حكاوي الملاعب.. أعطني طعاما أهديك نقاطا..!!

غزة – جهاد عياش

جولة جديدة انقضت من عمر دوري غزة الممتاز، سطعت فيه نجوم واختفت أخري ، فرق استعادت هيبتها وأخري مازالت تبحث عن هويتها في انتظار جولة قادمة، ولكن ماذا عن بعض احداث هذه الجولة ؟

أولا : الصداقة والزعيم هدوء قبل العاصفة

رست مراكب الصداقة وشباب رفح على سفوح القمة بعد أن تخطت مراكب الصداقة هيجان العميد غزة الرياضي بنتيجة 2/0 وبطعم نباتي بحت عن طريق بلح وأبو حشيش، متجاوزة عثرة التعادل في الاسبوع الماضي أمام حامل اللقب خدمات رفح متزعما الترتيب برصيد 13 نقطة وبفارق الأهداف عن القطب الثاني في القمة الزعيم شباب رفح الذي سار على هدي الصداقة ، عندما التهم لاعبوه حقول التفاح رغم تأخرهم في القطاف في مناسبتين، إلا أن جنود عبد الهادي نجحت في الحصاد أخيرا على الملعب اليرموك لتنتهي المباراة لصالح الزعيم 3/2، ورغم اكتساء القمة باللونين الأخضر والأزرق إلا أن اللون البرتقالي تربص بهما متمثلا بطواحين اتحاد خانيونس المتفوقين على رجال المنطار اتحاد الشجاعية بهدف العكاوي ورفع البرتقالي رصيده إلي 12 نقطة فيما تقهقر اللون الأبيض المتمثل بنشامى شباب خانيونس إلي المركز الرابع برصيد 11 نقطة بعد تعادلهم المخيب مع خدمات رفح صفر لمثله ، في حين اقتربت سفن البحرية من ضفاف نهر القمة المشتعل بعد فوزهم الثمين على هلال غزة المتعثر مجددا2/1 ، في انتظار مواجهات الأسبوع القادم التي ستفجر الهدوء الذي تنعم به القمة خاصة عندما يلتقي الصداقة وجها لوجه مع الزعيم لفك الشراكة، في حين يستضيف شباب خانيونس خدمات الشاطئ في قمة نارية أخرى والسؤال كيف سيكون شكل القمة بعد انتهاء مباريات الأسبوع السابع؟؟

ثانيا : الذكي وغير الذكي

في الملعب يحتار المتتبع لمباريات كرة القدم لأندية دوري غزة في تفسير تدني المستوي الفني للمباريات ، ويبذل المحلل الفني جهدا مضاعفا حتى يخرج ببعض الجمل والكلمات ليصف المباراة ، ويحاول الناقد والكاتب الرياضي بشتى الطرق صياغة بعض العبارات التي تعبر عن مجرى المباريات الفقيرة فنيا، وتكثر الأسئلة ويحتدم الجدل والكل ينظر ويتساءل عله يجد الجواب الشافي من هو المسئول عن تدني المستوي : المدرب أم اللاعب ام الإدارة إلي غير ذلك من التساؤلات ، وفجأة يخرج الجواب من المدرب المستقيل من تدريب خدمات خانيونس أحمد عبد الهادي حيث قال : أن مستوي الفكر الذي يمتلكه معظم مدربي الأندية في قطاع غزة أعلي بكثير من مستوي تفكير اللاعبين وبمعنى آخر ان قدرة اللاعبين الاستيعابية محدودة جدا، ولا يستطيعوا فهم وتطبيق أفكار مدربهم وخططهم التكتيكية وهذا وارد جدا، ولكن قد يقول قائل :ان قدرات اللاعبين في أندية القطاع هي أعلي بكثير من خبرات ومعلومات المدربين وأن المدربين لايستطيعون اكتشاف هذه القدرات أو توظيفها بشكل تخدم مصلحة الفريق وتبرز موهبة اللاعب وتنمي قدراته ومهارته . إذا من هو الذكي وغير الذكي في الملعب ؟؟

