فاران: "لم أصدق عرض ريال مدريد لدرجة أني طلبت مهلة للتفكير"

 

الرياضية أون لاين - نقلا عن journal de démanche

أظهر رافاييل فاران جانبا من شخصيته التي يخفيها خلف ملامحه الهادئة في حوار له مع صحيفة "journal de démanche" الفرنسية، حيث كشف الدولي الفرنسي عن بعض الأحداث الطريفة التي حدثت له خلال مشواره رفقة المنتخب الفرنسي وريال مدريد الإسباني.

مدافع الملكي وخلال حديثه للصحيفة الفرنسية تناول أبرز المحطات خلال مشواره الكروي، وكذا كواليس وخفايا انتقاله إلى "الميرنغي"، علاقته بـ مورينيو، بعائلته والعديد من الجوانب التي لا تعرفونها عن صاحب 22 سنة.

كيف كانت بدايتك في عالم كرة القدم؟

كل الأمور حدثت بشكل طبيعي جدا، أتذكر أني ذهبت إلى مركز تدريب لانس وعمري لا يتجاوز 10 أعوام وبالتحديد في عام 2002، صراحة لم أكن أتخيل أني يوما ما سأكون لاعبا محترف حقا، وعندما بدأت اللعب مع الفريق الأول كنت احتياطيا في سن 17 سنة، وبالتحديد في عام 2010، ثم كنت أطلب دائما أن أشارك بانتظام مع احترامي لقرارات المدرب بالتأكيد، وفي أن أكتوبر 2010 وجدت نفسي في التشكيل الأساسي للفريق.

ما رأيك في شارة القيادة، هل تفضلها أم أنك لا ترغب في أن تكون قائدا لفريقك؟

الدور القيادي غريب، لست لاعبا يرغب في الصراخ (يضحك)، اللاعب القائد يجب أن يكون مثل الأخ الأكبر في الفريق، يجب على الجميع اتباع نصائحه وتوجيهاته، وأنا صراحة لا أحبذ أن أكون قائدا خاصة حاليا، مازلت شابا وأرغب في اكتساب المزيد من الخبرات في المستقبل القريب، لعبت دور القائد لأيام معدودة في لانس وكنت حينها شابا يافعا، لكني لم أكن أحبذها.

كيف كان شعورك عند تلقيك أول راتب لك كلاعب كرة قدم؟

تلقيت أول راتب لي وكان حوالي 300 يورو، كان عمري 15، وضعت البعض منه تحت تصرف أمي آنذاك والتي كانت في أمس الحاجة إليهم، شعرت وكأنني لاعب محترف قد كبر وأصبح يقضي حاجاته ومتطلباته من أمواله الخاصة، لقد كان شعورا رائعا ومثاليا خاصة عند اقتنائي لأول سيارة، فحينها أحسست بحجم من المسؤولية بدأت تلقى على كاهلي.

لنستحضر معا بدايتك رفقة الريال، كيف تلقيت أول عرض من النادي الملكي؟

أتذكر حينها أن زين الدين زيدان قام بإقناع الرئيس فلورنتينو بيريز بضمي في مايو 2011، اتصل بي بيريز وقال لي إن الريال مهتم بك ويريد التعاقد معك في الأيام القليلة القادمة، صراحة كان شعورا غريبا لم، أتمكن من اتخاذ القرار في تلك اللحظة، طلبت منه أن يعيد الاتصال بي في وقت لاحق، أمهلني الرئيس بضع الوقت لأقرر بشكل نهائي وصريح الانضمام إلى الريال من عدمي، وفعلا تمكنت من اتخاذ القرار القاضي بالتحاقي بـ الريال، أود أن أقدم رسالتي لأي لاعب يتلقى عرضا من الريال، عليه قبول العرض من الوهلة الأولى لأن هذا الفريق لا يرفض، صراحة تجد نفسك أمام أرمادة من النجوم وتلعب دائما لحصد الألقاب والوصول لمنصة التتويجات.

زيدان كان له الفضل الكبير في التحاقك بـ الريال إذن؟

بالتأكيد، وأشكره بالمناسبة، فقد اكتشفني وقام بعرضي على الريال، زيدان وعلى الرغم من كونه جديدا في عالم التدريب إلا أنه يتمتع بعدة قدرات يفتقدها العديد من المدربين الأكفاء، بصريح العبارة زيدان يشتم رائحة اللاعبين الذين بإمكانهم التألق مستقبلا، الكثير من انتدابات الريال كانت تحت إشرافه عندما كان في الطاقم الفني، إنه فعلا لاعب ومدرب رائع.

هل كنت على علم بأنك ستصل لما أنت عليه الآن رفقة النادي الملكي؟

كنت على علم بأني سأكون لاعبا لـ الريال وسأكون يوما ما بطلا لمسابقة ما، التحاقي بـ الريال كان أشبه بالحلم، لكن لا أنكر أني بذلت الكثير من المجهودات لأكون لاعبا في التشكيل الأساسي للفريق، ليس من السهل التواجد في التشكيلة الأساسية لـ الريال، فالفريق يضم العديد من اللاعبين الممتازين خاصة على مستوى خط الدفاع ومنصبي على وجه الخصوص، لكن العمل الجدي والصبر سبيلان سمحا لي التواجد في التشكيل الأساسي للفريق.

