يوميات رمضان في أروقة عميد أندية فلسطين نادي غزة الرياضي

  • كتب / أسامة فلفل

    في شهر رمضان المبارك تسمو روح المسلم وترتقي إلى درجات من العلو والجلال فالحياة المادية التي نعيشها أتت للمرء بقسوة في قلبه وجفاف في عينه، فإذا جاء رمضان تغير ذلك كله، وأرسلت الدموع في خشوع وخضوع، وحصلت التوبة وراجع الناس أعمالهم، وهكذا هو رمضان.الخير والبركة.

    الحقيقية التاريخية الراسخة في عميد أندية فلسطين نادي غزة الرياضي التواصل المجتمعي ، حيث هذه الظاهرة تعتبر من أبرز العادات الاجتماعية التي تميز بها العميد بشكل عام على مدار العام ولاسيما في شهر رمضان المبارك حيث تعتبر الروابط الاجتماعية والتلاحم الوطني والرياضي والإنساني نهج وفلسفة خاصة سار على دربها العميد منذ التأسيس في العام 1934م وكان سباق مع أندية وجمعيات ومراكز ومؤسسات الوطن على ترسيخ هذه الثقافة وهذه العادات الأصيلة واستثمار المناسبات ولاسيما الدينية والوطنية في تثبيتها.

    اليوم ورغم الظروف الصعبة والتحديات الكبيرة مازال العميد يفتح ذراعية للكل الفلسطيني ، فالقادم للعميد لا يجد سوى حسن الاستقبال والترحاب والحفاوة حيث تقف كشافة العميد بعناصرها وأفرادها الرائعين بتأدية الدور المناط والمطلوب في تسهيل وتأمين وصول ودخول المصلين القادمين من مختلف أحياء مدينة غزة هاشم لتأدية صلاة التراويح وقضاء أمسية روحانية جميلة في رحاب الشيخ الكبير علي العمصي الذي يمتع المصلين بالتلاوة العطرة والتسبيح والمديح ، مما يضفي مذاق خاص للصلاة خلفه.

    وكالمعتاد من كل عام وفي شهر رمضان المبارك تجد ساحات وباحات وملاعب العميد مجهزة ومزينة لاستقبال المصلين في أجواء أسرية خالصة حيث تضم الأحبة ورفاق الدرب الطويل والمسيرة الشاقة في ميدان العمل الوطني والرياضي وخصوصا رواد وقيادات ومرجعيات الحركة الوطنية والرياضية ونجوم الزمن الجميل الذين يمثلون مع قدامى الرياضيين النفحة الجميلة الباقية للحفاظ على تراث وتاريخ وطني رياضي خالد مدون في سفر التاريخ، حيث هذه العادات قد تميز بها العميد على مدار عقود طويلة عكست بجلاء هويته الوطنية والرياضية ومدى حضورها في المشهد الفلسطيني.

    رمضان في العميد يحكي قصة صفاء قلوب الرياضيين والمحبين للرياضة الفلسطينية، حيث الزحف الكبير من المصلين يعطي إشارة قوية على أن جو الروحانيات الراقية التي تفوح بعبق الإيمان والأخوة والمحبة والإحسان والتكافل والتضامن هي السمة المميزة.

    ختاما ...

    عقب صلاة التراويح تتحول ساحات العميد إلى لقاءات وحوارات رياضية يناقش فيها هموم الرياضة الفلسطينية، حيث يتبارى رموز المجتمع الرياضي في طرح العديد من القضايا الرياضية ومناقشتها بصورة موسعة بعيدا عن التعصب وصولاً إلى وضع الحلول الجذرية لها مثل قضايا انتخابات الاتحادات الرياضية وقضايا شغب الملاعب ، والجمود الرياضي للألعاب الفردية المختلفة بجانب مناقشة قضايا الاحتراف وقضايا حمى انتقال اللاعبين وارتفاع بورصة العقود هذا العام.

    فهذه الحوارات والتفاعلات الرياضية تظهر مدى الوعي وعمق الفكر والرغبة في طرق أبواب النجاح وملامسة الانجازات واستثمار الظروف لتثبيت الهوية الوطنية الرياضية على الخارطة العالمية الرياضية وحماية ما تم انجازه للوطن والرياضة الفلسطينية.