مسلسل مغامرات "محاربي الصحراء" ينتهي بشرف .!!

من مباراة الجزائر وألمانيا

من مباراة الجزائر وألمانيا

"ديوك" فرنسا تصيح بوجه "نسور" نيجيريا

مسلسل مغامرات "محاربي الصحراء" ينتهي بشرف .!!
الماكينات تعذّبتْ .. فهلْ تعلّمتْ ؟!

الرياضية– سمير كنعان

تأهلت الديوك الفرنسية للدور ربع النهائي بفوز مقنع ومستحق على حساب نسور نيجيريا بهدفيْن أثبتا أنَّ غرض فرنسا من المونديال اللاتيني يتعدى النزهة والمشاركة المشرفة لتكون منافساً قوياً على اللقب، خاصة وقد بدأت معالم الطريق تتضح لذلك الهدف.

عينٌ هنا.. وأخرى هناك
دخل أبناء المدرب الفرنسي "ديشامب" أرضَ الملعب واثقين من الفوز على منتخب أفريقي قوي عنيد لكنه قليل الخبرة، وكانت الأعينُ ترتقب بلهفة ما سيحدث في المباراة التالية لهم بين ألمانيا والجزائر لمعرفة المنتصر الذي ستواجهه فرنسا آملين أن يفعلها محاربو الصحراء بإقصاء "بعبع" أوروبا وإزاحته من طريقهم لتسهيلِ المهمة بالوصولِ لنهائي الحلم ولمَ لا تحقيق الحلم نفسه بنجمة مونديالية ثانية!!

تماسك.. ثقة.. واقعية

بيْدَ أنَّ نسور نيجيريا أبتِ أن تكونَ لقمةً سائغة في المتناول وهاجمت بقوة موسيس وسرعة إيمونيكي ومهارة أوديموينغي وتألق أحمد موسى، واقتربت من هزّ شباك لوريس أكثر من مرة لكنه دافع عن مرماه بامتياز، لتتحوّل الهجمات باتجاه مرمى الحارس النيجيري "إنياما" الذي برعَ في صدّ الكرات والتسديدات والرأسيات لكل من بنزيما وماتويدي وجيرو وساعدته العارضة في منع صاروخ "كاباي" وباقي نجوم فرنسا الذين كرسوا وكثفوا الضغط إلى أن حملت الدقيقة79 بشرى فرنسية برأس نجم الليلة "بوغبا" الذي برهنَ أحقية تهافت الأندية العالمية بطلب ودّه للحصول على خدماته، تبعها الهدف الثاني بخطأ دفاعي بعد مهارة فالبوينا أحد أفضل صُنّاع اللعب في المونديال.

ليلة تاريخية

كتبَ أبناءُ الجزائر اسمَهم بالذهب في قلوبِ عشاقِ المتعة الكروية بعد مونديالٍ تاريخي بمعنى الكلمة لممثلِ العرب منتخب الخُضر تفوقوا فيه على أعتى الأسماء والمنتخبات الأوروبية وصفعوا وجهَ كلَّ من قلّلَ من إمكانياتهم وقدراتهم الفنية والبدنية.

في ليلةٍ مشهودةٍ كادتْ الجزائر أن تُقصيَ المنتخبَ الأوروبي الأبرزَ في كأس العالم الماكينات الألمانية، إلا أنَّ إرادة الله حكمتْ بخروجٍ مشرّفٍ لأحفادِ "رابح ماجر" النجم العربي الوحيد الذي ختم شباك ألمانيا وقهرهم بفوزٍ خالدٍ في الأذهان2/1 بمونديال1982، وللمفارقة فهيَ ذات النتيجة التي انتهت عليها مباراة دور الـ16 بين الطرفين في مونديال البرازيل2014 لكن مع تبادل الأدوار بالفوز.

ألمانيا تثأر بعد 8 مونديالات

بفوزها الأخير ثأرتْ ألمانيا من هزيمتها على يد "بلومي وماجر" بعد 32سنة كاملة وبنفس النتيجة2/1 وانتظر الألمان حتى الدقيقة الثانية من الشوط الإضافي لتحقيق الانتصار المرتجف بعدما انتهى وقت المباراة الأصلي بتعادل سلبي ليدخلَ الطرفان في معركة الجانب البدني بأشواطٍ إضافية، مكّنتْـهم من التسجيل في مرمى الحارس العملاق "مبولحي" فجاء الهدف بأقدام البديل الناجح "شورله" د92 ليعاودَ أوزيل ويسجّلَ هدفاً ثانياً في د119، بينما رفضَ محاربو الصحراء بعد الأداءِ البطولي إلاّ أنْ يختموا شباك "نوير" قبل أن تلفظَ المباراة أنفاسَها الأخيرة بهدفٍ جميل بأقدامِ المحارب المتميز "سليماني".

