تاريخ المواجهات العربية مع المنتخب الألماني

الرياضية-وكالات 

ستكون مباراة الجزائر والمانيا الاثنين في الدور الثاني من مونديال البرازيل 2014 سابع مواجهة بين المانشافت ومنتخب عربي في النهائيات.

وتعود المباراة الاولى الى كأس العالم 1970 ضد المغرب حيث حقق المنتخب الالماني فوزا في غاية الصعوبة 2-1 بكامل نجومه غيرد مولر واوفي سيلر وسيب ماير.

ثم التقت المانيا الغربية حاملة اللقب قبل اربع سنوات مع تونس في مونديال 1978 ونجح المنتخب العربي في انتزاع التعادل السلبي من العملاق الاوروبي.

وفي مونديال اسبانيا، حقق منتخب الجزائر في اول مشاركة له في النهائيات احدى اكبر المفاجآت في تاريخ كأس العالم بالحاقه الهزيمة بالمانيا الغربية بطلة اوروبا قبل سنتين 2-1 وسط دهشة العالم باسره.

وفي عام 1986 في مكسيكو، تواجه المنتخبان الالماني والمغربي مجددا في الدور الثاني وانتظر المانشفات حتى الدقيقة 88 ليطيح بالحارس بادو الزاكي وزملائه.

وفي عام 1990، اوقعت القرعة المانيا مع الامارات في باكورة مشاركات الاخيرة في النهائيات، فحقق المانشفات فوزا سهلا 5-1.

وتواجهت المانيا مع السعودية عام 2002 وحققت الاولى فوزا كاسحا 8-صفر، بينها ثلاثية لميروسلاف كلوزه الذي لا يزال متواجدا في صفوف المنتخب في النسخة الحالية.

تسرد عليكم وكالة “فرانس برس” وقائع تلك المباريات مع نبذة عن ابرز ارقامها وتواريخها:

* المباراة الاولى

- المغرب – المانيا الغربية 1-2

- 3 حزيران/يونيو 1970

- الملعب: خواناخواتو في مدينة ليون

- الجمهور: 12942 متفرجا

- الحكم: الهولندي لورنس فان رافينز

- الاهداف:

المانيا الغربية: اوفه سيلر (56) وغيرد مولر (80)

المغرب: حمان جرير (21)

- التشكيلتان:

المغرب: علال بن قصو- عبدالله العمراني وبوجمعة بنخريف وادريس الخنوسي وقاسم السليماني ومحمد المعروفي وادريس باموس (احمد فراس) ومحمد الفيلالي وسعيد غاندي والمحجوب الغزواني (عبد القادر الخياطي) وحمان جرير.

المانيا الغربية: سيب ماير- بيرتي فوغتس وويلي شولتس وفرانتس بكنباور وكلاوس فيختل وهورست-ديتر هوتغس (هينيس لويهر) وهلموت هالر (يورغن غرابوفسكي) وفولفانغ اوفيراث واوفه سيلر وغيرد مولر وسيغي هيلد.

كانت اولى مباريات المغرب في النهائيات ضد المانيا بنجومها اوفه سيلر والقيصر فرانتس بكنباور والهداف غيرد مولر.

ورشح المراقبون المنتخب الالماني الى تحقيق فوز سهل وبنتيجة كبيرة لكن حصل ما لم يكن في الحسبان لان المغاربة ابانوا عن قتالية كبيرة وكانوا قاب قوسين او أدنى من تفجير المفاجأة لانهم تقدموا على الالمان طيلة الشوط الاول بهدف سجله حمان اثر تمريرة عرضية من الغزواني استغل على اثرها الاول ارتباك الدفاع الالماني وسدد الكرة قوية داخل شباك الحارس العملاق سيب ماير.

والطريف في الشوط الثاني هو ان الحكم الهولندي لورنس فان رافنس اعطى انطلاقته برغم ان صفوف المنتخب المغربي لم تكن مكتملة فغاب الحارس بن قصو لمدة دقيقة، واكد مدرب المنتخب المغربي ان الحكم لم يطلق صافرته في غرف الملابس للطلب من اللاعبين المغاربة الالتحاق بارضية الملعب.

ولحسن حظ المنتخب المغربي لم تستغل المانيا الموقف لكن ذلك لم يمنعها من الضغط بقوة بحثا عن التعادل.

