حكاوي الملاعب..سوق المدربين يزدهر ونجم يرعب البقية ولماذا استقال حمادة شبير

غزة – جهاد عياش

أحداث مختلفة ونتائج متباينة كانت حصيلة الجولة التاسعة من دوري الوطنية موبايل لأندية قطاع غزة الممتازة ،كان من أبرزها التحاق فريق النشامي بالمتصدر الصداقة ومواصلة الخدمات الرفحي صحوته الكبيرة إضافة إلي الاستقالات التي تقدم بها العديد من المدربين وتعيين مدربين جدد لعدد من الأندية وتأزم وضعية بعض الفرق في أسفل الترتيب  .

أولا : اشتباك في القمة والقاع

مع تقدم الأسابيع من الدوري الممتاز لأندية قطاع غزة تزداد الإثارة والتشويق نظرا لاختلاف النتائج من مباراة لأخرى واقتراب أندية بعينها من المراكز الأولي بعد أن كانت بعيدة فيما سبق من أسابيع، وبعد مباريات الأسبوع التاسع حدث الاشتباك الأول بين حامل اللقب ومتصدر الترتيب منذ انطلاقة الموسم فريق الصداقة بعد تعادله المثير مع الزعيم شباب رفح 2/2 وتوقف رصيده عند 20نقطة في المركز الأول ليفقد الصداقة انفراده بالقمة وبفارق كبير بعد أن خسر في الثلاث مباريات الأخيرة 5 نقاط الأمر الذي استغله فريق شباب خانيونس وانتصر في لقاءاته الثلاثة الأخيرة وكان آخر هذه الانتصارات على جاره الاتحاد 2/1 جامعا 9 نقاط جعلته متساويا مع  الصداقة برصيد 20 نقطة والفاصل بينهما فارق الأهداف الذي يصب في مصلحة الصداقة ، فيما اقتربت كتيبة محمود المزين خدمات رفح من طرفي القمة بعد أن حقق الفريق الفوز الخامس تواليا على حساب جاره القادسية 3/0 ليرتفع رصيده إلي 16 نقطة في المركز الثالث وبالمثل فعل العميد غزة الرياضي عندما فاز على الأهلي بهدف نظيف ويصل إلي النقطة 16 مشتبكا مع خدمات رفح محتلا المركز الرابع بفارق المواجهات بينهما في حين حافظ الزعيم على حظوظه بالمنافسة بعد وصوله إلي النقطة 14 بعد التعادل الثمين مع الصداقة.

وفي القاع فالحديث يدمى القلب عندما نشاهد الأهلي صاحب أول لقب يتذيل الترتيب برصيد 6 نقاط يسبقه بفارق نقطة واحدة الوافد الجديد نادي القادسية (7نقاط) ثم صاحب الثلاثية التاريخية وصاحب الجماهيرية الجارفة اتحاد الشجاعية برصيد 8 نقاط ثم الهلال واتحاد خانيونس ولا يفصل هذه الفرق عن بعضها البعض إلا أقل من مباراة فهي مشتبكة بشكل كبير وربما فوز واحد وخسارة أو تعادل الآخرين قد يقفز به عدة مراكز .

ثانيا  : سوق المدربين يزدهر ونجم يرعب البقية

لا يخفي على أحد الضعف الفني والذهني والبدني لكثير من فرق الدوري مما أثر على أدائها في المباريات وبانت الفوارق بين فكر المدربين واستيعاب اللاعبين التي سمحت بسوء النتائج أن يعم، وباتت بعض الفرق مهددة بالهبوط مبكرا وكان لابد في النهاية من التغيير الذي يرجى منه تجويد الأداء  وتتويج المجهود وتحسين النتائج قبل فوات الأوان، وكل موسم نرى بعض المدربين غير العاملين يحرصون على حضور بعض المباريات للفرق التي لديها مشاكل في الأداء والنتائج وربما تكون لديهم بعض المؤشرات من بعض المقربين لهذه الفرق بان الموعد قد اقترب فكن جاهزا، وفي هذا الأسبوع بالذات  بعد الاستقالات الجماعية التي تقدم بها مدربو فرق اتحاد خانيونس وأهلي غزة وخدمات الشاطئ وكل هذه الفرق تعاني من سوء النتائج، ليظفر بقيادة هذه الفرق مدربون ذوو خبرة وعلى قدر كبير من الكفاءة ويتمتعون بسمعة جيدة كالمدرب القدير نعيم السويركي على رأس الجهاز الفني لاتحاد خانيونس خلفا لتحسين الجبور فيما تقلد توفيق الهندي منصب المدير الفني لأهلي غزة خلفا للمجتهد رأفت ريحان واستقرت إدارة البحرية على أن يكون ربحي سمور رجل المرحلة لخدمات الشاطئ والبقية ستأتي، وقد سمعنا عن وصول المدرب مصطفي نجم لقطاع غزة والسؤال الكبير هل تم استدعاء نجم من قبل إدارة أحد الأندية ،ومن هو هذا النادي ؟ الأيام القادمة ستكشف المزيد من الأخبار ، والمهم في المرحلة القادمة هو دراسة سبب إخفاقات هذه الفرق المترهلة ووضع الحلول المناسبة للخروج من أزمة النتائج .

