حكاوي الملاعب .. مرض الصفراء اللعين يصيب اللاعبين

غزة –الرياضية اون لاين- كتب/ جهاد عياش

تتواصل مباريات بطولة الدوري الممتاز لأندية قطاع غزة وكلما تقدمنا أسبوعا تشتد المنافسة وتزداد أهمية النقاط سواء في القمة أوالقاع ويبذل المدربون واللاعبون قصارى جهدهم من أجل تسجيل النتائج الإيجابية ولكن لابد من وقفات مع هذا الأسبوع:

أولا : أجواء القمة الخريفية

على الرغم من تأخر الرياح والأمطار وعدم تقلب الأجواء ونحن في فصل الخريف فصل الأنواء والعواصف وقرب دخولنا في فصل الشتاء البارد إلا أن هذا الأمر لم ينطبق على ترتيب أندية الدوري الممتاز في قطاع غزة حيث شهدت ملاعبنا العديد من النتائج التي عصفت بأماكن الفرق وترتيبها في الجدول: كان أهم هذه التقلبات تخلي شباب رفح المتصدر السابق عن مركزه الأول برصيد 18 نقطة بعد أن عصفت به رياح العميد غزة الرياضي متذيل الترتيب برصيد 6 نقاط فقط وأرغمته على التعادل الإيجابي 1/1، فيما استغل الصداقة المتألق بقيادة لاعبه محمد بلح الوضع تماما بعد أن هبت رياحه هناك في ملعب المدينة الرياضية وأصابت شباك اتحاد خانيونس مرتين ليتصدر الترتيب برصيد 19 نقطة ، وبقي الطواحين بنفس رصيده السابق 16 نقطة رابعا، في حين غمرت أمطار النشامى شباب خانيونس أراضي الشجاعية وأصابتها بالوحل بالرغم من الهدف الجميل الذي تقدم به العرير لأبناء السويركي ليرد عليه رفاق حسن حنيدق بثنائية بعد الأخطاء الجسيمة لمدافعي الفريق الشجاعي وحارس مرماهم ورفع النشامى رصيدهم إلي 16 نقطة في المركز الثالث ، فيما عبرت سفن البحرية هيجان الأهلي الذي أضر بالبحرية كثيرا في البطولة الودية عندما فاز الأهلي 5/2 ولكن تلاميذ حمادة شبير أخمدوا ثورة الأهلي رغم تقدمه المبكر لينهوا المباراة بنفس النتيجة المؤلمة 5/2 ولكن لصالحهم، ويتقدم البحرية إلي المركز الخامس برصيد 15 نقطة في انتظار ما تبقي من مباريات الدور الأول.

ثانيا : اللياقة النفسية يا دائرة طبية

مع تقدم المباريات واحتدام المنافسة وحاجة كل فريق للنقاط ،يزداد العبء النفسي على المدربين واللاعبين والجماهير وسبب ذلك كله الضغط الكبير والمتواصل من أعضاء مجالس إدارات الأندية ومن خلفها الجماهير على الأجهزة الفنية واللاعبين من أجل تحقيق الانتصارات والظفر بالبطولات أو الهروب من القاع ،خاصة أن القائمين على الأندية يحاولون بشتى الطرق توفير المتطلبات المالية الباهظة لأعضاء الفريق وجهازهم الفنية والإداري وربما يتجشم بعض المناصرين تكاليف التنقل من ملعب إلي آخر أو مكافآت الفوز . فمن وجهة نظرهم لم يقصروا في شيء ويبقى الدور على اللاعبين والمدرب لإخراج أفضل ما لديهم لإسعاد الجماهير التي تزحف خلفهم وتطمع في المتعة والتتويج ، إلا أنه وفي كثير من الأحيان نفاجأ بتصرفات شاذة وغريبة من اللاعبين تنم عن عدم تحمل المسئولية كالاعتراض المتكرر والتشويح باليد والسقوط المتعمد وإهدار الوقت وإخراج الكرة لكل شاردة وواردة والتلفظ بألفاظ مسيئة بحق الزملاء والمنافسين والاشتباك مع الجماهير وعندما نحتاجه في الملعب نجده متسرعا وتمريراته خاطئة ويهدر الفرص السهلة بسبب قراراته غير الصحيحة أو أنانيته المفرطة والويل كل الويل إذا قام المدرب بتغييره لعدم جاهزيته الفنية والبدنية. وبالطبع كل ذلك يؤدي لتدهور النتائج الذي مرجعه الاعداد النفسي المعدوم ، فلا حضور ذهني ولا توافق عضلي عقلي ولا ثبات انفعالي ولا تفكير سليم ، بل السرحان والشرود والاستهتار والتعالي والاشتباكات اللفظية والجسدية والتدخلات الخشنة العنيفة التي تؤدي إلي الإصابات وهذا يتطلب بذل جهد مضاعف من الدائرة الطبية من أجل تأهيل معالجي الفرق ليكونوا قادرين على التعامل مع لاعبيهم من الناحية النفسية خاصة أن هناك العديد من اللاعبين يتعرضون لمشاكل مادية واجتماعية وعائلية ثم يطلب منهم تناسى ذلك وتقديم مستوي كبير فكيف يتسني ذلك بلا حلول أو معالجة لتكتمل اللياقة النفسية إضافة إلي اللياقة الذهنية .