وأثمر الضغط الالماني هدف التعادل في الدقيقة 56 عبر سيلر، الذي كان يخوض المونديال الرابع، من تسديدة قوية.

وتابعت المانيا هجماتها لكن الدفاع المغربي استمات في الذود عن مرماه حتى الدقيقة 80 عندما نجح القناص مولر في هز شباك بن قصو.

* المباراة الثانية

تونس – المانيا الغربية صفر-صفر

الملعب: كوردوبا

التاريخ: 10 حزيران/يونيو عام 1978

الجمهور: 35 الف متفرج

الحكم: البيروفي سيزار اوروسكو غيريرو

الانذارات:

تونس: طارق ذياب

المانيا الغربية: هانز مولر

=التشكيلتان=

0 تونس: النايلي- الجبالي والذويب والجندوبي والكعبي وغميض والقاسمي وذياب والعقربي وتميم وعقيد (بن عزيزة).

0 المانيا الغربية: ماير- كالتس وفوغتس وروسمان وديتس وبونهوف وفلوهه وهانز مولر ورومينيغه وفيشر وديتر مولر.

لم يفقد التونسيون الامل بعد الخسارة امام بولندا رغم علمهم المسبق بان مواجهة الماكينة الالمانية صعبة للغاية بوجود كارل هانتس رومينيغه وديتر وهانز مولر في الوسط والهجوم وبيرتي فوغتس وكالتس في الدفاع.

وخاض الالمان اللقاء بمعنويات عالية بعد فوزهم الكبير على المكسيك بستة اهداف نظيفة، واعتبروا ان تونس ستكون لغمة سائغة امامهم رغم عرضيها المميزين امام المكسيك وبولندا.

وخالف الواقع توقعات الالمان الذين سيطروا ميدانيا خصوصا في وسط الملعب لكنه اصطدموا بمنتخب متطور قضى على جميع محاولتهم لهز شباك النايلي بعد ان راقب مفاتيح الفوز في خط الهجوم وبشكل خاص رومينيغه.

وتكررت محاولات الالمان على مدى الشوطين دون جدوى، فيما اكتفى التونسيون بالارتداد بهجمات سريعة لخطف هدف على غفلة من منافسيهم يحول دون متابعة حاملي اللقب المشوار فلم يفلحوا بدورهم.

واعتبر التونسيون انهم كانوا اقرب الى الفوز وان الحكم البيروفي غيريرو حرمهم من ركلة جزاء صحيحة كانت كافية في حال استثمارها بشكل جيد لمنحهم نقطتي الفوز وتصدرهم المجموعة مع بولندا التي فازت على المكسيك 3-1.

وانهى التعادل السلبي مع المانيا المشاركة التونسية الاولى لكن خروج تونس كان مشرفا قياسا على ادائها ونتائجها (فوز وتعادل وخسارة ضئيلة).

* المباراة الثالثة

-الجزائر- المانيا 2-1

- 16 حزيران/يونيو

- ملعب المونينون في خيخون

- عدد المتفرجين: 42 الف

- الانذارات:

هروبيش د 57 (المانيا)

ماجر د 83 (الجزائر)

- الحكم: لابو ريفوريدو من البيرو

التشكيلتان:

-الجزائر: مهدي سرباح ومحمود قندوز ونورالدين قريشي وشعبان مرزقان وصالح عصاد وعلي فرقاني ولخضر بلومي ورابح ماجر وجمال زيدان ومصطفى دحلب وفوزي منصوري

- المانيا الغربية: هارالد شوماخر وهانس بيتر بريغل وبول برايتنر وكارل هاينتس فورستر وفولفغانغ دريملر وبيار ليتبارسكي وهورست هروبيش وكارل هاينتس رومينيغه وفيليكس ماغات واولي شتيليكه ومانفرد كالتس

حققت الجزائر انجازا مدويا عندما تغلبت على المانيا الغربية بطلة اوروبا 2-1 في خيخون لتدخل في اسطورة نهائيات كأس العالم الى جانب الولايات المتحدة التي هزمت انكلترا 1-صفر عام 1950 في البرازيل، وكوريا الشمالية التي الحقت بايطاليا هزيمة مذلة 1-صفر عام 1966 في انكلترا.