ثالثا : أعطني طعاما أهديك نقاطا

هناك عوامل كثيرة تكون شخصية لاعب كرة القدم وتجعله محط أنظار الجميع، منها عوامل ذاتية أوفطرية كالموهبة والمهارة والبنية الجسدية والذكاء وعوامل خارجية كالعلم والثقافة والتدريب واكتساب الخبرات.. ولو سلمنا جدلا أن بعض هذه العوامل او كلها اجتمعت في اللاعب إلا أنه يفتقر إلي الطعام المناسب والتغذية السليمة التي يحافظ من خلالها اللاعب على قوته الجسدية وحضوره الذهني ولياقته البدنية ومن ثم يبذل كل ما يستطيع من جهد لكي يحقق المطلوب منه أثناء التدريبات والمباريات . وإذا تتبعنا أداء اللاعبين أثناء المباريات وبشكل عام دون استثناء نشاهد علامات التعب والضعف على اللاعبين وانهيار لياقتهم البدنية بسرعة وفقدان اللاعبين للتركيز وتصبح سمتهم الغالبة العصبية والنرفزة والاعتراض والسقوط المتكرر وإضاعة الوقت ، بل ويصبح اللاعب عرضة للإصابة الحقيقة وعرضة للاستفزاز والانفعال السريع الذي يؤدي في بعض الأحيان للطرد والعقوبة ، وحسنا فعلت الدائرة الطبية باتحاد كرة القدم عندما عقدت دورة لمعالجي الفرق في الأسبوع المنصرم، كان أحد محاورها الرئيسة أهمية التغذية لدي اللاعبين إضافة إلي إصابات الملاعب ، وأتمني على إدارات الأندية وأجهزتها الطبية ان تولي اهتماما اكبر لتغذية اللاعبين خاصة أيام المباريات حتى لو اقتطعت جزء من رواتبهم لتوفير الغذاء المناسب للاعبين الذي يكاد أحدهم أن يعجز عن ركل الكرة عدة أمتار، أولا يستطيع أن يقفز لارتفاع شبر واحد عن الأرض ليلعب الكرة برأسه ، أو أن يسيطر على كرة ابتعدت عنه مسافة قصيرة، وكل ذلك سببه الانهيار البدني بسبب سوء التغذية الذي يتعرض له اللاعبون ،فمن يريد أهدافا ونقاطا وبطولات عليه بتقديم الطعام المناسب وليس المال فقط.

رابعا : الوجه الحسن

• عندما تداعي الرياضيون لنصرة علم الدولة الشقيقة الجزائر الذي لوثه فكر مشوش نتيجة الجهل والغضب وذلك في مباراة الزيتون وجمعية الصلاح لما رفع اللاعبون علم الجزائر ولكن الموقف الأبرز كان لمؤسسة أمواج التي أعدت جدارية كبيرة لعلم الجزائر وضعت في ملعب اليرموك حبا وعرفانا بالجميل.

• المنظر المسئول والتحرك السريع للدائرة الطبية باتحاد كرة القدم من أجل توفير الإسعاف بالتعاون مع الجمعية الفلسطينية للإسعاف والتجهيزات والمعدات الضرورية المتوفرة في سيارة الإسعاف إضافة إلي الأطقم الطبية المصاحبة لهذه السيارة وتواجد كل من الدكتور عدنان الهرش والدكتور عميد عوض أثناء المباريات .

• من الأشياء الجميلة التي تميزت به هذه الجولة اللباس الموحد لمعالجي الفرق بعد أن وفرت الدائرة الطبية بدل رياضية بلون خاص لهم مطبوع عليها شعار الاتحاد والدائرة الطبية وكذلك الستر الموحدة لطاقم الإسعاف. وكان المنظر الأجمل التعاون بين معالجي الفرق عندما تدخل المعالجون لعلاج لاعبي الفرق المنافسة كما حدث في ملعب اليرموك واستاد خانيونس.

• أخيرا وبعد ان قاست دكة البدلاء والأجهزة الفنية والإدارية والطبية حرارة الشمس وغدر الجماهير، تم تجهيز المكان المخصص لمقاعد البدلاء بالكراسي والغطاء وكذلك مكان جلوس الحكم الرابع.

• الفئة المغلوب على أمرها وهم الصحفيون والمصورون خصصت لهم بعض المقاعد الغير كافية للجلوس عليها وهذه خطوة في الاتجاه الصحيح شريطة ألا ينافسهم عليها أحد من الضيوف الكرام.

خامسا : مفارقات عجيبة

• استقالة مدرب خدمات خانيونس الذي عللها بعدم وجود استقرار إداري في النادي وأنه تقدم بها بعد الفوز على الشاطئ ودخلت حيز التنفيذ بعد خسارة وتعادل .

• تعيين المدرب رأفت خليفة لقيادة فريق خدمات خانيونس بعد 24 ساعة من استقالة شبير والسؤال المطروح لماذا قبل خليفة المهمة وهو يعلم أنه لايوجد استقرار إداري قد يعرقل جهوده مع الفريق علما بأن خليفة ترك غزة الرياضي بعد أن حقق نقطة واحدة فقط من 4 جولات .

• فرض سليمان العبيد نفسه نجما لهذه الجولة بعد أن سجل هدفي الفوز لفريقه الشاطئ في مرمي هلال غزة أحدهما من ركلة جزاء ليتساوى مع محمود وادي برصيد 5 أهداف في صدارة الهدافين . وكان العبيد فرط بالانفراد بصدارة الهدافين بعد أن أهدر ركلة جزاء ثانية في المباراة نفسها .

• حقق فريق شباب رفح أول فوز له على ملعب اليرموك هذا الموسم بعد فوزه على التفاح 3/2 ، وهو الفريق الثاني هذا الموسم الذي يتأخر مرتين أمام المنافس ثم يفوز سبقه في ذلك اتحاد خانيونس أمام الشاطئ .

• اول تعادل سلبي منذ انطلاق البطولة حدث في هذه الجولة بين بطل الدوري خدمات رفح وبطل الكاس شباب خانيونس مع العلم أن هذه الزيارة الرابعة لخدمات رفح إلي ملعب اليرموك من أصل 6 جولات لم ينجح الفريق في حصد أي فوز منها واكتفي بتعادلين وخسارتين .