قرار سياسي خاطئ يضع الملعب البيتي في مهب الريح !!!

يحيى نافع

(اعلامي في قنوات بي إن سبورت)

  • 1 مقال

كتب/ يحيى نافع

المستوى السياسي الفلسطيني صدع رؤوسنا بدعواته المتكررة للعرب والمسلمين بضرورة زيارة فلسطين والمسجد الأقصى في إطار تعزيز صمود المواطنين الفلسطينيين وتثبيتهم في أرضهم والتصدي لمخططات تهويد القدس ، ولم يتوقف الرئيس محمود عباس ومستشاريه يوما عن حث العرب والمسلمين للقيام بهذا الامر بل وتصدوا بشراسة لفتاوى بعض العلماء الذين يَرَوْن في ذلك تطبيعا مع الاحتلال، بل وأكثر من ذلك كرموا الإعلامي المصري المثير للجدل ( توفيق عكاشة ) لمجرد أنه دعا المصريين لزيارة القدس !  حتى هنا ليست لدينا مشكلة ...

ومع ما حققه الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم برئاسة اللواء جبريل الرجوب بانتزاع حقه في الملعب البيتي أصبحت المنتخبات والأندية العربية والآسيوية مجبرة على القدوم لفلسطين للعب كرة القدم في ملعب الشهيد فيصل الحسيني على مشارف القدس العاصمة وهذا ما يفترض أنه يتطابق مع رؤية القيادة التي ذكرناها في البداية .

ومن هذا المنطلق كان الرياضيون الفلسطينيون ينتظرون على أحر من الجمر الحادي عشر من حزيران الجاري لاستقبال المنتخب السعودي الذي سيلعب لأول مرة في تاريخه على أرض فلسطين ضمن التصفيات الآسيوية المزدوجة المؤهلة لكأس العالم وكأس آسيا، وأنهى اتحاد الكرة كل الترتيبات واستصدر تصاريح الدخول للاعبي الأخضر السعودي استعدادا للحدث المنتظر .

لكن الأمر غير المنتظر هو ما حدث، حيث تدخل الرئيس محمود عباس وأجبر اتحاد كرة القدم على خوض المباراة على الأراضي السعودية نزولا عند رغبة حكومة المملكة العربية السعودية التي ترى أن زيارة فلسطين عبر منافذ يسيطر عليها الاحتلال الاسرائيلي تعد تطبيعا !!

قرار خاطئ ومتناقض أقل ما يمكن أن يوصف، فهو من جهة إفشال للملعب البيتي الذي حارب اتحاد كرة القدم من أجل تثبيته وسيشجع منتخبات عربية وآسيوية أخرى لسلوك الطريقة السعودية حتى تتجنب اللعب في فلسطين . ومن جهة أخرى يناقض برنامج القيادة السياسية الذي يشجع العرب والمسلمين على زيارة وفلسطين تحت شعار سمعناه كثيرا "زيارة السجين لا تعني التطبيع مع السجان"  !!!!.

ومن هنا فالأندية والرياضيون والإعلاميون وجماهير الكرة مطالبون بسرعة التحرك لمطالبة الرئيس محمود عباس بالتراجع عن هذا القرار الذي فـُرض على اتحاد كرة القدم وهو في وضع لا يحسد عليه .