ظاهرة الشغب في الملاعب وكيفية الحد منها

الرياضية أون لاين : علي حسن حمد 

إن مفهوم العنف يبدو امرأ سهلا, إذ يخطر ببالنا أنه مجرد سلوك تستعمل فيه القوة ويلحق الضرر بالشخص أو الجماعة أو الشيء المقابل, أو انه صفة عنيفة تستعمل فيها القوة بطريقة تعسفية هدفها الإرغام والقهر.
وتعتبر ظاهرة العنف من أقدم الظواهر الخطيرة التي يعاني منها المجتمع البشري عبر كل المراحل وفي كل الفئات البشرية حيث تعتبر ظاهرة العنف من اكبر المشكلات الاجتماعية التي لا تزال تعاني منها معظم الدول في عصرنا الحـالي .
إن هذه الظاهرة الخطيرة لم تقف عند مجتمع معين, أو ترتبط بمجال معين, بل اتسع نطاقها ليشمل الرياضة فبزغت شمس الشغب الجماهيري في ملاعب كرة القدم وامتدت للتخريب والدمار ليغطي العالم ويتحول إلى ظاهرة مؤسفة لا يقبلها العقلاء ولا حتى الجمهور الواعي الذي يبحث عن المتعة من خلال كرة القدم.
والعنف بلا شك ظاهرة جديدة في الملاعب الغزية بل ويتعارض مع أخلاقيات الغزاوية ومجتمعنا المتسامح.
وهذه الظاهرة وافدة إلينا وإن لم تكن وافدة إلينا من الخارج ولكنها وافدة بسبب المتغيرات التي شابت الإدارات واللاعبين والإعلام والجمهور وما يعيشه الأخير من معاناة عامة فكل مكونات الرياضة المذكورة شابها الخلل في فكرها وثقافتها وقبل هذا في مصالحها بعد أن تداخلت المصالح المادية مع الرياضة التي كانت مبرأة تماما من الماديات وما تفرزه من سلوكيات .
إن تاريخ رياضة لعبة كرة القدم حافل بظواهر العنف منذ القدم والتي تعود حسب ما وجدنا :
- يوم 9 مارس 1949 : حيث أن آلاف من الجماهير الإنجليزية يحطمون سياج ملعب بيردن بارك لمدينة بولتن، للفوز بالمقاعد المنصة الشرفية للملعب وهو ما تسبب في وفاة 33 متفرجا وإصابة 500 مناصر .
- يوم 23 ماي 1964 : عدم احتساب هدف من طرف حكم المباراة التأهيلية لمونديال إنجلترا 1966 ، والتي جرت آنذاك بملعب العاصمة البيروفية ليما بين البيرو و الأرجنتين ، في حدوث مشاجرات عنيفة والتي أدت إلى مقتل 320 متفرجا وإصابة 1000 آخرين .
- يوم 17 سبتمبر 1967 : احتساب حكم إحدى مباريات البطولة التركية لهدف تسبب في حدوث مشادات كبيرة بين أنصار الناديين التركيين خلفت 40قتيلا و600 مصاب.
أسبـاب العنـف في ملاعب غزة الحبيبة
ترتبط ظاهرة العنف في الملاعب بجملة من الأسباب المتنوعة والمتداخلة في ان واحد . وإن تفاعل هذه الأسباب يؤدي إلى بروز هذه الظاهرة ومن بين هذه الأسباب نذكر:
الأسبـاب التنظيميـة: مشكلة تعصب الأنصار ترتبط ظاهرة العنف في ملاعب كرة القدم الغزية بمشكلة تعصب الأنصار (الترات الفرق و المشجعين )وإن التعصب في الرياضة هو مرض الكراهية العمياء للمنافس في نفس الوقت ومرض الحب الأعمى للفريق المتعصب
وهي حالة يغلب فيها الانفعال على العقل فيعمي البصيرة حتى أن الحقائق الدامغة تعجز عن زلزلة ما يتمسك به المتعصب فردا أو جماعة، حيث يؤدي تعصب الأنصار إلى كثير من الحوادث والوقائع . لذا يعتبر مشكل تعصب الأنصار والجماهير الرياضية من أهم الأسباب المؤدية إلى ظاهرة العنف في الملاعب الغزية
مشكل الطاقم الفني: ويتمثل في ما يلـي:
اللاعبيـن: يعتبر اللاعب الغزي عنصرا هاما داخل ملعب كرة القدم ، حيث أن التصرفات التي يقوم بها اللاعبون لها أهمية بالغة في إثارة الجمهور ، فنرى في أغلب الأحيان أن اللاعبين يلجؤون إلى التمثيل لكسب بعض الوقت ما يؤدي تدني مستواهم إلى غضب الأنصار في بعض الأحيان ، مما يدفعهم إلى ممارسة أعمال عنف في المدرجات .

