تمسكوا بحقنا في اللعب على أرضنا .. أرجوكم !

وليد جودة

(كاتب صحفي فلسطيني)

  • 1 مقال

 

سداسية تاريخية في كوالالامبور، ونقطة كانت في المتناول ضاعت في الدمام، والمحصلة 3 نقاط للمنتخب الفلسطيني في صدارة المجموعة الأولى من التصفيات الآسيوية بعد جولتين، هذا الفدائي يستحق أن نناضل من أجله، وأن نوفر له ما يعينه على المنافسة القوية التي وجد نفسه فيها.

تحدث الجميع عن صعوبة المهمة عقب إجراء القرعة وجود الفدائي إلى جانب السعودية والإمارات الأكثر خبرة والأقدر من حيث الإمكانيات الفنية والمادية، لكن اللقاء الأول أمام السعودية جعلنا نؤمن بأن كل الفوارق يمكن أن تزيلها الروح الفدائية، وأن الحلم يمكن أن يتحول إلى حقيقة، ليتأكد كل ذلك بإنتصار ساحق على ماليزيا في عقر دارها بسداسية نظيفة، سداسية ميزتها جمالية أهداف مراعبة وصيام وبطاط وأبو حماد.

اللمسة الفنية للسيد عبد الناصر بركات ظهرت بشكل جلي في مباراة ماليزيا، ثقة كبيرة زرعت في نفوس اللاعبين وقراءة مميزة لنقاط ضعف الخصم، أمور غابت ربما أمام السعودية في افتتاح التصفيات، مع فارق الإمكانيات بين السعودية وماليزيا، لكن تدارك الأمور بهذه السرعة يحسب لبركات وطاقمه الفني بكل تأكيد.

على مستوى الأداء، يمكن وصف ما قدمه الفدائي أمام ماليزيا بأنه واحداً من أفضل عروضه عبر التاريخ إن لم يكن أفضلها، هذه التوليفة المتميزة والجمل التكتيكية المرسومة تدل على عمل كبير فنياً ونفسياً للمنتخب، رغم كل الظروف السيئة التي يمر بها الفريق وصعوبات التجمع والتنقل المعتادة، رغم ذلك فإن بعض الأوتار ما زالت بحاجة إلى مزيد من الضبط.

أشرف نعمان مكانه محجوز في هذه التشكيلة، الشكل الخططي الذي يلعب به الفدائي واعتماده على رأس حربة وحيد مع دفاع منطقة يبدأ من دائرة المنتصف، يجعلنا نقف أمام مستوى المهاجم محمود عيد، والذي يثبت مرة بعد أخرى بأنه أقل المغتربين في المستوى، وبكل تأكيد فإن أشرف نعمان في مثل هذا الدور سيكون دعماً كبيراً لتشكيلة بركات، وتجدر هنا الإشادة بماتياس حذوة صاحب الأداء الرفيع.

دعم هذه التشكيلة بعناصر الخبرة يبدو أمراً غاية في الأهمية، الحديث هنا بالتأكيد عن عبد اللطيف البهداري وعبد الحميد أبو حبيب إلى جانب أشرف نعمان، هذا الثلاثي يمكنه أن يعطي الإضافة اللازمة للمنتخب في مواجهاته المقبلة أمام الإمارات والسعودية.

بعيداً عن الأمور الفنية، فإن أهم ما يحتاجه هذا المنتخب الآن هو أن ينال حقه في أن يلعب مبارياته البيتية في أرضه، وأن يتم تجنب ما حصل في نقل المباراة الأولى خارج الديار، فهذا الفريق أظهر أنه قادر على مقارعة الكبار، وأعتقد أنه قادر على حصاد 12 نقطة كاملة من أمام ماليزيا وتيمور الشرقية، وتبقى 9 نقاط في أرض الملعب من مواجهتين أمام الإمارات وواحدة أمام السعودية، الحلم ممكن لكن علينا أن نوفر الظروف الملائمة لدعم هذا الفريق.

هذا المستوى العالي الذي شاهدناه يعطينا فكرة قوية بأن تحقيق الانتصار على الشقيقين السعودي والإماراتي لم يعد ضرباً من الإعجاز، خصوصاً في أرضك وأمام جماهيرك، في ملعبك وسط أهازيج أبناء بلدك.

لا تخلطوا السياسية بالرياضة فتفسدوها، وتيقنوا بأن شعباً مقهوراً بات يؤمن بأن الرياضة قد تصنع له نافذة من الفرح، قاتلوا من أجل الحلم، وتمسكوا بحقنا في اللعب في أرضنا ... أرجوكم !