ثالثا : مدربون بلا أوراق

تكتظ مقاعد بدلاء الفرق المتبارية بالمواليين والمساندين للفريق، إضافة إلي الأجهزة الفنية والطبية والإدارية، ولا تجد أحدهم يمسك ورقة أو قلما يدون ملاحظته على أداء اللاعبين، وكل همهم الوقوف فرحا عند إحراز هدف أو الوقوف غضبا على الحكم ، وتكثر الأخطاء الفنية والتكتيكية والفردية للاعبين ولا نجد مدربا لأي ناد لديه دفتر ملاحظات يكتب فيها بعض الأشياء الصحيحة حتي ينميها ويطورها أو الأشياء الخاطئة حتي يعالجها ويخفيها، وعليه فإن المدرب ينسي الكثير من السلبيات ويتغاضى عنها خاصة في حالة الفوز، ولذلك تتكرر في المباراة التالية ويدفع ثمنها فمثلا لماذا لا يسجل كم هجمة صحيحة أو خاطئة بدأت من حارس المرمي وكم هجمة بدأها خط الدفاع وكم كرة قطع لاعب الارتكاز وهل بدأ بهجمة مرتدة صحيحة وكذا كم جملة تكتيكية متفق عليها نفذها اللاعبون وهل هناك تدرج في الهجمة من الحارس إلي الدفاع إلي الهجوم وكم كرة عرضية رفعت سواء من اليسار أو اليمين وكم تسديدة سددها اللاعبون على المرمي وهل هناك ه خيار أفضل من التسديد وبالعكس ومن هم اللاعبون الذين يمررون بطريقة صحيحة ومن هو اللاعب الأصوب في اتخاذ قرار التصويب على مرمي المنافسين ومن هم اللاعبين الأكثر التحاما والأقل في ارتكاب الأخطاء وغير ذلك من الأشياء .مع العلم انه ومع وجود التصوير والنقل التلفزيوني أصبح الأمر متاح للمدربين لمشاهدة مبارياتهم ومشاهدة التحليل من خلال البرامج التلفزيونية والإذاعية ومن ثم تأكيد ما دونه في مفكرته بما شاهده عبر الشاشة وعليه يصبح تصويب الأخطاء أكثر نفعا وقناعة.