ثالثا : لماذا استقال حمادة شبير

قبل مباراة خدمات الشاطئ واتحاد الشجاعية بلحظات تسربت المعلومات بأن هذه المباراة ستكون الأخيرة لمدرب الشاطئ مهما كانت نتيجتها ، ويبدو أن اجماعا من قبل مجلس الإدارة قد حسم الطلاق بين المدرب والفريق وهذا ما أكده شبير بالفعل بعد نهاية المباراة التي انتهت بالتعادل 1/1عندما تحدث لوسائل الاعلام بأنه استقال من تدريب الفريق نظرا لخلافه مع مجلس إدارة النادي التي تطالبه بان يكون الفريق منافسا على بطولة الدوري في حين أن الأدوات التي بحوزته لا تلبي هذا الطموح وأنه معني باحتلال مركز في المنطقة الدافئة بعيدا عن مراكز الهبوط وهذه قدرات الفريق _ مع العلم أن الإدارة عززت صفوف الفريق بمجموعة من اللاعبين المميزين أمثال محمد القاضي وعاصم أبو عاصي وأدهم المقادمة ويوسف شلدان واخيرا حربي السويركي إضافة إلي وجود سليمان العبيد هداف الدوري والطرفين المميزين محمد الرواغ واسماعيل أبو شرف ناهيك عن بعض الناشئين أمثال محمد أبو ريالة ونهرو الجيش ومجدي المغربي وغيرهم_ والسؤال هل كل هذه الأسماء لاتكفي للمنافسة ؟ ولكن الشيء الأهم في حديث مدرب الشاطئ المستقيل هو أن إدارة النادي تريد أن تفرض عليه أسلوب في التعامل مع لاعبي الفريق خاصة المخطئين والمقصرين يتنافى مع مبادئه وأخلاقه وسلوكياته وهذا مارفضهشبير تماما والجدير بالذكر أن المدرب اتخذ قرارا بوقف بعض اللاعبين المهمين في لقائه أمام الشجاعية نتيجة سوء تفاهم وخلافات بينهم وأراد المدرب معاقبتهم بعدم إشراكهم في المباراة وهذا ما حدث بالفعل وهذا الأمر لم يرق لأعضاء مجلس الإدارة ولا للجماهير لأن الفريق يمر بأزمة نتائج وكان من الممكن معاقبة اللاعبين ماديا بدل معاقبة النادي ككل لأن النتائج هي من تحسم وضعية الفريق وليس طرق تهذيب وتقويم سلوكيات اللاعبين .

رابعا : مباراة الصداقة وشباب رفح في سطور

انتهت قمة الأسبوع التاسع من دوري الوطنية موبايل بين الصداقة المتصدر وشباب رفح بلا غالب ولامغلوب بعد مباراة راقية وممتعة من قبل الطرفين وإليكم أبرز ما جاء في المباراة :

