العميد أكبر من أي قرار

كتب-مصطفي صيام

على امتداد سنوات طويلة كان اسم نادي غزة الرياضي " العميد" يمثل قصة شعب وقضية ووطن، وقلعة شامخة تخرج منها القادة والشهداء والأسرى والرياضيين والعمل الكشفي، ومنارة المثقفين والأدباء والشعراء ورجال الأعمال، فكان مؤسسة رياضية بظاهره وملتقى وطني واجتماعي وثقافي وسياسي بجوهره قاد خلالها العمل الوطني المقاوم ضد الاحتلال الإسرائيلي منذ نشأته في العام 1934.

وعبر محطات شعبنا الفلسطيني كان العميد الشعلة التي انطلق منها الشباب الفلسطيني والرياضي بدءًا من احتضان الشباب بعد النكبة في العام 1948، مروراً بدوره الوطني بعد الاحتلال الإسرائيلي في العام 1967، وانتهاءً بشرارة الانتفاضة الأولى في العام 1987 وحتى قدوم السلطة الوطنية الفلسطينية في العام 1994.

الحديث عن تاريخ العميد يحتاج لمجلدات كبيرة لكي تُسجل المحطات المضيئة التي تميز بها النادي خلال سنوات طويلة من العطاء والإنجازات على مختلف الصعد سواء عبر الحفاظ على الحركة الرياضية في الداخل والمشاركات الخارجية الفلسطينية التي كان يتألق فيها أبناء العميد في كل الألعاب التي شاركت بها فلسطين في المحافل العربية والدولية.

العميد الذي كان وما زال يشكل صمام أمان الحركة الرياضية من خلال دوره الكبير في تصدر المشهد الرياضي عبر الأزمات التي تواجه الأندية والمؤسسات الرياضية، وصاحب المبادرات المشرفة، الممثلة بلجنة الأندية التي يترأسها العميد للمحافظة والدفاع عن حقوقها وكيانها، تؤكد على أن تلك القلعة ستبقى شامخة بكوادرها وأبنائها وشبابها.

القرار الصادر عن وزارة الشباب والرياضة في غزة بحل مجلس الإدارة الحالي شكل صدمة كبيرة للشارع الرياضي الفلسطيني الذي يرى في هذا القرار الظلم والإجحاف بحق مؤسسة وطنية ورياضية كبيرة لا يجوز بأي شكل من الأشكل المساس بكيانها وكينونتها، ويفتح تساؤلات عدة حول الهدف من وراء القرار الذي قد يؤدي إلى تدمير كيان رياضي حقق إنجازات كبيرة على صعيد الألعاب المختلفة والمنشآت الرياضية.

الحركة الرياضية بأركانها وتوجهاتها المختلفة مطالبة للوقوف بجدية للحفاظ على كيان العميد وإبطال القرار حتى لا ندخل في صراعات جديدة لن تكون بأي شكل من الأشكال في صالح العميد والأندية الرياضية.