حكاوي الملاعب: حكاية الغواش والسويركي وسلامة

غزة - جهاد عياش

أحداث وأهداف، صور ومشاهد، أفراح واتراح رسمتها حناجر الجماهير التي زينت مدرجات ملاعبنا، كان منها الحلو والمر ، منها ما يستحق التنويه والإشادة ومنها ما يستحق الطي والكتمان ولكن لا بد من شيء يقال :

أولا : الصداقة والزعيم في السليم

الصداقة صاحب الريادة، نجح في تجاوز سقطته الأولي هذا الموسم في الأسبوع المنصرم عندما فشل زملاء هاشم في هضم تفاح الشنطي، وبحثوا عن حصاد جديد هناك في بساتين النشامى الذين فتحوا أبواب مزارعهم أمام زراع الصداقة، ولم تخيب معاول هاشم مهندس الخضر الذي استخرجها من مقاعد المهمشين ظنه، فكانت الضربة الأولي لأحمد سلامة فاتحا الطريق لسيل من الفرص استثمرها المنجل الحاد صائب أبو حشيش مسجلا هدفا ثانيا قبل أن يغلق الباب حربي السويركي بهدف ثالث ، ولم يشفع الغصن الذي زرعه لاعب النشامى في حوض جابر من سد عطش النشامى، بعد أن طغت شجرة الصداقة الذي غرستها رؤوس وأقدام لاعبي الصداقة في بستان النشامى على المشهد الذي تمنته الجماهير وثمنته الإدارة وصاغه الجهاز الفني ، وعزفته جوقة الصداقة .. وعلى المنوال ذاته سار أبناء نايف عبد الهادي، الذين أطربوا وأبهجوا الجماهير التي آلمها المشهد المحزن في الأسبوع الماضي، بعد أن نجحت جنود البحرية في غزو معاقل الزعيم، لكنهم هذه المرة نجحوا في الإيقاع بأبناء المنطار المنتشين بانتصارات ثمينة قادها المعلم نعيم السويركي ، غير أن تلاميذ الزعيم وعوا الدرس جيدا فكانوا على قدر المسئولية وردوا الروح المفقودة وأجروا الدماء من جديد في عروق عشاق الزعيم .

ثانيا : تفاح شنوطي

هذا موسم التفاح ، وهذه رائحته الزكية ، وهذا طعمه اللذيذ ، وهذه ألوانه الزاهية ، وهذه جماهيره الوفية ، غاب لمواسم عديدة ولكنه عاد وعادت ألحانه وأغانيه ، أثبت للجميع أنه الرقم الصعب بين أندية الدوري أطاح بالبطل ومن قبله بالوصيف ، تفاح سامي الشنطي الذي أضاف إليه قوة الأسود وحدة النسور وجرأة النمور وصبر الجمال ، هذا المدرب الواعد الذي يعمل بصمت ويتسلق السلم بهدوء ، يسير وفق إمكانيات لاعبيه الفنية والبدنية ، يوظف طاقات لاعبيه ويستغلها بشكل جيد ، يقرا المنافسين بعناية، ينكمش ويذبل قليلا ، وما يفتأ حتي يفاجأ الجميع بخططه وتغييرات، ويتفوق عليهم والدليل أن لاعبيه سجلوا أهدافا حاسمة في ثلاث لقاءات من أصل أربع في الدقائق الأخيرة وهذه ليست صدفة ، وإنما حقيقة تنم عن خبرة ودراية وقراءة سليمة للملعب واستغلال البدلاء بشكل جيد ومثمر . سامي الشنطي الذي كانت له تجربة قصيرة كمدرب أول في نادي الصداقة في الموسم قبل الماضي ،استطاع في تلك الفترة من إخراج الفريق من ازمته وتحقيق انتصارات هامة ، لكن إدارة الصداقة لم تصبر عليه آنذاك ولم تمنحه الفرصة واستغنت عنه في مشهد محزن كاد ان يعتزل التدريب على إثره، لكن القدر أنصفه بعد ان تعاقدت إدارة التفاح معه وكان اختيارا ناجحا وأصبح نادي التفاح معه من النوع الفاخر( تفاح شنوطي).