تفوق جزائري

أثبتَ الجزائريون أنهم من طينة خاصة وارتدوا ثوبَ الأبطالِ في مواجهة العملاق الألماني متسلّحينَ بمعنويات ودعم ملايين المسلمين والعرب وحتى البرازيليين الذين أُعجِبوا بمهاراتِ محاربي الصحراء، الذين أبدعوا وقاتلوا بشراسة وخبرة وفنيات فجرحوا كبرياء الألمان وضربوهم أكثر من مرة، ولولا حارسهم الأسطوري نوير لكانت النتيجة تاريخية بكل المقاييس حيث فاجأ العالمَ أجمعَ بمهارته في قراءة التمريرات الطولية والبينيّات وحنكته في التعامل مع مثل هذه المواقف الخطيرة على أي دفاع، وأحسنَ سدّ ثغرات الخط الخلفي المكون من 4 لاعبين قلب دفاع كأبرز الأخطاء التكتيكية للمدرب "لوف".
حارس كــ "ألـف"

ونافسَ "رايس مبولحي" بعمْلَقتِه كلّ أساطير الحراسة في المونديال ليستحقَّ بجدارة من الفيفا جائزة رجل المباراة، بعدما قدمه من بطولة وإبداع ورشاقة في منع أهداف محققة خاصة في الشوط الثاني الذي تكاثفت فيه جهود الماكينات الألمانية بُغيةَ هزّ الشباك وحسم اللقاء، فقد كان لـ"مبولحي" دورٌ أساسي في سحب المباراة لأشواطٍ إضافية لتصبحَ خالدة في أذهان الجميع.

 

 

 

الأمان تعذبوا ..

لا ينكرُ عاقلٌ أنَّ ألمانيا صُعِقت بالأمس من الأداء المبهر البطولي لأبناء الخُضر الذي كشفوا نقاط الضعف الألمانية، وأكدوا أنَّ غانا كانت على حق حين هاجمتْ ألمانيا ولعبت على حظوظها لتحرجَ أحفاد بيكنباور، وأنَّ ألمانيا لمْ تعدْ آمنة ضدَّ أي منتخب يجيد الهجوم وإغلاق المنافذ الخلفية.

وأبرز الأخطاء كانت باعتماد المدرب الألماني "لوف" على "لام" كلاعب ارتكاز جعله يخسر المحاورات الثنائية أمام أجسام الجزائرين ومهاراتهم في نفس الوقت الذي ضُرِبت فيه الجبهة اليمنى التي كان يُحصِّـنها "لام"، ناهيك عن غياب أيّ ظهير مميز في تشكيلة ألمانيا ما جعلَ الجبهتيْن اليمنى واليسرى بمنتهى الضعف أمام فعالية الأجنحة الجزائرية.

خاليلوزيتش

بينما تفوق خاليلوزيتش في غلقِ المنافذ دفاعياً بخطة 3-6-1 التي تتحول إلى مثلث هجومي 4-3-2-1 مع الضغط العالي على وسط المانشافت ليفتكَّ كراتٍ عديدة ضربَ بها الخط الخلفي الألماني لكن مع تألق الحارس وعدم التوفيق وقلة خبرة المهاجمين نجتِ الشباكُ الألمانية طيلة الشوط الأول الذي شهدَ أفضلية مُطلَقة للجزائر، ولو أنَّه أشركَ إبراهيمي من البداية لربما استغلَّ الفرص المحققة ليخطفَ فوزاً أسطورياً عبر تاريخ المونديال.

لكنّ ما يشفع للمدرب "لوف" أنه تدارك الأمر بإدخال البديل الحاسم "شورله" وميزان الوسط "خضيرة" ليعيدَ لام إلى مركزه الأساسي ويُؤمّن الجبهة اليمنى، ويزيد الثقل في منتصف الملعب خاصة بعدما بدأ لاعبو الجزائر بالانحدار البدني من التعب والإرهاق، كأول مباراة يلعبها العرب بأشواط إضافية في المونديال.

وخلاصة القول فإنَّ ألمانيا استحقت التأهل بفارق الخبرة والواقعية والإعداد البدني، إلاّ أنَّ هذه أول هزيمة أراها مشرفةً بحقّ لأيّ منتخب عربي!!