حكاوي الملاعب/ ماذا فعل التتري الأب لما رأي بشاعة إصابة الابن

جهاد عياش

(صحفي رياضي فلسطيني)

  • 1 مقال

غزة – جهاد عياش

حكاوي جديدة وأحداث عديدة شهدتها مباريات الأسبوع الخامس من دوري الوطنية موبايل ، أهداف ضائعة وأخري مسجلة ،انتصارات وانكسارات، تصريحات واتهامات ، أرقام ومواقف ترسمها الكلمات والبداية:

أولا : لمة حلوة في القمة

في مشهد غريب وفريد تزدان قمة الدوري الممتاز بألوان مختلفة أشبه بقوس قزح، يعجب الناظرين ويضفي على منافسات الدوري التشويق والاثارة في انتظار الاسبوع المقبل ،هذه القمة المزركشة والمزدحمة فرضتها ما أمطرته أقدام ورؤوس اللاعبين في شباك منافسيهم، وما أهدروه من فرص للحصاد رغم توفر المحصول على غرار ما حصل مع نادي الصداقة رائد الترتيب ب10 نقاط و بفارق الأهداف عن البقية، عندما فشل في المحافظة على تقدمه أمام حامل اللقب خدمات رفح 2/0،حين تلقت شباكه هدفين احدهما في الدقيقة الأخيرة وكان هدف التعادل، فيما فشل الزعيم شباب رفح شريكه في الصدارة الانفراد بالقمة بعد تعادله مع الأهلي 1/1 ، في حين استغل النشامي شباب خانيونس الشريك الثالث في الصدارة الوضع وفازوا على الهلال 3/1، فيما أبدي اتحاد الشجاعية نواياه وحجز مقعدا بين الكبار بعدما فاز على خدمات خانيونس 3/1 ورفع رصيده إلي 9 نقاط، وعلى المنوال ذاته نسج الطواحين اتحاد خانيونس بعدما قلبوا تأخرهم أمام خدمات الشاطئ وفازوا 3/2 ليرتفع رصيد نقاطهم إلي 9، ويثبت أنه قادر على المزاحمة والمنافسة ، هذا المشهد الذي يتميز بالألوان الخضراء والزرقاء والبيضاء والبرتقالية ، يرسم لنا فسيفساء جميلة تلهب حماس الجماهير في انتظار المزيد من الألوان التي ستفرضها منخفضات ومرتفعات المباريات القادمة والتي بسببها قد نفقد هذه اللمة الحلوة في القمة في أية لحظة .

ثانيا : طرزان والتتري

مشهد إصابة ماجد التتري مدافع الأهلي الذي أصيب بكسر بشع في قدمه اليسرى بعد التحام غير متعمد مع حارس شباب رفح عبدالله شقفة ، أصاب كل من في الملعب بالخوف والذعر من قساوة المنظر، ولما كان المنظر كذلك تعالت الصيحات لسيارة الإسعاف أن أقبلي بسرعة ، وفعلا تحركت السيارة بسرعة وخرج منها المسعفون والمسعفات وتجمع الكثير من الناس آملين من ملائكة الرحمة أن تساعد اللاعب في محنته وحينها يفاجئ الجميع أنهم صفر اليدين بلا حول ولاقوة مثلهم مثل غيرهم من المشاهدين لم يستطيعوا التعامل مع هذه الحالة، والتي على الرغم من صعوبتها إلا أن التعامل معها ليس بالصعب ، حينها فقط تحركت الدائرة الطبية ممثلة بالدكتور عميد عوض الذي أصبح العامل المشترك في جميع المباريات ولجميع الفرق الذي انطلق مسرعا وسط دهشة الجميع إلي منصة التصوير التلفزيونية المصنوعة من الخشب وظننا أنه يريد من المصور إعادة اللقطة بالبطيء، وإذا به ينزع أحد ألواح الخشب من المنصة ويعود مسرعا إلي اللاعب المصاب ويستخدمها كجهاز تثبيت لساق اللاعب الذي أصابها الانقسام والانفصال في مشهد بدائي ،، وكأننا في غابة نائية سقط أحد أفرادها من على غصن شجرة شاهقة، ولم يجد طرزان بدا من نزع غصن لين لتثبيت ساق المصاب وعلاجه. ولا أدري كيف للأجهزة الفنية المصاحبة للفرق والأطقم الطبية المرافقة لسيارة الإسعاف أن تقوم بعملها وهي غير مجهزة بمعدات وأجهزة تناسب إصابات الملاعب وهي غير مكلفة ماديا؟!

