القارة الأمريكية عقدة المنتخبات الاوروبية

المنتخب البرازيلي

المنتخب البرازيلي

الرياضية - سمير كنعان

حين تنطلق فعاليات مونديال البرازيل 2014م، العرس الكروي الأكبر في العالم، الذي يحلم به كل لاعب ومدرب، وينتظره ملايين العشاق من مجانين كرة القدم بشغف، ستكثر التوقعات والترشيحات كما جرت العادة في المواعيد الكبرى للفرق المنافسة حسب طموحاتها وإمكاناتها الفنية والبشرية.

ترشيحات مبكرة

وهنا يكمن سرّ نكهة هذه النسخة المونديالية، فالأغلب بات يرشح منتخبات أمريكا الجنوبية عن نظيرتها الأوروبية، لأن التاريخ يؤكد صعوبة فوز أي منتخب أوروبي بلقب المونديال على الأراضي اللاتينية، التي سبق واستضافت كأس العالم 4 مرات في أربع دول مختلفة هي الأوروغواي والبرازيل وتشيلي والأرجنتين أعوام 1930و1950و1962 و1978 تباعاً، والجدير بالذكر أن اللقب دوماً كان من نصيب أهل القارة اللاتينية الذين طالما قهروا عمالقة أوروبا على ملاعبهم وبين جمهورهم، فكان التاج للأوروغواي مرتيْن والبرازيل والأرجنتين مرة واحدة.

والغريب في الأمر أنَّ منتخبات أوروبا لا تُتـوَّج بكأس العالم خارج قواعدها أبداً باستثناء اللقب الأخير2010 في الملاعب الأفريقية الذي حصده الماتادور الأسباني، بينما في نسخة آسيا 2002 والشراكة بين كوريا الجنوبية واليابان كانت الغلبة للسامبا البرازيلية، واستضافت أمريكا الشمالية بقطبيْها الولايات المتحدة والمكسيك 3 بطولات كأس عالم أعوام 1970و1986و1994 ذهبت كلها لخزائن البرازيل والأرجنتين.

مناخ رطب

الأول هو الأهم والأكثر رعباً لكبار أوروبا الذين قلّما اعتادوا هذه الأجواء المناخية المتوقع أن يجدوها في البرازيل، فهناك الحرارة العالية والرطوبة المرتفعة ونسبة بخار الماء في الجو تكون خانقة للاعبين -كما ثبت علمياً- بالإضافة إلى قلة نسبة الأكسجين النقي للتنفس لاسيّما إن كان الملعب يعلو مستوى سطح البحر ما يسبب انخفاضاً شديداً في الضغط الجوي كما هو الحال بالملاعب المصممة على المرتفعات هناك في الإكوادور وكولومبيا وتحديداً بوليفيا التي تملك أعلى ملعب بالعالم بما يزيد عن 3500 مترٍ عن سطح البحر اكتسحت فيه ميسي ورفاقه بسداسية تاريخية!!

ومثل هذا الطقس يؤثر على أداء اللاعبين ويقلل من لياقتهم البدنية ويزيد شعورهم بالتعب والعطش مع حدوث إصابات وقد تصل في بعض الأحيان إلى حالات إغماء.

العامل النفسي

الأمر الثاني هو العامل النفسي المتولد من الضغط الجماهيري الذي لا مثيل له، فهناك فقط لا حدود لجنون كرة القدم، والمشجعون في أمريكا اللاتينية لا يشبههم أحد في التعصب والشغب والإثارة والهتاف والتصفير والثورة عند الفرح أو الغضب على حد سواء، هذا المنظر الذي ترتعد له مفاصل المنافسين على أرض الملعب.

المحصلة أنّ 19 بطولة مونديالية موزعة على قارات العالم الكبرى بواقع 4 في أمريكا اللاتينية كلها كانت للاتينيين، و3 في أمريكا الشمالية حصدتها أيضاً منتخبات لاتينية مع نسخة آسيوية فازت بها البرازيل، ويتبقى نسخة أفريقية مع عشر نسخ بالملاعب الأوروبية كانت لمصلحة كبار أوروبا.

طفرة في السويد

ومن المدهش أن العكس أيضاً يكاد يحدث بغياب اللاتينيين عن التتويج في ملاعب أوروبا لولا أن فازت البرازيل عام 1954 في السويد بلقبها الثاني آنذاك.

وللتوضيح، إن المنتخبات اللاتينية اليوم لم تعدْ كما كانت بالسابق، فلاعبو أمريكا الجنوبية أصبحوا كالطيور المهاجرة بعدما فتحت أوروبا أبواب الاحتراف على مصراعيْها لتحتضنهم، ما يجعل اللاعب اللاتيني المحترف يعاني من الطقس كما الأوروبيين تقريباً، ما يجعل المعادلة هذه المرة متقاربة لحد كبير، خاصة مع الإصابات القوية التي أكدتْ غياب بعض النجوم.
إضافة إلى المقولة الشهيرة "لكلّ شيء بداية" ولعله الأوان لكسر هذا النحس،
كل هذه تبقى مجرد نظريات وافتراضات، لكنّ المؤكد أننا بصدد وجبة كروية من الطراز الرفيع على شواطئ كوبا كابانا في البرازيل.