فترة الإعداد

أندية ومدربون بدون إمكانيات ونظام الهواة يُسيطر على اللاعبين

الفرق الغزية تبدأ غمار الإعداد لموسم كروى جديد

أندية ومدربون بدون إمكانيات ونظام الهواة يُسيطر على اللاعبين

حالة تقليدية تدريبية تُجبر الفرق على الظهور بمستوى مُتقارب

الرياضية/ كتب مصطفى جبر

دخلت أغلب الأندية في قطاع غزة في فترة الإعداد استعدادا للموسم الكروي المزمع انطلاقه يوم 12 سبتمبر القادم ، في موسم جديد تسعى من خلاله الأندية للمنافسة بقوة على لقب الدوري كما حدث في الموسم الماضى من منافسة شرسة منذ الجولة الأولي وحتى الأخيرة، ولكن هذه الفترة الإعدادية ستكون الأساس التي تبني عليها الفرق طموحاتها وأهدافها ومشوارها في بطولة الدوري لا سيما الإعداد البدني والنفسي والمهارى والخططي الذي يعتبر بمثابة الوسيلة لتحقيق البطولات واللياقة البدنية التي تمثل وقودا للاعبين في الموسم القادم.

معيقات كثيرة تقف أمام المدربين في فترة الإعداد نظرا لقلة الملاعب والإمكانيات التدريبية، إضافة إلى التوقيت الضيق أمام المدربين والذي يتخلله شهر رمضان المبارك، ولا تقف عقبات اعداد اللاعبين عند هذا الحد بل تصل إلى أسباب أخرى خاصة باللاعبين تتمثل في الالتزام والاستفادة القصوى من الجرعات التدريبية اليومية، والالتزام بالتغذية الصحيحة والنوم بشكل مبكر حتى يتسنى للاعب أن يقوم بعملية الاستشفاء بالشكل الصحيح دون إرهاق أو تعب او جهد او حمل زائد.

اعداد تقليدى

مع بداية الموسم تتشابه المستويات ويتقارب الأداء الفني والبدني لها، فتطغى نتائج التعادل بين الفرق وتغيب الأهداف وهو خير دليل على العملية التقليدية لفترة الإعداد من قبل المدربين دون النظر إلى الإبداع والبحث عن جديد التدريب في كرة القدم أو خوض هذه الفترة بما يتناسب مع لاعبينا المصنفين بالمستوى المتوسط، فقوة الإعداد تنعكس على الفرق طوال الموسم وتعطى أثرا قويا ونتائج مذهلة وتنجح هذه الفترة بالشكل العلمي والعملي الصحيح بتفاعل قوى من اللاعبين.

الاعداد النفسى

يغفل بعض المدربين الاهتمام بأهم عناصر الإعداد وهو الاعداد النفسي، فلا اعداد بدنى دون خططى ولا خططى دون نفسى ولا نجاح لهذه العناصر إلا بوجود الإعداد النفسي الذي يعتبر من أهم العناصر في العملية التدريبية، فظهر ذلك جليا على اللاعبين في الموسم الماضي، حيث أظهرت لغة الأرقام الخاصة بالأهداف خللا واضحا لفرق الشباب التي غاب عنها عنصر التوازن وظهرت ظاهرة الانهيار واستقبال الأهداف بشكل غير طبيعى وهو سبب يرجع خلفه عدم الاعداد النفسي الجيد لا سيما عدم وجود متخصصين مع كل فريق من الفرق الغزية.

الهدف الأساسى

والغرض الأساسي من مرحلة الاعداد والتكوين هو رفع لياقة اللاعب البدنية (القوة .. التحميل.. السرعة.. المرونة.. المهارة) وإعداده إعداداً بدنياً كاملاً. كذك المساهمة نسبياً - وابتداء من النصف الثاني من المرحلة - في إعداد اللاعب إعداداً فنياً من حيث المهارات الأساسية وتنفيذ خطط اللعب.

ولم تكن هذه المرحلة تلقى في الماضي الاهتمام المناسب . وكانت مدتها تتراوح بين 3 و 4 أسابيع , اما في الكرة الحديثة وبعد دراسات وأبحاث طويلة عرفت لهذه المرحلة اهميتها ووضعت لها البرامج والتدريبات الحديثة وطالت مدتها الى 4 او 6 أسابيع , تبدأ بعد نهاية مرحلة الانتقال والترويح , وتستمر حتى بداية الاعداد للمباريات.

اعداد منقوص

تجبر الظروف المعيشية للاعبى قطاع غزة عدم الاهتمام بالتغذية الصحيحة وخاصة في فترة الإعداد للبطولات، فهي تمثل أهم العناصر في عملية الاستشفاء والاستفادة القصوى من الجرعات التدريبية المتعددة، فاللاعبون لا حول لهم ولا قوة في هذه الإشكالية نظرا للمبالغ الرمزية التي يتلاقاها اللاعبون من أنديتهم والتي لا تمكنهم من الاهتمام بالشكل المطلوب بالتغذية السليمة التي تتضمن كافة العناصر الغذائية.

ما ينقص اللاعبون في هذه الفترة استكمالا للعنصر السابق هو الراحة السلبية التي يحتاجها اللاعبون وخاصة في فترة الليل التي تشهد دورة فسيلوجية كاملة يستفيد بها الجسم، ولكن السهر وعدم الاستقرار المحلي يُجبر اللاعبين على النوم متأخرا والسهر وهو ما ينعكس بالسلب على أدائهم ويقلل من استفادتهم من الجرعات التدريبية ويسبب الارق والإرهاق.

نظام هواة

تُسيطر حالة سلبية على اللاعبين في مثل هذه الفترات نظرا للوضع الرياضي المحيط بهم والاشبه بوضع لاعبين هواة دون اتباع القواعد الاساسية والنظام التدريبي الذي يخضع إليه اللاعبون المحترفين اللذين يقومون بعمل شاق في مثل هذه الفترة، ولكن لاعبو غزة يخوضون هذه الفترة بشكل ترفيهيى دون جدية بعيدا عن نظام الاحتراف وهو سبب لا يمكن اغفاله خاصة عدم وجود دورى محترفين في المحافظات الجنوبية.

ملاعب ومتاعب

إن غياب الملاعب والمساحات المعشبة لخوض فترات الاعداد لدى اغلب الاندية الغزية يسبب ارق للمدربين وللاعبين ايضا وهم العنصر الاكثر تضررا من هذه الحالة السلبية، فالإمكانيات والملاعب هي عنصر لا يمكن اغفاله في عملية الاعداد وخاصة أن بعض الأندية تضطر للحل البديل عن عدم توفر الملاعب المعشبة لها وخوض فترة الاعداد على الملاعب الصلبة وهو ما يسبب الاصابات والإرهاق للاعبين قبل بداية الموسم وينعكس بالسلب على اللاعبين اللذين تظهر عليهم الاصابات في بداية الموسم وتظل ملازمة لهم حتى نهايته لا سيما عدم وجود اهتمام طبى يعالج الاصابات الرياضية بالشكل الصحيح والسريع حسب الطرق المتبعة عالميا.

ومع هذه الأسباب والمعيقات التي تقف أمام المدربين واللاعبين في فترة الإعداد تبقي الخلاصة في أيدى بعض المدربين المحنكين الذين تمكنهم قدراتهم من التكيف مع الأجواء المحيطة ووضع خطة تدريبية تناسب حالات وأوضاع اللاعبين والبيئة المحيطة، والتميز في ذلك يعطى انعكاسا وتميزا في الاستحقاقات القادمة وخاصة بطولة دورى كرة القدم القادمة.