أبا خالد .. شامة في ذاكرة التاريخ

الرياضية أون لاين : كتب / أسامة فلفل 

لقد خسر الوطن والحركة الرياضية الفلسطينية برحيل المغفور له القائد الوطني الفذ المرحوم فتحي صالح جودة هامة وقامة رياضية ووطنية أفنت حياتها في خدمة المشروع الرياضي الكبير، وقدمت نموذجا يحتذي به في مسيرة العطاء الذي لا ينضب عبر عقود طويلة، وكانت على الدوام تسطر بنقاء وطهارة ومثالية عالية قيم الانتماء الصادق للوطن والرياضة الفلسطينية. 

امتلكت هذه الشخصية المتفردة في القيادة وحسن الإدارة كل الخصال الوطنية والرياضية والثقافية وظلت رغم شظف العيش والتحديات الكبيرة تشق طريق النجاح والمساهمة في صناعة الإنجازات طوال مشوار العطاء، وأعطت وقدمت وسطرت تاريخا مجيدا يعبق بأجمل وأعظم صور التضحية الصامتة. 

 كان الفقيد الراحل المعلم فتحي صالح جودة له اسهامات كبيرة بمجال التطور والإنجاز الرياضي والوطني من خلال المناصب والمهام التي شغلها وأسندت إليه بمختلف مواقع اللجنة الأولمبية والاتحادات الرياضية، وترك المعلم جودة بصمة لتاريخ حافل بالمنجزات التي جسدت صور البطولة والتضحية والانجاز في محطات مؤلمة يشهد لها الداني والقاصي. 

لقد خسرت الحركة الرياضية برحيل أيقونة الحركة الرياضية الفلسطينية ومصدر فخرها وثباتها وسؤددها، قائدا ومعلما ومرجعا رياضيا خصبا، وواحدا من أبرز رجالاتها وأبطالها العظماء الأوفياء الذين امتشقوا البندقية جنبا إلى جنب مع العمل الرياضي عبر كل محطات النضال والثورة، وسجل في سفر التاريخ محطات مشرفة، ستظل ملهم عشق لكل مكونات الحركة الرياضية الفلسطينية. 

لقد كان الفقيد عبر مسيرة مشواره الطويل يتسم بالنزاهة والشفافية وحسن الخلق، وصلابة الموقف، واستشرافه للمستقبل بعيون فلسطينية، وقدرته على عبور بحور التحديات بفراسة القائد الفذ المتمكن، فالتاريخ وكل من عايش المعلم صالح جودة يشهد له بذلك. 

عرفنا الراحل أبو خالد بسمات الشجاعة والإقدام، وقوة الشخصية، وهو الرجل الأمين على المصالح الرياضية والوطنية، الذي وضع أهواءه الذاتية ورغباته الشخصية خارج حسابات المصلحة الذاتية وانتصر للوطن والرياضة الفلسطينية، وظل على العهد وعلى سيرة من سبقوه من عظماء ومشاعل ورواد الحركة الرياضية الفلسطينية  

نتمنى أن يكون وخلال مهرجان التأبين المزمع إقامته يوم الخميس الموافق ٣/ ١١ / ٢٠٢٢ م بصالة نادي غزة الرياضي والذي تقيمه اللجنة الأولمبية الفلسطينية فليما وثائقيا عن سيرة ومسيرة وحياة ومناقب فقيد الوطن والحركة الرياضية الفلسطينية المرحوم فتحي صالح جودة الذي ترجل واقفا. 

إن روح الوطنية ومشاعر الانتماء الرياضي والوطني التي استلهمناها من رجل فلسطين وعنوان ومصدر فخر الرياضة الفلسطينية بالمحطات المؤلمة ستظل تمثل وقودا للعمل والعطاء على طريق ذات الشوكة.