نشوة الريمونتادا .. ورسائل السيد (X) !

وليد جودة

(كاتب صحفي فلسطيني)

  • 1 مقال

نشوة الريمونتادا !

الحقيقة أن الوصول إلى الصدارة وركوبها لا يعني أن البطولة باتت في جعبة الفريق الأزرق، صحيح أنه تجاوز محطة مهمة في "مهرجان" اليرموك، صحيح أنه في ظرف جولتين صنع "ريمونتادا غزاوية"، لكن على الكتيبة الرفحاوية أن تنتبه جيداً وتحذر الوقوع في فخ "نشوة الريمونتادا"، فكلنا شاهدنا عودة برشلونة التاريخية أمام الباريسيين، وكلنا صدمنا بالشكل الباهت الذي ظهر به الكتلان بعد ذلك أمام لاكارونيا، فجزء كبير من سقوط ميسي ورفاقه يعود إلى نشوة الانتصار الأوروبي والمبالغة في الاحتفال، وعلى "بارود" والبقية أن يتعلموا من هذا الدرس جيداً، خصوصاً مع وجود مباراتين من أصل 44 لا تقلان أهمية عن مباراة الصداقة، الأولى في الديربي أمام خدمات رفح الذي "فجأة" وجد نفسه حياً في المنافسة وسيقاتل حتى النهاية بمبدء "لعل وعسى"، والثانية أمام فارس من فرسان الصراع لا يقل خطورة عن سابقيه وهو شباب خانيونس !

ماذا يقول الجدول ؟!

حقيقة لا يجب إغفالها في المباريات الباقية، أنها لن تكون مباريات لحسم اللقب فقط، بل تحمل في طياتها الكثير من تفاصيل الهابطين، وهو الأمر الذي يجعل أي محاولات للتوقع ضرباً من الخيال.

تحية لنجم اليرموك الأول !

لوحة فنية قدمتها الكرة الغزية في قمة اليرموك بين الصداقة وشباب رفح، لاعبها ونجمها الأول كان جمهور الفريقين الذي تفنن في تقديم الدعم والمساندة بأشكال وألوان زاهية زينت جنبات الملعب طوال اللقاء، أجواء كبيرة ومثالية قلما نشاهد مثلها عشناها في تلك الجمعة، والأجمل من ذلك أن بعض محاولات الخروج عن النص بين الفينة والأخرى لم تؤثر على الشكل الختامي للقاء، تحفة فنية !

رسائل إلى السيد (X)

الرسالة الأولى: من أهم عوامل تحقيق الانتصارات والألقاب هو التركيز، بدونه سيضيع كل شيء، هذا التركيز يجب أن يكون على المستوى الشخصي وأن ينقل كطاقة إيجابية للمحيط الذي تعمل فيه، أما يا سيد (X) كونك على بعد دقائق من دخول مباراة مصيرية وتشتت نفسك بما يقوله هذا وما يفعله ذاك أو حتى ما يلبسه أحدهم، فهذا يعني بأنك رجل يبحث عن الصراعات لا النجاحات، ويبدو بأن محيطك يلحظ هذا الأمر تماماً، فغابت عنه الحافزية وضاع تركيزه مع ضياع تركيزك كقائد للسفينة، وتذكر بأن غرق السفينة لن يتحمل عواقبه سواك !

الرسالة الثانية: أن تكون اسماً كبيراً وبتاريخ حافل ذلك شيء جميل يسعى له الجميع، لكن ذلك لن يساوي شيء إذا ما كنت متغطرساً وتقدم مثالاً سيئاً للصغار في عدم احترام خصمك وجماهيره، فالكبير كبير بأخلاقه، والحديث عن "عصبية ملعب" أو "غيرة على الفريق" لا يمنحك الحق بالاعتداء اللفظي والجسدي على الآخرين، أنت بذلك تدمر نفسك بنفسك وتعمل على شطب صورتك البراقة في ذهن الجميع، مستواك في الملعب لا يكفي، فالأخلاق قبل كل شيء في الرياضة !

الرسالة الثالثة: إياك والغرور، واحذر أن تقودك لحظات الغضب للإساءة إلى زملائك، كلماتك في السراء أو الضراء محسوبة عليك، والمشاكل سواء كانت فنية أو نفسية أو أي شيء آخر، فإن مكان نقاشها يكون في الغرف المغلقة مع المعنيين، وليس أمام الجميع، احذر من نظرة التعالي واشطب كلمة "أنا" من قاموسك واستبدلها دائماً بـ"إحنا"، وإلا فإن ذلك سيقودك إلى بداية النهاية، وأنت فعلياً ما زلت في البداية وتمتلك كل مقومات النجاح، أكرر .. إياك والغرور !

عام البنية التحتية

جميلة هي الأنباء التي تصل تباعاً عن قرب زفاف بشريات التطوير لملاعبنا ومنشآتنا الرياضية، والأمل كل الأمل أن تكون هذه خطوة بالاتجاه الصحيح بشرط أن تراعى معايير الدقة في العمل والتنفيذ والإنجاز ، وأنا أضمن لكم بأن ملاعب جيدة ستقدم لنا مستويات فنية أعلى وبطولات أقوى بدون أدنى شك .. بس شو أخبار المنحة ؟!