يوميات رمضان في أروقة العميد غزة الرياضي (7)

جندية وسكيك يستذكرون طقوس رمضان تحت وطأة القصف ورائحة البارود

كتب / أسامة فلفل

شهر رمضان المبارك عادة ما يحلّ ويحمل معه البهجة والسرور، ويستقبله المسلمون كلٌ حسب عاداته وتقاليده، فيصبغون هلال رمضان بطيفٍ من الألوان الجميلة الزاهية التي تكشف عادات وتقاليد شعوب الأرض على اختلاف مشاربها.

يقول كابتن منتخب فلسطين صائب جندية ،على إيقاع القصف والدمار عاشت المحافظات الجنوبية من فلسطين أيام غطىاها سواد الدخان المنبعث من القنابل الفسفورية والدوخانية والحرائق التي التهمت الأخضر واليابس بفعل شراسة القصف الإسرائيلي خلال الحرب على قطاع غزة عام 2014م حيث كانت السهرات الرمضانية لها نكهة مشبعة بالخوف والوجل مما هو قادم حيث وميض الصواريخ والقذائف التي كانت تسقط جعل من ظلام الليل الدامس كابوس يؤرق الجميع ،حيث انقطاع التيار الكهربائي عن حي الشجاعية الذي سطر ملحمة البقاء و الصمود مع مدن ومخيمات القطاع شيء لا يمكن وصفه حيث كان الجميع ينتظر بفارغ الصبر أن يمر السحور على خير ويقول جندية في أغلب الأوقات لم نكن نتمكن من نتناول السحور بسبب حالة الخوف والإرباك والإخلاء وشراسة وقوة الانفجارات.

ويستطرد قائلا هذا العام نستقبل رمضان بالطاعات والابتهالات الدينية وبالدعاء والترحم على أرواح الشهداء واشعر بفراغ كبير لغياب قرة عيني والدي الحبيب رحمة الله ويضيف ، النفحات والروحانيات الجميلة هنا  في غزة الرياضي تشرح الصدر ، فالصلاة بجوار نجوم الكرة والجمهور الرياضي يعطيك انطباع بعراقة هذه المؤسسة ومدى انسيابها في جداول الحب الكبير للقلعة الرياضية البيضاء.

ويضيف أقطع مسافات بعيدة من أجل الحضور والصلاة لأنني أشعر بارتياح وطمأنينة كبيرة واستشعر عظمة رمضان ونفحاته وبركاته مع الأحبة والأصدقاء.

أما سعيد سكيك عضو مجلس إدارة العميد فيقول لا زالت في خلدي بعض المواقف والمحطات المؤلمة التي عشناها خلال الحرب على غزة ويستذكر كيف كانت تمر أيام قاسية للشهر الفضيل لم نستطيع توفير رغيف الخبز وكوب الماء على السحور نتيجة الأوضاع السائدة ، ويضيف كنا نعيش في كابوس عندما يحل المساء وندعو الله أن يسلمنا هذه الليلة من صواريخ الاحتلال وقذائفه، ويضيف لم يكن أحد في منزلة آمن.

ويتابع اليوم يعود التواصل المجتمعي في رمضان حيث رمضان اليوم مغاير تماما حيث يستقبله الرياضيون هنا في قلعة الأندية الرياضية بالإقبال على صلاة التراويح في الهواء الطلق وفي سهرات رمضانية صاخبة تجمع نجوم الزمن الجميل مع باقي قدامي الرياضيين وما يميز لياليه دفء المشاعر والألفة والمحبة والتسامح والترابط المجتمعي الذي يعتبر ميزة بارزة وحاضرة قلما تجدها في مكان آخر ويختتم حديثة اليوم والحمد لله تجمعنا لياليه على مائدة الإفطار والسحور في أمن واستقرار مع الأسرة والأبناء.