  • ·     أوفت المباراة بكل وعودها من الناحية الفنية والبدنية والتكتيكية فقد جاءت بالفعل قمة الأسبوع بعد الأداء الفني الراقي الذي أمتع الجماهير والتعادل الإيجابي بعد تسجيل هدفين في كل شبكة إضافة إلي العديد من الفرص السهلة الضائعة التي كانت كفيلة بحسم اللقاء للصداقة خاصة في الشوط الأول .
  • ·     ظهرت حنكة المدربين في هذا اللقاء وبرزت الرغبة الواضحة لكليهما بالظفر بنقاط المباراة من خلال الخطة الهجومية المنتهجة ومن خلال التغييرات والتبديلات وقراءة جيدة للملعب التي أعادت للزعيم هيبته في الشوط الثاني .
  • ·     قدم لاعبو الفريقين وجبة دسمة من المهارات والتحركات الواعية والتركيز الذهني طوال المباراة بل ظل اللاعبون يركضون في أرضية الملعب طوال 103 دقيقة ولم نشعر بتراجع مجهود أي لاعب حتى صافرة النهاية وتميز اللاعبون بالإلتزامالخططي والسلوكي أثناء المباراة .
  • ·     استطاع طاقم الحكام بقيادة الحكم عماد مرجان من السير بالمباراة إلي برالأمان بعد التمركز الجيد في كل لحظة من لحظات المباراة واتخاذ القرارات السليمة كما تميز طاقم التحكيم بالهدوء وسادت لغة التفاهم بينهم وانعكس هذا الهدوء على سلوك اللاعبين .
  • ·         أكدت نتيجة المباراة المتعادلة على عقدة عدم فوز الصداقة على شباب رفح في المواسم الأخيرة التي تنتهي أغلب النتائج إما بالتعادل أو فوز الشباب .
  • ·     أكدت هذه المباراة بما لا يدع مجالا للشك ان سعيد السباخي يستطيع بمفرده تغيير أية نتيجة وأن هذا اللاعب مهما قل عطاؤه وجهده يبقي الأفضل على مستوى لاعبي غزة وأنه فوق حسابات المدربين وليس أدل على ذلك من تسجيله هدف وصناعة آخر فقط في شوط واحد.
  • ·     حضور جماهيري مميز وتشجيع منقطع النظير وتأثير كبير على اللاعبين ولكن كل هذا الجهد انهار في نهاية المباراة بعد سلوك الجماهير غير المبرر بعد التدافع الخطر والذي أدى لسقوط بعض الجماهير نتيجة انهيار جزء بسيط من الدربزين الواقي وقبله سكب كوب من القهوة على مساعد الحكم في المدرجات الشرقية  .

خامسا : سقطت المسئولية ولم يسقط السور

انتهت مباراة الصداقة وشباب رفح بكل حب وود ولم يكن أي مؤشر ينذر بوقوع حدث هنا أوهناك ، لحظات قليلة وبدأ المشهد المؤسف الذي سقطت فيه المسئولية عن العديد من الجهات قبل أن يسقط السور وأول هؤلاء المسئولين هم الجماهير التي تفتعل المشاكل وتعكر الأجواء الصافية بل وتتهم الآخرين بالتقصير ، كان على هذه الجماهير التوجه إلي البوابات المفتوحة مهما كان عددها والخروج بهدوء بدل التدافع الخطر عند السور الحديدي وإن كانت البوابات مغلقة فالمسئولية على عاتق من لديه المفاتيح الذي كان عليه أن يفتح الأبواب قبل ربع ساعة من نهاية اللقاء ، والمسئولية تقع على عدم صيانة هذا السور من قبل القائمين على الملعب ومن خلال المشاهدة العينية للحدث وللسور فإن السور كان ضعيفا بفعل عامل الزمن كما أنه غير مناسب من ناحية الارتفاع والسمك والقوة لهذه الأعداد من الجماهير ، والمسئولية تقع على القائمين على بيع التذاكر ومن كلفهم بذلك عندما لم يحددوا مسبقا عدد الجماهير التي يمكن استيعابها حسب ظروف الملعب وعدم ترك الأمر مفتوحا بغرض الكسب المادي ، والمسئولية تقع على اتحاد كرة القدم ودائرته الطبية التي لم تستطع توفير سيارة اسعاف في كل ملعب على الرغم من تكرار الحوادث ، والمسئولية تقع على بعض الصحفيين والمواقع الإلكترونية الذين ضخموا الحدث وأربكوا الشارع الغزي بعد بث أخبار عن سقوط سور الملعب ووقوع عدد من الإصابات بأشكالها المتنوعة مما أحدث حالة من الخوف والهلع لدى المواطنين، المسئولية تقع على رؤساء الأندية وأعضاء مجالس إداراتها التي تنساق خلف روايات الجماهير وتصدقها وتصدر تقصيرها للجهات الأخرى .

مع كل أسف تأتي جميع  الجهات إلي الملاعب متفرجة وتنسى مسئولياتها ثم إذا ما وقع الخطب رأيتهم يهرولون ويولولون ويتهمون الآخرين وهم المقصرون الأوائل .