ثالثا : جماهير الجلال والجمال يا زعيم كم أنت جميلة ورائعة

 مشاهد ينشرح لها الصدر وتختلج منها المشاعر والأحاسيس ، صور تزيل الألم وتبعث الأمل ، وتشفي رمد العيون التواقة لرؤية الفرح والسرور كما يجب أن يكون ، نعم إنها جماهير الزعيم والشجعان ،كانت على قدر المسئولية، وعدوا وأوفوا ، قالوا ونفذوا ولم يخذلوا ، كانوا زينة وجمال ، بهاء ودلال ، تشجيع وهتاف ، اغان وألحان . لقد أنسيتمونا بؤس وشقاء المواعيد السابقة ، وأبدلتمونا بسعادة وابتسامة أحوج ما نكون إليها، جماهير الزعيم الوفية التي لا ترضي إلا بمنصات التتويج ، وتسطير صفحات ناصعة في دفاتر التاريخ ، تثبت اليوم أنها على قدر المسئولية ، مضيافة كريمة ، محبة ومتعاونة ، هذا ما ظهر جليا قبل المباراة وبعدها وأثناء المباراة رغم شدة التنافس والرغبة في تحقيق الفوز من كلا الطرفين . لقد أثبتت جماهير شباب رفح واتحاد الشجاعية أنهما قادران على الالتزام والتألق، وأنهما على قدر المسئولية بعد الضبط والربط والحزم الذي تميزت به مباراة الفريقين، وخرجت بهذه الصورة الجميلة وكان اتحاد كرة القدم محقا عندما شكر الجماهير وأثني على دورها الريادي في قيادة وتطور الحركة الرياضية .

رابعا : حكاية الغواش والسويركي وسلامة

شهدت الجولة الرابعة من مباريات الدوري الممتاز مواقف عائلية طريفة اتسمت بالفرح تارة وبالحزن تارة أخري وقد حلت هذه المشاعر في اكثر من بيت :

• عائلة الغواش الذي ينتمي إليها نجم فريق التفاح محمد الغواش المساهم في فوز فريقه الصاعد الجديد على بطل الدوري خدمات رفح 2/1 من خلال تسجيله هدف التعادل قبل أن ينجح زميله شادي المصبح في إحراز هدف الفوز في مرمي الخدمات الذي يلعب له شقيقه هلال الغواش ، وعلى الرغم من تباين المشاعر بين الأخوين إلا أنهما تعانقا بعد المباراة في مشهد مؤثر .

• عائلة السويركي الذي ينتمي إليها حربي السويركي لاعب الصداقة المتألق ونجل مدرب الشجاعية القدير نعيم السويركي، نجح هذا اللاعب في المساهمة بفوز فريقه الصداقة على شباب خانيونس 3/1 من خلال إحرازه للهدف الثالث ، في حين تجرع والده الخسارة الاولي هذا الموسم كمدرب والخسارة الثانية لفريقه اتحاد الشجاعية على يد شباب رفح 2/1 ،والسؤال المطروح عن ماهية المشاعر التي سادت العائلة .

• اما حال عائلة سلامة فكان الأكثر إشراقا وفرحا بعد أن نجح فريق أهلي غزة الذي يقوده المدرب القدير نعيم سلامة من تحقيق أول فوز له هذا الموسم على حساب العميد غزة الرياضي 2/1 ، في حين ساهم نجله أحمد سلامة مهاجم فريق الصداقة والذي لعب أساسيا لأول مرة هذا الموسم في فوز فريقه على شباب خانيونس 3/1 بعد أن أحرز الهدف الأول للفريق في مرمي النشامى، ومن المؤكد أن هذه الانتصارات للوالد والولد قد أضفت على العائلة أجواء الفرح والسرور .

خامسا : أرقام وعجائب الدوري

• رقم نادر جدا ليس في ملاعبنا فحسب بل ربما في الملاعب العربية والدولية أنه وللأسبوع الثالث على التوالي انتهت جميع المباريات إما بفوز أحد الفريقين او خسارته باستثناء مباراة خدمات خانيونس والهلال التي انتهت بالتعادل 2/2 .

• جميع فرق الدوري هزمت هذا الموسم بما في ذلك المتصدرين الصداقة وشباب رفح اللذين هزما في الأسبوع المنصرم ولكنهما عوضا ذلك بفوزيهما هذا الأسبوع ، فقد فقدا الصدارة سوية واستعادها سوية .

• الدقائق القاتلة كانت حاضرة في هذا الأسبوع عندما احرز بديل نادي التفاح شادي المصبح هدف الفوز في مرمي خدمات رفح في الدقيقة 90 ، فيما نجح بلال عساف مهاجم الأهلي من اقتناص هدف الفوز في مرمي الرياضي في الدقيقة 84 ،وكلا الهدفين بثلاث نقاط .

• فريق التفاح هو النادي الوحيد الذي استطاع لاعبيه من التسجيل في مرمي المنافسين في الدقائق الأخيرة في ثلاث مباريات : في مرمي الأهلي وانتهت المباراة بالتعادل 1/1 وفي مرمي الصداقة وانتهت المباراة بفوز التفاح 3/1 وفي مرمي خدمات رفح وانتهت المباراة بفوز التفاح 2/1 .