحل ماجد أسعد والأستاذ معمر بسيسو، والعديد من اركانها امثال ووليد أيوب وسعيد الحسيني ومحمد النادي وغيرهم الكثيرون، كما كان مهتما بالتواصل مع قادة الحركة الرياضية الفلسطينية في قدس الأقداس".

حراك مبكر

في عام 1994 وبعد عودة القائد ابو عمار من المنفى إلى أرض الوطن واستقباله التاريخي الحافل من الجماهير الغفيرة التي خرجت بعفوية لاستقباله بدأ حراكا مبكرا لتفعيل وتنشيط الرياضة الفلسطينية عبر دعم العديد من المشاركات والفعاليات والبطولات والمسابقات في داخل الوطن وخارجه".

وبعد أن تشكلت أول حكومة فلسطينية ترأسها المرحوم وكان وزير داخليتها وشكل أول وزارة في عام 1995 وترأسها الدكتور عزمي الشعيبي، وبرغم أنه اعتبرها وزارة الدفاع الفلسطينية إلا أنه كان مدركا للحالة التي تولدت بعد تشكيل الوزارة ومحاولة البعض التأثير على مسؤوليات المجلس الأعلى للشباب والرياضة واللجنة الأولمبية الفلسطينية والاتحادات الفلسطينية المنضوية تحت لوائها، وكان مدركا لتنازع الصلاحيات نتيجة سوء فهم للقوانين وعدم التفريق بين الجسم الرياضي الرسمي والاجسام الرياضية الاهلية من قبل البعض في وزارة الشباب والرياضة مما أخر تطور وتقدم ورفعة الرياضة الفلسطينية لعشرة أعوم على الاقل".


ياسر عرفات (3)

حضور شخصي

الرئيس الرمز أبو عمار كان مهتما بحضوره الشخصي للعديد من الفعاليات والاحداث والمهرجانات الرياضية وتحديدا الاحتفال الاول بيوم الجري الأولمبي الذي أقيم في كافة المدن للدول المنضوية تحت اللجنة الأولمبية الدولية، والذي أقيم لأول مرة في غزة في 23 يونيو 1996، بمشاركة المئات من العدائين والعداءات من الكبار وحتى الصغار والزهرات، اضافة الى سباق الجريح الفلسطيني وسباق المعاقين على الكراسي المتحركة، وكان أن حضر كل هذه الفعاليات الأولمبية الدولية التي أقيمت على منصة المجلس التشريعي الفلسطيني في غزة وبحضور رئيس المجلس في وقتها أحمد قريع وأمين عام الرئاسة الطيب عبد الرحيم والعديد من القادة والشخصيات الرياضية والألوف من  الجماهير التي احتشدت أمام الباب الرئيسي للمجلس التشريعي أو على جنبات الطرق.

حنان واهتمام

يذكر هنا أنه وبعد أن تم توزيع الكؤوس والميداليات على الأبطال الفائزين دخل القائد الرمز في مساءلة معي كوني عريف الحفل والناطق الرسمي باسم اللجنة الأولمبية وقتها عن الكأسين ورزمة من الميداليات بعد أن عزف السلام الوطني انتهاء لهذا اليوم، فأجبته أنه يا فخامة الرئيس سباق خاص بالجريح والمعاقين الذي يحتاجون لوقت طويل ربما للوصول لخط النهاية، وهنا تدخل القائد وأمر مساعديه بعد انتهاء السلام الوطني بالمكوث حتى وصول الفائزين من سباق الجريح والمعاقين وتعامل معهم بخصوصية، حيث ترجل القائد من على منصة المجلس التشريعي ونزل من على الدرجات العالية الى باحة المجلس، وهناك كان عرسا ومهرجانا ذو نكهة فلسطينية خاصة لتكريم أبطال الكراسي المتحركة والجريح وقلدهم الكؤوس والميداليات في لحظات تاريخية تؤكد عظمة وحنان واهتمام القائد بهذه الفئة العظيمة من شعبنا.


