‫مدريدي‬ أو ‫برشلوني‬ ..اقترب فهذا ما ينتظرك في ‫‏الكلاسيكو‬ !

وليد جودة

(كاتب صحفي فلسطيني)

  • 1 مقال

لا صوت يعلو فوق صوت الكلاسيكو، هذا هو الحال في سنوات كرة القدم ال10 الأخيرة، فبعد أن كانت مواجهة ريال مدريد وبرشلونة تعد واحدة من أبرز مواعيد الموسم الكروي، إلى جانب ديربي ميلان في إيطاليا ومواجهات ليفربول ومانشستر يونايتد في إنكلترا وغيرها من المبارزات، بات الكلاسيكو يحظى بتصنيف خاص لا يضاهيه شيء في عالم الساحرة المستديرة.

مواجهة السبت لن تختلف عن سابقاتها، 90 دقيقة ستشل حركة العالم لمتابعة مجرة من النجوم تجري في أرض الكامب نو، قبل ذلك مئات وآلاف المواضيع التي تتحدث عن تاريخ المواجهات وأبرز أحداثها، وأخرى تتعلق بالتكتيك والخطط وكيف لهذا أن يفوز على ذاك، جلها مواضيع لها علاقة بالفريقين، لذلك قررت أن أجرب شيئاً مختلفاً وأن أتوجه إلى جمهور الفريقين أمام شاشات التلفاز وأولئك المحظوظين في مدرجات الملعب.

عزيزي البرشلوني:

من حقك أن تزهو وتفخر بما يقدمه فريقك حتى الآن هذا الموسم، ومن حقك أن تدخل اللقاء باحثاً عن اكتساح جديد يضاف إلى رباعية الذهاب في البيرنابيو، ومن حقك أن تنتظر عرضاً خلاباً من الMSN وهم يمزقون دفاعات خصمك إرباً قبل الوصول إلى شباك نافاس، ومن حقك أن تتوقع الفوز بنتيجة كبيرة، فأنت تشجع الفريق الأقوى والأمتع في أوروبا منذ منتصف الموسم الماضي وحتى اللحظة، أنت تشجع فريقاً أكل الأخضر واليابس، وفي طريقه لتحقيق مجد غير مسبوق سيخلد في تاريخ الساحرة المستديرة.

أكبر مصادر ثقتك لن يكون شيئاً مما سبق، بل إن ذلك سيتمثل في رغبة قاتلة تجتاح أجساد برشلونة من أصغر عماله إلى رأس الهرم فيه، بتقديم لوحة فنية براقة، يتم تقديمها كهدية متواضعة لروح الراحل يوهان كرويف، هذا الرجل الذي كان له الفضل الأول في أن يصبح برشلونة على ما هو عليه الآن، وله الفضل عليك بأن تعشق البلاوغرانا.

ولكن .. تذكر بأنك ستواجه خصماً اسمه ريال مدريد، مهما كان حاله فأنه سيبقى ريال مدريد، ذلك الفريق الذي لا يملك شيئاً ليخسره أكثر مما خسر حتى الآن في هذا الموسم، فريق بلعب بكبرياء ملوك جرحهم الزمن ويسعون للاستفاقة، فاحذر من أن تكون الاستفاقة على حسابك، واحذر من الإفراط في الثقة فذلك قد يكون مؤلماً في النهاية أكثر مما لو تحليت بالواقعية واحترمت خصمك ومنحته حق قدره.

عزيزي المدريدي:

أنت أمام اختبار صعب، ففريقك سيواجه رعباً أمام 100 ألف متفرج، بذاكرة رباعية تلقاها في أرضه، وبحافز مدرب جديد يمثل أيقونة من أيقونات تاريخه الأكبر، اختبارك الصعب يتمثل في طريقة تعاملك مع زيدان الذي يصل إلى مرتبة التقديس عند البعض، في حال كان مصيره كمصير من سبقوه مؤخراً، مصير الخسارة في الكلاسيكو الأول.

فريقك بمدربه ونجومه أمام معركة لاستعادة الكبرياء، لن تسنح فرصة أفضل من الكلاسيكو لريال مدريد ليمحو بها كل الذكريات السوداء التي مر بها في الفترة الماضية، لكن هذه المعركة تبدو أشبه بالمقامرة، فعليك أن تقتنع بأنك ستجلس إلى جانب رفيق أو صديق أو شقيق من الطرف الآخر وستكون مجبراً على تحمل قفزاته فرحاً بين الحين والآخر.

أنت مع الطرف الأضعف على الورق، أنت مع الطرف الأقل ترشيحاً لتحقيق الانتصار، لكن أن تكون مع طرف اسمه ريال مدريد، فهنا ينتهي الكلام !

عزيزي المحايد:

يا بختك يا أخي .. بأعصاب هادئة سيفتقدها رفيقاك في الأعلى، استمتع بأجمل كرة قدم على وجه المعمورة في الوقت الحال!