لقد حان وقت خاميس يا زيزو !

وليد جودة

(كاتب صحفي فلسطيني)

  • 1 مقال

كتب- وليد جودة

مع دخول الموسم الكروي في إسبانيا وأوروبا مراحل الحسم، جاءت عاصفة الإصابات لتضرب اثنين من أهم رجالات الحسم في كتيبة ريال مدريد، فبات مثلث ال BBC منقوصاً من ضلعين اسمهما كرستيانو رونالدو وكريم بنزيما، والB وحدها لا تصفق !

زين الدين زيدان يجد نفسه الآن أمام اختبار شاق لتجاوز هذه المحنة الكبيرة، فالثنائي يعانيان من إصابات عضلية، وهي نوعية من الإصابات تبقى فيها عملية الشفاء أشبه بالمقامرة، فلا موعد محدد للعودة ولا ضمانات بالشفاء التام وعدم معاودة الإصابة في أي لحظة، وحدة المنافسة التي يقتحمها الريال تتطلب حلولاً عاجلة.

المنافسة على لقب الليجا تبدو عملياً أصعب من مشوار الوصول إلى اللقب الحادي عشر أوروبياً، فمهمة تجاوز سوسيداد وفالنسيا والديبور لن تكون سهلة، مع الأخذ بعين الاعتبار أن الحصول على 9 نقاط من هذه المواجهات لن يكون كافياً لنيل اللقب إلا بتعثر برشلونة والأتليتي، لذلك فإن التركيز في لقاء العودة أمام السيتي أوروبياً على مسرح البيرنابيو، سيكون أمراً ذا أولوية قصوى، لكن مع احتمالية غياب الBC، هل سيعتمد زيزو على خيسي وفاسكيز لمعاونة بيل لاختراق حصون رفاق كومباني في مباراة لابد من التسجيل فيها؟! وهل هناك حلول آخرى؟!

الإجابة نعم، هناك كنز مدفون منذ بداية الموسم في دكة الريال، نجم يشهد له الجميع بجودته الكبيرة وإمكانياته الرفيعة، لكنه كان ضحية لمشاكله مع بينيتيز أولاً ومشاكله الشخصية ثانياً، فتراجعت أسهمه بشكل كبير وفشل بعد ذلك في إقناع زيدان بأنه قادر على العودة، لكن الفرصة الآن تلوح من جديد، وعلى الطرفين أن يستغلاها بأفضل صورة ممكنة .. خاميس رودريغيز ضرورة ملحة في الريال الآن !

الجودة والمهارة والقدرة على الحسم التي يمتكلها الفتى الكولومبي إذا ما كان في يومه تتفوق على ما يملكه خيسي أو فاسكيز، بل حتى ربما غاريث بيل، لكن الشيء الوحيد الذي يحتاجه خاميس هو الثقة الآن، ثقة زيدان قد تعيد لمدريد بطلاً حقيقياً أبهر العالم في مونديال البرازيل وقدم موسماً ممتازاً مع آنشيلوتي، نجم قادر على قيادة الريال إلى بر الأمان في ظل غياب سلاحي الهجوم الأساسيين.

قد يقول البعض أن خاميس حصل على عدة فرص خلال الموسم، وفي كل مرة كان مخيباً، هذا الحديث صحيح بكل تأكيد، لكن الوضعية الآن مختلفة بشكل كبير وتلعب لمصلحة الكولومبي، فالمشاركات السابقة له كانت في خط الوسط خلف 3 مهاجمين متقدمين عليه في الخطة، مع مطالبته بواجبات دفاعية لا يجيدها ولن يجيدها، أما الآن فالفرصة لمنحه مركزاً هجومياً صرفاُ بلا أعباء دفاعية، تماماً كما يلعب مع منتخب بلاده، وهو المركز الأصلي الذي نثر فيه الإبداع سابقاً.

وجود صاحب الرقم 10 في تشكيلة الريال مع دفعة معنوية وشحنة ثقة من المدرب الفرنسي ستحل الكثير من الأمور، لكن هذا السيناريو قد يبقى طي كلمات هذا المقال، في حال قرر زيدان الإبقاء على قناعاته بأن خاميس لم يعد ذاك النجم الذي عرفناه، مع حقيقة وجود إيسكو في البال كذلك.

إن لم يلعب الآن .. متى سيلعب؟! أعطه الفرصة يا زيدان ... لقد حان وقت خاميس يا زيزو!