ثالثا : شئتم أم أبيتم في منتهي السوء

معاناة كبيرة يتجشمها كل من أراد أن يذهب إلي ملعب كرة قدم لمتابعة أحداث المباريات، سواء جماهير أو مسئولين أو مدربين أو شخصيات عامة او حتي إعلاميين وصحفيين، وعلى الرغم من توالي الأسابيع إلا أن أصحاب الشأن في تنظيم المباريات يسيرون على نفس النهج الخاطئ بلا تطوير أو تغيير ، منهم من يتحصن بمنصبه ومنهم من يتمترس خلف البوابات ، ومنهم من يتعلل بجهل الاخرين، ويتجاهلوا جميعا كرامة الانسان ومكانته وكأنهم فوق الجميع. ولو تحدثنا عن الجماهير فانتم من تدعونها من خلال طرح التذاكر فتاتي الجماهير وتنفق على المواصلات وتشتري التذاكر إضافة إلي بعض المصروفات الأخرى ثم يفرض عليه أين يجلس ويمنع من الجلوس في المدرجات الشرقية، والسؤال لماذا شيدت المدرجات الشرقية في ملعب اليرموك ؟؟ وهذا يسبب تكدسا على البوابات يجعل دخول الإعلاميين والصحفيين والمدربين والشخصيات العامة صعبا جدا بسبب هذا التعنت الغير مبرر . والحل يكمن في تمركز بعض عناصر الشرطة خارج البوابة وتوجيه الفئات كل حسب مكانه: فمثلا المدرجات الشرقية تخصص لكبار السن (فوق30سنة) ورؤساء الأندية وأعضاء مجالس إدارتها والشخصيات الاعتبارية ومدربي الأندية والضيوف وللعائلات إن وجد ، ويدخلون من بوابة معينة وبقية الفئات تذهب إلي بوابة اخري وإلي المدرجات الغربية، وبهذا نتجنب الزحام والتكدس ويصبح دخول رجال الصحافة والإعلام سهلا، وإذا تعلق الأمر بتأخر بعض الزملاء فهذا يرجع أن أغلبهم يعمل متطوعا هاويا بلا مقابل ويأتون إلي الملعب بعد انتهاء العمل الذي يقتاتون منه، وإذا كان العدد كبير فهذه مسئولية من أصدر البطاقات وعليه مراجعة نفسه، وعن بقية المتواجدين داخل المستطيل الأخضر وليس لهم أي عمل ، على رجال الأمن سؤالهم عن من أدخلهم ومحاسبته، وعلى كل حال يجب دراسة جغرافية الملعب والتعرف على نقاط الضعف فيه ومعالجتها وهذا في المتناول وليس صعبا إذا خلصت النوايا.

رابعا : تعرف على نجم الأسبوع

ربما يتبادر للذهن عندما نتحدث عن نجم الأسبوع الخامس في الدوري الممتاز بقطاع غزة ان يكون مهاجما بحجم محمود وادي الذي أحرز ثلاثة أهداف أو رامي البيوك البديل الذي أحرز هدفين لخدمات رفح في مرمي الصداقة او غيرهم من اللاعبين المميزين، لكن النجم هذا الأسبوع من الفئة المهمشة والمظلومة والتي تعمل دون أن تتلقي مستحقاتها منذ فترة طويلة، من الفئة التي يكثر الجدل حولها وتتحمل السب والشتم والاتهامات المقيتة، الفئة التي يكرهها كل الخاسرين وكثير من الرابحين، نجم الأسبوع من الجماعة التي طالما انتقدناها ووجهنا لها اللوم لأنها لم تحتسب ركلة جزاء صحيحة هنا أو احتسبت ركلة غير صحيحة هناك ، نجم الأسبوع بلا منازع هم طاقم حكام مباراة الصداقة وخدمات رفح بقيادة الحكم عماد مرجان التي انتهت بالتعادل 2/2، هذا الحكم وطاقمه الذين أبدوا شجاعة نادرة من خلال احتسابهم 3 ركلات جزاء اثنتان للصداقة وواحدة للخدمات وأشهر الحكم 3 بطاقات حمراء اثنتين منها للصداقة والاخرى للخدمات، إضافة إلي العديد من القرارات الفنية والعقوبات الإدارية ،وعلى الرغم من ضغط الجماهير الرفحية وماقامت به من سب وشتم ورمي المقذوفات على أرضية الملعب اعتراضا على قرارات الحكام إلا أنهم نجحوا في الوصول بالمباراة إلي شاطئ الأمان، فكل التحية والتقدير لطاقم التحكيم وللجنة الحكام ومزيدا من النجاح.

