حكاوي جوال/ فريق يصعد إلي الممتازة لمدة 10 دقائق

غزة ـ الرياضية اون لاين- جهاد عياش

الحكاية الأولي : رسالة من تحت الأنقاض
عندما أعلن عن نهاية الحرب التي شنتها قوات الاحتلال الصهيوني على قطاع غزة ،وخلفت عشرات الآلاف من القتلى والجرحى والبيوت المدمرة وبنية تحتية رياضية شبه معدومة ، لم يكن يتوقع أحد أن تنهض همم الرجال من تحت الأنقاض بهذه السرعة، وتطلق صرختها وصافرتها إيذانا بانطلاق موسم دوري جوال الممتاز، رغم الظروف الصعبة التي عانتها أندية قطاعنا الحبيب في مختلف الدرجات ، وقد نجح الاتحاد بكافة لجانه ، والأندية بتكاتف جهود الإداريين واللاعبين والمدربين وبحرص من الجماهير العاشقة لكرة القدم ، بتنظيم وتسيير مسابقاته في كل الدرجات والوصول بها إلي بر الأمان على الرغم من التضييق والحصار وقلة الموارد المادية و المعاناة الشديدة لأبناء شعبنا خاصة الرياضيين منهم ، فكل التحية والتقدير لاتحاد كرة القدم وللجنة المسابقات ومراقبيها ولجنة الحكام ومقيميها ولجنة الانضباط ، وكل التحية والتقدير للأندية ومجالس إداراتها والمدربين واللاعبين وجماهير الأندية المؤازرة لفرقها والشكر موصول لرجال الأمن والإسعاف ورجال الصحافة والإعلام الذين لم يبخلوا بأي جهد من أجل أن يكون المشهد الختامي بهذا الجمال والبهاء ، ومما زاد الأمر روعة تتويج أبناء حي الشجاعية الأكثر معاناة جراء الحرب بلقب دوري جوال وبأرقام غير مسبوقة في تاريخ المسابقة .

الحكاية الثانية : الشجاعية بطل فلسطين
إدارة اتحاد الشجاعية وإطارها الفني وجماهيرها رحبت بقرار السيد رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم ، اللواء جبريل الرجوب بإقامة مباراة فاصلة لتحديد بطل كاس فلسطين ، ولكنهم طالبوا وبشدة بحقهم بصفتهم أبطال الدوري في قطاع غزة بمباراة فاصلة أخرى مع بطل دوري الضفة ( شباب الظاهرية ) لتحديد بطل فلسطين، لإتاحة الفرصة للجميع للمشاركات الخارجية ، وكنت في الموسم الماضي كتبت مقالا بعنوان " خطا فادح واد النيص ليس بطلا لدوري المحترفين " في إشارة إلي أن واد النيص بطل فلسطين كونه جمع نقاطا أكثر من شباب رفح بطل دوري القطاع آنذاك ( واد النيص 46 نقطة وشباب رفح 43 نقطة ) ،والعلة في ذلك هو تكافؤ الفرص من حيث عدد الأندية هنا وهناك ( 12 ) ناديا وبالتالي عدد المباريات (22 ) مباراة لكل فريق ، وبسبب تعذر إقامة مباراة فاصلة بين البطلين سواء في الضفة أو غزة أو الخارج ، وعليه يكون اتحاد الشجاعية بطل فلسطين كونه جمع ( 49 )نقطة فيما جمع شباب الظاهرية ( 48 ) نقطة فقط ، وشعار " بطل دولة فلسطين " أهم بكثير من رفع شعار " بطل الضفة او بطل القطاع " لما يحمله من دلالات سياسية ووطنية في المحافل القارية والعالمية .

الحكاية الثالثة : بطولة بين قوسين
كباقي شرائح المجتمع ،اكتوت الأسرة الرياضية والكروية بنيران الحرب على القطاع ، فكان منها الجرحى والأسرى والمدمرة بيوتهم والشهداء كذلك بإذن الله ، و فتح القوس الأول للبطولة بفقدان الرياضي المميز عاهد زقوت ، التي اغتالته صواريخ الغدر الصهيونية في الحرب الأخيرة ، عاهد اللاعب الفنان والمدرب الطموح والإعلامي المتميز والمحلل المحنك ، مازال صوته يتردد في أرجاء الملاعب والأستديوهات التحليلية ، ومازالت صورته تعطر الذكريات الجميلة ، وروحه تحلق في سماء الميادين الخضراء التي تحن دائما لذاك الرجل الذي لبي نداء ربه وترك لنا بقية المشوار وما كدنا أن ننتهي ونغلق القوس الثاني ، حتى فاجأنا العزيز الغالي الزميل شاهر خماش " أبو كمال " بالرحيل إثر مرض عضال لم يمهله طويلا ، وكم كان قاسيا إغلاق القوس دون أبو كمال : الأب الحنون والأخ الفاضل والصحفي المعطاء والزميل المخلص أحب الزملاء فأحبوه وكان البسمة التي نشتاق إليها كلما عبست في وجوهنا الأيام ، نسأل الله العظيم أن يرحمها ويغفر لهما ويسكنهما فسيح جناته .

