حكاوي الملاعب: رأي القانون في الوقوف على الكرة

غزة – جهاد عياش

الحكاية الأولي : قمة خضراء برعاية رفحية

يبدو ونحن على أبواب الشتاء أن الأندية ذوات اللون الأخضر قد انتعشت وازدادت اخضرارا وبهاء بعد نزول أول زخات المطر، و بعد تألق لافت للاعبيها وتحقيق انتصارات جعلت القمة خضراء ثلاثية الأبعاد ،كان بعدها الأول والأكبر نادي خدمات رفح صاحب الطليعة بعد أن تخطت كتيبة المزين خدمات المغازي العنيد الذي أكمل المباراة بعشرة لاعبين ، بثنائية المتألق الجرمي والمايسترو سعيد السباخي ، فيما استعاد أخضر مصطفي نجم بريقه بعد تخطيه شباب جباليا بثلاثية احمد سلامة وسامي سالم في مباراة تفنن لاعبو الصداقة في إضاعة الفرص السهلة ،من ناحيته عاد الأخضر الشجاعي من بعيد بعد ثلاثة مباريات لم يذق فيها حامل اللقب طعم الفوز ،وانتصر على العميد غزة الرياضي بثلاثة أهداف مقابل هدف وحيد لهداف الدوري سليمان العبيد بعد ان استغل النقص العددي لغزة الرياضي بسبب طرد فرج جندية .

الحكاية الثانية :نفس جديد وعميق يا شاطئ

أيام عاصفة وصعبة عاشتها سفينة البحرية ، بعد النتائج السلبية والأداء الضعيف والتقهقر إلي قاع لائحة الترتيب وتغيير الجهاز الفني والغضب الجماهيري المتزايد، اسستنشق سكان سفينة البحرية من لاعبين وإداريين وفنيين ومحبين نفسا جديدا، بعد تولي الربان أشرف الخالدي دفة القيادة في سفينة البحرية، وظهر ذلك جليا اثناء مباراة الفريق مع هلال غزة، من خلال الانضباط التكتيكي والتزام اللاعبين وتماسكهم والروح العالية التي تحلي بها الفريق والصبر حتي أتيحت الفرصة للاعب المتألق علاء إسماعيل الذي أحرز هدفا في مرمي أبو دياب لايصد ولايرد، بعد تسديدة رائعة كفلت للشاطئ النقاط الثلاث ومغادرة مراكز الهبوط ،بعد أن رفع الفريق رصيده إلي 7 نقاط في المركز العاشر وسمح هذا المركز بأخذ نفس عميق للفريق قد يساعد الفريق في المباراة القادمة امام شباب خانيونس .

الحكاية الثالثة : أحداث مثيرة في الشاطئ

• الخطأ من عمل الإنسان، والإصرار على الخطأ من عمل الشيطان، ولأن الدكتور عميد عوض إنسان محترم ومعطاء اعتذر للمدرب السابق لفريق الشاطئ بشير عطالله عبر وسائل الإعلام بعد أن أعلن عن إقالته عبر وسائل الإعلام ،عقب الخسارة من شباب رفح مما كان له أثر رائع أثناء مباراة الفريق مع الهلال فكل التحية والتقدير لعوض وعطالله.

•العناق الحار والمؤثر بين مدرب الشاطئ الحالي اشرف الخالدي والمدرب السابق للفريق بشير عطاالله، الذي جاء مهنئا للجهاز الفني واللاعبين بعد فوز الفريق على الهلال مما يدلل على قيمة أبناء الشاطئ ونبل أخلاقهم وعمق العلاقة والتواصل الرائع بين أجيال النادي .

• التوقيت الموفق الذي اختاره السيد عماد التتري الذي يقف على راس الإدارة المسيرة لخدمات الشاطئ لتوزيع مستحقات اللاعبين، بعد وصول منحة الرئيس يوم المباراة مما كان له أثر إيجابي في نفوس اللاعبين والجهازين الإداري والفني .

• الحزم الذي تعامل به مدرب الفريق أشرف الخالدي مع غياب اللاعب إسماعيل أبو شرف عن التدريب الأخير بسبب فرح أخيه، وعدم استدعائه لمباراة الهلال وجلس اللاعب على المدرجات لمؤازرة زملائه.

الحكاية الرابعة : رأي القانون في الوقوف على الكرة

كرة القدم وأحداثها كثيرة ومتطورة، ومع هذا التطور قد يخترع اللاعبون بعض الأشياء التي لم يرد ذكرها في القانون صراحة، وقد تحدث أشياء لم يذكرها القانون أو تتضمنها اللوائح صراحة، إلا أن المشرع وضع في الحسبان مثل هذه التطورات و أوصي ببعض المواد التي تتيح للحكم اتخاذ القرار المناسب في حال حدوث أمور تضر باللعبة والمادة (12) في قانون كرة القدم والتي تسمي ( مادة الأخطاء وسوء السلوك) تتحدث صراحة وتقول frown رمز تعبيري تحتسب ركلة حرة غير مباشرة للفريق الخصم إذا كان في رأي الحكم أن لاعبا ارتكب أية مخالفة اخري لم يرد ذكرها في المادة (12)من قانون اللعبة والتي تم إيقاف اللعب فيها لإنذار أو طرد)، كما أن المخالفات التي تستوجب الإنذار الأصفر سبعة أخطاء من ضمنها (ارتكاب سلوك غير رياضي) حسب المادة(12). إن ما قام به إبراهيم الحبيبي لاعب اتحاد خانيونس من وقوف على الكرة وفريقه متقدم 3 مقابل لاشيء في الوقت بدل الضائع، ليس من المهارة او الإبداع الكروي في شيء، بل استهتار واستفزاز للمنافس والجماهير، وكرة القدم كرة تنافسية بينك وبين منافسك ولا يجوز احتكارها بشكل فردي بأية طريقة كانت او بأي جزء من الجسم، ومهاجمة المنافس للاعب الذي يقف على الكرة تنطوي على خطورة كبيرة ولذلك كان على الحكم التدخل وإيقاف اللعب ومنح بطاقة صفراء للحبيبي واحتساب ركلة حرة غير مباشرة لشباب خانيونس .