خامسا : ماذا فعل التتري الأب لما رأي بشاعة إصابة الابن

في مشهد تعجز عن وصفه كل الأقلام والأفلام ، ويحار في صياغته كل كتاب السيناريوهات والروايات ، وترتجف عند تصويره عدسات المصورين وكاميرات المخرجين ،صدم كل من شاهد الواقعة الأليمة التي تعرض لها لاعب الأهلي ماجد التتري ، نجل أمين سر لجنة المسابقات عماد التتري الذي كان متواجدا على أرضية الملعب، ماجد تعرض لإصابة بشعة أثناء احتكاك عفوي مع حارس مرمي شباب رفح، هذه الإصابة جعلت الجميع بلا استثناء يقف على قدميه ويضع يديه على رأسه، ومن اللاعبين من غطى رأسه بقميصه ومنهم من جثي على ركبتيه من هول ما رأي، بعد أن كسرت العظمتان وانفصلت الساق عن بعضها البعض ،والحال كذلك نظر الحضور إلي ذاك الأب المفزوع وهو يرمق ابنه عن بعد وقد تثاقلت خطاه وقلبه يرتجف خوفا ورعبا وتساءلوا: ما بال هذا الأب لا يقترب للاطمئنان على ابنه الموجوع؟؟ والجواب كما تحدث أبو الرائد أنه لم يستطع أن يتقدم خطوة واحدة لبشاعة المنظر وخشي إذا تقدم أن يتأثر كثيرا أو يغمي عليه فيعود ذلك بالضرر الكبير على ابنه المصاب، الذي سيتأثر إن رأي الدموع والحسرة في عين ابيه. علما بأن الأخ التتري لم يكن مكلفا بأي مهام إدارية أو فنية في مباراة الأهلي وشباب رفح، وعند سؤال الدكتور عميد عوض عن الحالة قال : أنه لا يفضل اقتراب الأب من الابن في حالة الاصابات الخطيرة خوفا من حدوث مضاعفات لكلا الطرفين وتأزيم الموقف أكثر، خاصة لمن لايتحملون مثل هذه المشاهد ، مع تمنياتي لماجد بالشفاء العاجل والعودة السريعة للملاعب .

سادسا : سلبي للغاية

• ما يحدث في المدرجات من قبل الجماهير من سب وشتم للحكام واللاعبين بأقبح الألفاظ وقذف الزجاجات الفارغة والعصي على أرضية الملعب ولم يستخدم الحكام صلاحياتهم القانونية والطلب من رجال الأمن طرد الجماهير المذنبة.

• البطاقات المجانية التي يحصل عليها اللاعبون خاصة ما حدث من لاعبي الصداقة محمد الديري وعبد الرحمن المنايعة بسبب تصرفات غير رياضية كلفت الفريق خسارة نقطتين كانتا في اليد وصدارة منفردة ، في انتظار العقوبات من مجلس إدارة الصداقة.

• التصريحات الغير منطقية التي يطلقها المدربون بعد نهاية كل مباراة ،أنهم كانوا الأفضل وأن الحظ خالفهم وأن الحكام هم السبب في خسائرهم او تعادلهم، متجاهلين التشكيلات الخاطئة والتغييرات غير الموفقة وإهدار الفرص السهلة .

• كثرة إضاعة الوقت والتمثيل والخداع وادعاء الإصابة الذي نشاهده في العديد من المباريات خاصة إذا كان الفريق متعادلا او متقدما وعندما يكون مهزوما لا نري شيئا من ذلك، وننتظر من الحكام التصرف بحزم في مثل هذه المواقف .

سابعا : أرقام واحصائيات

• شهد هذا الأسبوع تسجيل 21 هدفا في 6 مباريات وهو الأسبوع الأعلى منذ انطلاقة الدوري وبمعدل 3,5 هدفا في كل مباراة وهو معدل جيد جدا.

• وصل محمود وادي إلي هدفه الخامس هذا الأسبوع ليتصدر قائمة هدافي الدوري برصيد 5 أهداف بعد ثلاثيته الأولي في مرمى خدمات الشاطئ وهو الهاترك الأول في الدوري هذا العام .

• استطاع أكثر من لاعب تسجيل هدفين في نفس المباراة على غرار أمجد أبو شقير لاعب شباب خانيونس الذي سجل هدفين من الثلاثة في مرمي الهلال ، وعلى المنوال ذاته نسج أحمد أبو ظاهر مهاجم غزة الرياضي عندما سجل هدفي فريقه في مرمي التفاح ، ولكن الأبرز هدفي البديل رامي البيوك لاعب خدمات رفح في مرمي الصداقة حيث عدل النتيجة بهما.

• العميد غزة الرياضي حقق أول فوز له هذا الموسم على حساب التفاح العنيد بعد سلسلة من الهزائم القاسية قد يكون هذا الفوز بداية الخروج من الأزمة.

• مباراة الصداقة وخدمات رفح هي الأكثر إثارة وغرابة من حيث الأحداث والبطاقات الصفراء والحمراء واحتساب 3 ركلات جزاء تم إهدار ركلتين منها.