حدثنا عن لحظاتك رفقة المنتخب الفرنسي، خاصة الأسوأ منها، وعن تدرجك في الفئات الصغرى؟

أتذكر حين كنت لاعبا في صفوف المنتخب لأقل من 16 سنة، كنت في 15 من عمري، وكنت أريد أن أحجز مكانة أساسية منذ المباراة الأولى، أتذكر جيدا أول 10 دقائق خضتها مع المنتخب فحينها سجلت هدفا ضد مرماي، كان يوما سيئا، وقضيت تقريبا مباريات المنتخب في تلك السنة وأنا على مقاعد البدلاء.

لعبت رفقة ريال مدريد عدة مباريات تألقت فيها بشكل ملفت للانتباه، كما أن هنالك مباريات كنت فيه سيئا، ما تعليقك؟

أتذكر مباراة فريقنا أمام الأتلتيكو، حيث خسرنا وقتها برباعية كاملة، يمكنني القول إني كنت المذنب في تلك الأهداف، لأننا لم يكن نواجه بيلي، كما أني أتذكر مواجهتنا أمام يوفنتوس، لقد تسبب وقتها أيضا في ضربة جزاء ضد فريقي بسبب عدم مراقبتي اللصيقة لـ بوغبا، ولكن هذه هي كرة القدم، إنها لعبة بسيطة من الممكن أن تخطئ ومن الممكن أن تصيب.

كيف كان شعورك وأنت تلعب بقميص المنتخب الفرنسي للمرة الأولى؟

كما حدث لي في أول مباراة مع لانس، لقد كنت متوترا جدا خاصة خلال المؤتمر الصحفي، لم أكن أريد أن أظهر ذلك، ولكني كنت متوترا للغاية، فقد كنت مطالبا بالتعامل مع العديد من المواقف، أبسطها الأسئلة التي كان يسألونني إياها، هل تتقن اللغة؟ إضافة إلى بعض المواضيع الحساسة، وأنا بدوري أريد أن أتعامل بحذر مع هذه المواقف.

ماذا عن دورك رفقة ريال مدريد، كيف كان رفاييل فاران يشعر حين يرتدي قميص هذا النادي؟

لقد كنت أشعر بالفخر، فأن تلعب في فريق مثل ريال مدريد وأنت في سن صغيرة، فهو حقا أمر يدعو إلى الفخر، وكنت دائما ما أسعى لأكون في حجم هذه المسؤولية.

الجميع يدرك أنك تألقت مع الفريق بسبب وجود زيدان ومورينيو، فهذا الأخير وضع فيك ثقة عمياء هل هذا صحيح؟

نعم، مورينيو مدرب كبير، وتعلمت معه أشياء عظيمة، إنه مدرب يدرك الأمور التي يعاني منها لاعبه، ويتحدث إليه ويقدم له النصائح والتوجيهات، فيتحسن بعدها.

هل لك أن تتذكر بعض اللحظات الجميلة، والطريفة وحتى السيئة  منها رفقة مورينيو؟

خلال السنة الثانية لي في مدريد موسم (2012 ـ 2013)، كنا نتدرب في مركز تدريبات الفريق وتعرضت لركلة من قبل مورينيو، لا أتذكر السبب لكني لم أقدم ما طلب مني بشكل جيد، وتابع بعد ضربه لي بقول ( لماذا لم تقم بالتشغيل في التدريبات) وبدأ يتمتم، ولكن كنت أدرك أنه على حق، لقد كان بوسعي أن أقدم أكثر من ذلك.

ما الشيء الذي يميزه عن باقي المدربين؟

مورينيو في الكثير من الأحيان لا يضطر إلى قضاء وقت طويل في العمل لبلوغ غايته، إنه لا يحتاج إلى الخطب الطويلة، هو شخص مباشر وهذا ما يميزه عن باقي المدربين.

هل لك أن تحدثنا عن حياتك الشخصية؟ فمثلا هل فاران مقرب من عائلته كثيرا؟

أنا من الأشخاص الذين يميلون إلى العيش بطريقة بسيطة وهادئة، فأنا نشيط بشكل مبالغ فيه، على عكس ما أظهر عليه بشكل يومي على عدسات الكاميرا، لقد كنت شخص لعوبا مع إخوتي وأخواتي.

أنت شخص لا يريد الظهور كثيرا في الأضواء، والدليل على ذلك حفل زفافك الذي أقيم في صمت، أليس كذلك؟

لقد دخلت القفص الذهبي في يناير الماضي وأقمت حفلا عاديا، أردت أن أتجنب الكثير من الناس لأنني كنت سأٌقيمه أمام 80 ألف شخص لو سمعوا بحفل زفافي، كان هنالك 130 شخصا فقط من الأقارب.