الحكاية الخامسة : واحكماه

قوانين كرة القدم ولوائح البطولات وقرارات الاتحاد الدولي المتوالية هي لحماية عناصر اللعب وجعلها أكثر متعة وإثارة، مع مراعاة تكافؤ الفرص للجميع، وتوصي بتطبيق القوانين بشكل متساو دون تمييز، لضمان مبدأ اللعب النظيف، وما يحدث في ملاعبنا ينحرف بعض الشيء عن هذه القيم والمثل، وتحدثت قبل ذلك عن الكرامة الإنسانية وأنها لا تختلف بين حكم ولاعب وإداري ومدرب ومتفرج .إن ما حدث في مباراة اتحاد خانيونس وشباب خانيونس من سباب وشتم في حق أمهات بعض اللاعبين ومنهن من غادر الحياة الدنيا، إنه لشيء يبعث على الحسرة والألم والاشمئزاز فلماذا لم يوقف الحكم المباراة، لماذا لم يستخدم صلاحياته ،لماذا لم يحافظ علي كرامة اللاعبين ولماذا لم يطلب من الأمن التدخل، فقط تدخل الحكم عندما تصرف حسن حنيدق تصرفا غير رياضيا وأوقف اللعب وأشهر له البطاقة الحمراء ،من المسئول عن أخذ القانون باليد وكلنا شاهد قبل سنوات كيف رفض إيتو لاعب برشلونة إكمال المباراة أمام إشبيلية بعد شتمه وإهانته، وأوقف الحكم المباراة وطلب من الأمن وإدارة النادي التوجه للجمهور حتي يكف عن هذه الإهانات، وفي السنة الماضية لم يكمل ميلان مباراة ودية وانسحب منها بسبب هتافات عنصرية ضدأحد لاعبيه ، وأين دور الحكم في بعض لقطات اللعب العنيف والخطير ولم يشهر إلا البطاقة الصفراء قبل أن تكتمل الصورة ويتحول الملعب إلي حلبة مصارعة وقتال، ضربت كل القوانين فيه بعرض الحائط وتعرضت فيه حياة اللاعبين للخطر، وكان بإمكان الحكم منع ذلك لو أنه أوقف اللعب وعاقب اللاعب المتسبب في هذا المشهد العنيف. وفي مباراة الصداقة وشباب جباليا لم يتعامل حكم المباراة بحزم عندما تدخل أحد لاعبي شباب جباليا ضد هيثم ابو ظاهر بطريقة ليس لها علاقة بكرة القدم وكاد يصيبه بعاهة مستديمة، واكتفي ببطاقة صفراء، في حين انطلق كالغزال لمعاقبة محمد السطري لاعب الصداقة ببطاقة صفراء عندما عرقل في منطقة الجزاء بحجة التحايل في بداية المباراة، ومساعده الذي احتسب ركلة جزاء بسرعة البرق على فريق الصداقة بحجة لمسة يد، ولم يحرك ساكنا عندما دفع لاعب جباليا لاعب الصداقة في نفس الزاوية ولكن في الشوط الأول ، فليكن المعيار واحدا وا حكاماه !

الحكاية السادسة : مدربون صينيون في ملاعبنا

معلومة قديمة جديدة استقالات المدربين أو إقالتهم ولكن (بلغ السيل الزبا) كما يقال 7 من أصل 12 مدربا تركوا فرقهم من دوري الوطنية موبايل الممتاز بعد 8 أسابيع فقط والوضع مرشح للمزيد في الأسبوع المقبل فأين الخلل ؟؟ هل في مجالس الإدارات التي تخطئ في التعاقد مع المدربين او التي لم توفق في التعاقد مع اللاعبين ، هل الخلل في فكر المدرب ام في اللاعبين الذين لايفهمون فكر المدرب ويطبقونه،هل الخلل في الدورات التدريبية التي اجتازها المدربون وهل الدورات هي كل شيء،هل نفتقر فعلا للمواهب التدريبية وشخصية المدرب الحقيقي ، هل هي في مدة وقيمة العقود بحيث أن المدة والقيمة غير كافيتين لتطبيق فكر وخطط المدرب ، هل الخلل في المستوي العلمي للمدربين واللاعبين وثقافتهم وبحثهم الدائم عن كل ما هو جديد،هل الخلل في التخطيط والتدبير وتنفيذ الخطط حسب الإمكانات ، هل الخلل في الطموح الذي لا يتناسب ابدا مع القدرات المتاحة لدي كل فريق ، هذه الأسئلة وغيرها يطرحها الواقع المرير لمن يشاهد مباريات الدوري في غزة من تدني الفكر الكروي والخططي وضعف المستوي الفني للمباريات وقلة تدخل المدربين في المباريات إلا في بعض اللحظات القليلة على الرغم من وجود العديد من المواهب الكروية في الأندية ولكن نشعر دائما أنها حبيسة الخوف من الهزيمة والخطط العقيمة والفكر الجبان ولا تتحمل الضغط والتحدي و المنافسة ، ولذلك من المتوقع أن تنتهي صلاحية أي مدرب في أي وقت .