التحكيــم: ترتبط ظاهرة العنف ارتباطا وثيقا بالتحكيم ، فالحكم إذا تسرع في إتخاذ القرارات سيحدث لا محالة ضجة وانفعالا لدى اللاعبين والمتفرجين خاصة في المقابلات الحاسمة والهامة ، ذلك لأن الحكم هو القاضي وسيد الموقف أولا وأخيرا ، فهو الشخص الوحيد الذي يقود المباراة إلى شاطئ الأمان حيث يلعب دورا أساسيا في إنجاح المباريات في استخدام القبضة الحديدية منذ البداية ، وهو الذي قد يثير البلبلة والشحنات بين اللاعبين إذا اتخذ أي قرار في غير موقعه ، فهو إنسان يستطيع أن يقود المباريات ويتخذ القرار النهائي دون أي تردد أو تراجع ، وفي كثير من الأحيان تكون تلك القرارات سببا رئيسيا في إثارة المشاجرات الفردية قد تنشأ منها مشاجرات جماعية من اللاعبين والجمهور ، لذا يجب أن يعرف الحكم مدى حساسية اللعبة ويتصرف بكل دقة وحكمة لخروجه بهذه المباريات إلى النهاية المرجوة (الروح الرياضية قبل كل شيء) فبقدر ما يكون حكما ناجحا يلعب دورا كبيرا في عدم حدوث العنف ، بحيث يوازي بذلك دور رجال الأمن.
شكل الإعلام (التحريض الإعلامي):
إذا كان الإعلام بمختلف وسائله أن يساهم في تفويض هذه الظاهرة بالتوعية بمخاطرها وتبيينها كسلوك منا في الأخلاق الرياضية ، إلا أن هذه الوسائل وإن كانت تقوم بشيء ضئيل من هذا الدور إلا أنها من ناحية أخرى تؤجج من دون قصد ربما مشاعر البعض ومظاهر العنف حيث تساعـد على تحريض الأنصار عنـد الحديث عن إحـدى المواجهات المحليّة بنقل بعض التصـريحات
طبيعـة الملعــب:
إن طبيعة الملعب تلعب دورا هاما في أحيانا في حدوث العنف إذ أنه قد يكون في الملعب وسائل مساعدة على الشغب كوجود الحجارة في الملاعب غير الجاهزة ، فهذه الأخيرة عندما تصبح في حوزة ويدّ الجمهور تعتبر وسيلة من وسائل القذف أيضا عدم وجود الأسوار الجيدة وجود المنافذ الكبيرة والغير محروسة ضف إلى ذلك عامل ضيق الملعب وصغره بحيث يشكل خطر كبيرا على اللاعبين لأنهم يكونون أقرب من المدرجات و بالتالي يصبحون عرضة الإعتداء من طرف الجمهور و يساعد أيضا على تقارب مناصري الفريقين ، مما يتسبب في بعض الأحيان نشوب بعض الأعمال العنيفة الخطيرة مثال على ذلك مدرجات ملعب اليرموك الشرقية.