أسئلة صعبة ومحيرة من لقاء فلسطين والسعودية!

خلدون الشيخ

(كاتب وصحفي رياضي)

  • 1 مقال

كتب- خلدون الشيخ

حسناً فعل جبريل الرجوب رئيس الإتحاد الفلسطيني لكرة القدم بالظهور على الشاشات التلفزيونية السعودية لتوضيح بعض الامور المتعلقة بالمباراة المرتقبة بين المنتخبين الفلسطيني والسعودي ضمن التصفيات المشتركة لمونديال 2018 وكأس آسيا 2019، لكن يظل الغموض يكتنف مكان اقامة هذه المباراة. 
فجأة أصبح الفلسطينيون هدفاً لهجوم الاعلاميين السعوديين والمغردين ومرتادي مواقع التواصل الاجتماعي، لان المنتخب الفلسطيني أراد ان تجرى المباراة على أرضه، وهو ما لم يرق للمنتخب السعودي، فاشتد الهجوم الى ما هو أبعد من أطره الرياضي والكروي، ومنه ما كان قبيحاً ومهيناً، مذكراً الفلسطينيين بخيرات السعودية على البلد المحتل وشعبه، وكيف وقفت دائماً مع قضيته العادلة، رغم أن التاريخ يقول انه كان دائما لدى الشعبين الفلسطيني والسعودي مصالح متبادلة، ومن المستغرب ان تنهش ابواق الإعلام السعودي بكرامة الفلسطيني لمجرد أنه أصر على اللعب في أرضه. 
المشكلة الحقيقية تبقى غير مفهومة، فالسعوديون يقولون انهم لا يريدون تطبيعاً مع الكيان الصهيوني ولا يريدون جوازات سفر لاعبيهم وادارييهم ان تتلطخ بالختم الصهيوني، في حين أكد الجانب الفلسطيني ان لا احتكاك سيحصل بين الوفد السعودي وجنود الاحتلال، وعرض نقل الوفد السعودي عبر مروحيات من الاردن الى الضفة الغربية مباشرة، لكن هذا الاقتراح رفض. 
الآن السؤال المحير الأول من هذا الموقف، أنه ماذا أزعج السعوديين ولم يزعج الاماراتيين، الذي خاضوا مباراتهم المخصصة على أرض فلسطين في الضفة الغربية من دون أي بلبلة او ازعاج، فماذا حدث لهم وهو ما يخشاه أشقاؤهم السعوديون؟
الآن فكرة اقامة مباريات المنتخب الفلسطيني على أرضه مهمة جداً من أكثر من جانب، أهمها ترسيخ فكرة الأرض، وأن هذا الجانب سيصبح روتيناً وصولاً الى ترسيخ فكرة «أرض فلسطين»، بدل اقامة المباريات المخصصة على أرضه في ملاعب الجيران، وهي الرسالة المشوشة التي يرسلها الى العالم، بل جاهد الفلسطينيون والرجوب لكسب هذه الميزة وتسهيل قدوم الزوار في مؤتمر الفيفا قبل شهور قليلة، رغم التخبطات التي وقع فيها الرجوب، لكنه حصل على مساندة الفيفا في الحظي بحق اللعب على أرضه.
الآن السؤال الذي يبرز من هذه الفكرة، لماذا يرفض السعوديون أمراً جاهد الفلسطينيون كثيراً من أجل تطبيقه، ويعتبرونه جزءاً مهماً من ترسيخ فكرة «أرض فلسطين»؟
الفلسطينيون قدموا اقتراحاً آخر أيضاً، فاذا كانت فكرة اقامة المباراة في الضفة يزعج السعوديين، فماذا عن اقامتها في قطاع غزة، وهناك سيدخل السعوديون القطاع عبر معبر تتحكم به الشقيقة مصر، ومباشرة الى القطاع، لكن الفكرة أيضاً رفضت، ربما لطول المسافة والارهاق، رغم ان الاتحاد السعودي لم يتردد في اقامة أهم مباراة في الروزنامة السعودية بين العملاقين الهلال والنصر في مباراة الكأس السوبر السعودي، ليس في الرياض ولا جدة، بل في العاصمة البريطانية لندن، مكلفين جماهير الناديين مشقة الحجز وعناء السفر والتكاليف الباهظة، من دون أي معارضة أو مشكلة.
الآن النقطة الأكثر أهمية في الأمر، أن الاتحاد السعودي تحرك سريعاً ونجح في استصدار قرار نافذ لا رجعة فيه، بان تنقل المباراة ضد فلسطين الى أرض محايدة، وطبعاً كلام الفيفا دائماً يكون رسمياً، ما وضع الفلسطينيين تحت الأمر الواقع.
الآن السؤال الأهم في كل هذه المقالة، كيف يصدر الفيفا قراراً من دون سؤال صاحب الشأن؟ كيف يمكن للفيفا الذي ينهشه الفساد والفضائح، ان يأخذ هذا القرار بناء على طلب من طرف واحد فقط؟
هذا القرار دفعني الى التفكير بمثل افتراضي، وكيف يمكن ان تكون رد الفعل. فلو فرضنا ان ماليزيا، التي يلعب منتخبها مع المنتخبين الفلسطيني والسعودي في المجموعة ذاتها، قدم طلباً الى الفيفا يطالب بنقل مباراته امام السعودية المقررة في الرياض الى بلد محايد، واذا فعلاً، أصدر الفيفا الموافقة وقراراً لا رجعة فيه ويكون ملزما على السعوديين تنفيذه، بان تنقل المباراة الى بلد محايد، كيف سيكون الحال؟
بل كيف سيكون رد فعل الاعلام السعودي وأنصاره من رواد مواقع التواصع الاجتماعي؟
اجابة صريحة بين الشخص وذاته قد تكون كافية.