الحكاية الرابعة : فريق يصعد إلي الممتازة لمدة 10 دقائق ويهبط 
وآخر يهبط للثانية لمدة 10 دقائق ويصعد
قد يمر الفرد منا بلحظة مهمة تغير مجري حياته سلبا أو إيجابا ، ولكن أن تكون هذه اللحظة مؤثرة في مسيرة 4فرق بمكوناتها فهذا شيء نادر الحدوث ، وأن تكون المسافة بين الأفراح والأحزان أقصر من طرفة عين ، فهذا فقط في القصص والحكاوي وفي مخيم المغازي ، ذلك أن هلال أبو غواش نجم خدمات المغازي ظهر في الدقيقة (97 )من مباراة الفريق أمام بيت حانون الأهلي المهدد بالسقوط إلي الدرجة الثانية ، وأحرز هدف الفوز والصعود إلي دوري الأضواء، وألقي ببيت حانون إلي الدرجة الثانية وأعاد الزيتون إلي الدرجة الأولي بعد أن صعد إلي الممتاز لمدة 10 دقائق فقط ، وأعاد أهلي النصيرات إلي الدرجة الأولي بعد أن هبط إلي الثانية لمدة 10 دقائق فقط ، ولايزال البحث جاري عن المتسبب بهذه الظاهرة الكروية الفريدة من نوعها .

الحكاية الخامسة : عريس البطولة
لم يكن أحد من متتبعي دوري جوال الممتاز يتوقع ان يكون نجم هجوم اتحاد الشجاعية بطل الدوري ، يسار الصباحين هداف الفريق وكبير هدافي أندية الدوري الممتاز برصيد ( 19 هدفا )، متخطيا بذلك محمد بركات صاحب لقب الهداف في النسختين الماضيتين ، هذا الفتى اليافع الأسمر فرض نفسه على الساحة الكروية بقوة ،على الرغم من صغر سنه و قلة خبرته ، تطور بشكل كبير ولافت ، فأصبحت تحركاته واعية وتمريراته مؤثرة ،يستغل المساحات ،يتوقع الكرة بشكل جيد ويحرز الأهداف بصورة جميلة بالرأس والقدم ،وتمتع يسار بمستو ثابت طوال الموسم حتى أصبح معشوق جماهير الشجاعية خاصة في ظل غياب نجم الفريق علاء عطية للإصابة ، واعتماد المدرب القدير نعيم السويركي عليه، الذي وظفه بشكل جيد ومنحه الفرصة كاملة وعرف كيف يصقل هذه الموهبة وينميها ويحافظ عليها وجعل منه عريسا لهذه البطولة بلا منازع .

الحكاية السادسة : سلبي للغاية
• تحدثت في العديد من المرات السابقة عن خطورة الألعاب النارية والمفرقعات وإشعال النيران في المدرجات ،وقد شهدت العديد من المباريات بعض الأحداث الخطيرة التي تسببت في بتر أصابع أحد المشجعين ،وإصابة أحد الأطفال في عينيه، وأخيرا شاهدنا إصابة لاعب خدمات المغازي أحمد أبو ظاهر بحروق خطيرة في ظهره بعد أن القيت قنبلة حارقة عليه من أحد الجماهير فحرقت قميصه وأجزاء من جسمه ولا أدري كيف تسنى للحكم أن يبدأ المباراة بعد هذا الحادث ؟!
• الاعتداء الذي تم على حكم مباراة أهلي بيت حانون وخدمات المغازي من قبل لاعبي بيت حانون بعد انتهاء المباراة بخسارة الفريق وهبوطه للدرجة الثانية .
• مشاركة لاعب الأهلي الفلسطيني أدهم المقادمة وهو مصاب أساسيا في مباريات الصعود المهمة ضد الزيتون والقادسية وقد خسر الفريق المباراتين وبطاقة الصعود ، فهل يعقل فريق كان قاب قوسين أو أدني من الصعود ليس لديه بدلاء وأين لاعبي التعزيز الذين جلبتهم الإدارة في فترة الانتقالات الشتوية ؟!