ياسر عرفات (2)

عضوية فلسطين

القائد الرمز استقبل خوان انطونيو سمارانش رئيس اللجنة الأولمبية الدولية في مكتبه للتحاور والبحث في الكثير من الامور التي تهم عضوية فلسطين في هذا المحفل الأولمبي الكبير، وكان برفقة سمارانش كبار مسؤولي التضامن الاولمبي، وكان أن تم وضع الرئيس في صورة أول مشاركة تاريخية لدولة فلسطين في أكبر دورة للألعاب الأولمبية عام 1996 في أتلانتا، وكان ان تمت بعدها في مطلع اب 1996م مشاركة فلسطين بوفد رسمي ورياضي كبير ترأسه الحاج اللواء أحمد القدوة (مطلق)، ورفع العلم الفلسطيني في هذه الدورة العداء الدولي ماجد أبو مراحيل.

أيضا استقبل الراحل الكبير جوزيف بلاتر رئيس الفيفا مرتين في مكتبه في غزة للتحاور والتشاور بشأن كل ما يتعلق بالحضور الفلسطيني الرسمي كعضو كامل العضوية في الفيفا، أسوة بكل الدول الأعضاء، وكان ان أعيد قبول فلسطين في الفيفا عام 1998، كما استقبل أبو عمار العديد من الوزراء والقادة الرياضين العرب والدوليين، الذين كان يبدون أعجابهم باهتمام القائد بالرياضة والشباب في فلسطين وضرورة مشاركة الأسرة الرياضية الدولية في المؤسسات الرسمية ورفع العلم الفلسطيني بين أعلام الدول، والتأسيس لنهضة رياضية فلسطينية واعدة.


ياسر عرفات (1)

انجازات مستمرة

ما حققته المنظومة الرياضية الفلسطينية وتحديدا الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم في السنوات الخمسة الأخيرة منذ 2009 وحتى الآن والانجازات الكبيرة وغير المسبوقة التي قادها اللواء جبريل الرجوب واعضاء المكتب التنفيذي حققت حلم وطموح وهدف الراحل الرمز ياسر عرفات، والذي لو كان موجودا لظهرت ملامح الغبطة والفرح والسرور بعظمة وقدرة المنظومة الرياضية عبر رئيسها وجنرالاتها الجدد من نجوم الفدائي الكبير والفدائي الأولمبي على تحقيق ما حلم به وخطط له الراحل أبا عمار لانه كان مؤمنا بفدائية الرياضي الفلسطيني وقدرته على تحقيق انجازات تاريخية لفلسطين والوطن والقضية.

الرئيس ابو مازن

كما قام قائدنا فخامة الرئيس أبو مازن محمود عباس باستقبال العديد من قادة الرياضة العالميين أمثال جوزيف بلاتر عدة مرات، وجاك روغ الرئيس السابق للجنة الأولمبية الدولية، وها هو يستعد الرئيس أبو مازن واللواء الرجوب والشعب الفلسطيني لاستقبال الألماني توماس باخ الرئيس الجديد للجنة الأولمبية الدولية والذي أكد للواء الرجوب زيارته لفلسطين في مطلع العام القادم.

الرئيس أبو مازن أيضا أبدى اهتمامه بالمنظومة الرياضية والرياضين باستقباله المنتخب الوطني بعد احرازه لكأس التحدي وتأهله لأمم آسيا في استراليا 2015 في المقاطعة وكرمهم ودعاهم للمراكمة على هذا الانجاز ولدعم زعامة وتسيد الكرة الفلسطينية لمواقع ريادية اضافية.

وكان أن أبدى اهتمامه بالرياضة من خلال المزيد من الدعم المالي لكرة القدم الفلسطينية والتي باتت ترفع رأس الشعب الفلسطيني عاليا بما يزيد عن مليون ونصف المليون دولار أمريكي لدعم كرة القدم في المحافظات الشمالية والجنوبية من الوطن.



أبو عمار (1)

أبو عمار (2)