رابعا : الدولار الرياضي

جرت العادة أن يترك المدرب الفريق عندما يفشل في تحقيق نتائج إيجابية ترضي طموح الإدارة والجماهير ولكن أن تكون الأمور الفنية على مايرام وأن يرغب اللاعبون في بقاء المدرب ثم يقرر المدرب ترك الفريق لأسباب مادية بحتة فهذا الموقف مسئولية الإدارة التي تعاقدت مع المدرب واتفقت معه على مبلغ معين ثم لم توف بوعدها له وإن كانت لا تستطيع توفير المبالغ المطلوبة فلماذا تضع نفسها والآخرين في مواقف محرجة . هذا الأمر حدث هذا الأسبوع مع مدرب النادي الأهلي وفي فترة حرجة لم يستطع فيها الصبر على إدارة النادي وطالبها بصرف جزء من مستحقاته لحاجته الماسة إلا أن الإدارة لم تستمع له ، في حين رفض المدرب غسان البلعاوي تدريب أندية من قطاع غزة خاصة نادي غزة الرياضي وقيل أن السبب كان ماديا وفضل أن يغادر إلي المحافظات الشمالية وتعاقد بالفعل مع نادي شباب الخضر الذي يترنح في قاع جدول أندية المحترفين، ولكن من المؤكد أن العائد المادي هناك سيكون أضعافا مضاعفة عنه في قطاع غزة ، ولا يقتصر الدولار الرياضي على المدربين بل سبقهم في ذلك اللاعبين فانتقال سعيد السباخي من ناديه الأم خدمات رفح إلي الجار الشباب لم يكن ليتم لولا العائد المادي السخي الذي حظي به السباخي، وعلى نفس الدرب سار سليمان العبيد الذي عاد إلي ناديه الأم خدمات الشاطئ قادما من العميد غزة الرياضي مقابل مبلغ مالي كبير، وعلى المنوال ذاته نسج محمد بركات نجم شباب خانيونس عندما وافق للعب لناديه الأم الشباب مقابل مادي كبير وللعلم فإن المبالغ التي تدفع للاعبين تقدر بعشرات الآلاف من الدولارات ثم تشكو الإدارات من العجز المادي فمن المسئول وإذا لم تكن هذه الإدارات قادرة على توفير الأموال فما الذي يجلسها على الكراسي فلتغادر وليجلس على الكرسي من يستطيع الدفع وتوفير الأموال .

خامسا :مشاهد مؤسفة

لاعب يترك فريقه بين الشوطين وآخر يغيب في مباراة الشاطئ والأهلي والذي كانت نتيجته تشير إلي تقدم الشاطئ 3/1 تفاجأ الجميع بمغادرة الحارس الاحتياطي للشاطئ أحمد أبو سليمان لأرضية الملعب بعد المشكلة التي حدثت بينه وبين أحد إداري النادي فماذا لو أصيب الحارس أو طرد في حين غاب يسار الصباحين عن مباراة فريقه أمام غزة الرياضي لرفضه اللعب في التشكيلة الاحتياطية في التمرين وانسحب من الملعب ولم يعد .

لاعبون يرفضون التغيير

هذا ما حدث في مباراة التفاح مع الهلال عندما قام المدرب سامي الشنطي بتغيير بعض اللاعبين بغية تعديل النتيجة ولكن لم يعجبهم هذا القرار واعترضوا عليه بالشدة في غرفة خلع الملابس وهذه ليست المرة الأولي الذي يعترض فيها اللاعبون علي قرارات المدرب. جمهور تسبب بمشكلة أثناء مباراة غزة الرياضي وشباب رفح هتفت جماهير رفح ضد جماهير الشجاعية التي لم تكن طرفا في المباراة وبعد نهاية المباراة اعترض الأخ أبو هاني عضو الإدارة النشط لنادي الشجاعية لدي أعضاء مجلس إدارة شباب رفح التي اعتذرت على الفور فيما تواصل التلاسن بين بعض اللاعبين وبعض الجماهير دون داع.

اعتداء على حكم

شهدت مباراة اتحاد خانيونس والصداقة والتي انتهت بفوز الصداقة 2/1 حادثة مشينة بعد اعتداء أحد المرافقين لفريق اتحاد خانيونس على حكم المباراة سامح القصاص باللفظ والجسد في موقف مخز ومجحف بحق الحكام وهذا يدق ناقوس الخطر فيما تبقي من مباريات الدوري خاصة أن بعض الحكام فضل الجلوس في البيت وابتعد عن تحكيم المباريات في ظل الوضع المتردي لسلوكيات بعض الجماهير وجهلهم المفزع.

مرض الصفراء اللعين يصيب اللاعبين

في مباريات الأسبوع التاسع لوحظ على الحكام إشهار بطاقات صفراء كثيرة كان في أغلبها البطاقة الثالثة التي تمنع اللاعب من التواجد في المباراة القادمة وكان من الممكن تفادي هذا المرض بشيء من الحكمة والالتزام من الحكام واللاعبين، ومن أبرز الغائبين في الأسبوع المقبل هداف الصداقة محمد بلح ومتوسط ميدان الشاطئ محمد السدودي وحارس الرياضي عاصم أبو عاصي ومحمد عبيد نجم فريق الهلال وبعض هذه البطاقات كانت متسرعة.