وكان المنتخب الالماني يعتبر مباراته مع نظيره الجزائري بمثابة النزهة وهذا ما بدا واضحا من تصريحات مدربه يوب درفال الذي قال عشية المباراة “:اذا خسرنا المباراة فانني ساعود الى بلادي في اول قطار”. اما لاعب المانيا الشاب انذاك لوثار ماتيوس فلخص العنجهية الالمانية بقوله: “ساسجل شخصيا الهدف الثامن في شباك المنتخب الجزائري”. بيد ان المنتخب الجزائري كان له رأي اخر وحول جبابرة المانيا الى اقزام.

وكان وقع الخسارة في المانيا كوقع الصاعقة لانها اجبرت المنتخب المحلي على الفوز في مباراتيه المقبلتين والا واجه الخروج من الدور الاول الذي كان سيعتبر بمثابة الكارثة.

واثبت المنتخب الجزائري ان فوزه على المانيا الغربية لم يكن وليد الصدفة اذ تمكن من التغلب على تشيلي 3-2، بعد سقوطه امام النمسا صفر-2. وانتظرت الجزائر نتيجة المباراة الاخيرة بين الجارتين المانيا الغربية والنمسا لتعرف مصيرها، وكان التعادل او فوز المانيا باكثر من هدف في مصلحتها، لكن المانيا والنمسا اتفقتا مسبقا على نتيجة المباراة في عملية تواطؤ لاخراج الجزائر وهذا ما حصل فعلا عندما تقدم المنتخب الالماني 1-صفر بعد 10 دقائق على بداية المباراة ثم اكتفى لاعبو الفريقين باللعب على الواقف.

ويسجل للمنتخب الجزائري انه لم يلعب بطريقة دفاعية امام العملاق الالماني بل كان ندا له على الرغم من ان سيطرة الاخير كانت واضحة اكثر بيد ان روح التضامن التي تحلى بها افراد المنتخب الجزائري منحتهم فوزا تاريخيا.

وبرهن لاعبو المنتخب الجزائري الذين خاضوا المباراة رافعين شعار “لا شيء امامنا لنخسره” عن فنيات عالية في مطلع المباراة وسنحت لهم الفرصة الخطيرة الاولى عندما سدد جمال زيدان كرة قوية صدها الحارس الالماني هارالد شوماخر (5). ثم مرر عصاد كرة بينية رائعة باتجاه الاخضر بلومي لكن الاخير لم يحسن استغلالها والمرمى امامه.

واعتمد المنتخب الالماني على الكرات العالية باتجاه صاحب الرأس الذهبية هورست هروبيش، وكاد يفتتح التسجيل بعد لعبة مشتركة بين مانفرد كالتس وكارل هاينتس رومينيغه لكن الاخير فوت الفرصة (8).

وهدأ اللعب في ربع الساعة الاخير من الشوط الاول الذي انتهى سلبيا.

وفي الدقيقة 52 حصل ما لم يكن في الحسبان عندما مرر زيدان كرة امامية باتجاه بلومي فانفرد الاخير بالحارس الالماني الذي تصدى لمحاولته ببراعة من دون ان يلتقط الكرة فتهيأت امام رابح ماجر الذي سددها رغم تدخل مدافعين المانيين داخل الشباك.

وشعر اللاعبون الالمان بحراجة الموقف فضغطوا على مرمى الحارس سرباح ونجحوا في ادراك التعادل عندما سار فيليكس ماغاث على الجهة اليسرى ومرر كرة عرضية قابلها رومينغه بقدمه داخل الشباك (67).

واعتبر الالمان بان الفوز سيكون حليفهم وبانهم وجهوا ضربة معنوية لمنافسيهم، لكنهم كانوا مخطئين لان المنتخب الجزائري اندفع الى الهجوم في محاولة لتسجيل هدف الفوز ولم تمض دقيقة واحدة على هدف التعادل حتى نجح في مسعاه.

وقد تخطى عصاد اكثر من مدافع على الجهة اليسرى وارسل كرة داخل المنطقة فتهيات اما بلومي غير المراقب الذي لم يجد صعوبة في تسجيل الهدف الثاني.

واطبق المنتخب الالماني على المرمى الجزائري واهدر هروبيش كرتين رأسيتين متتاليتين لادراك التعادل من جديد في الدقيقتين 72 و74 .

ولعب المدرب الالماني ورقته الاخيرة فاخرج لاعب الوسط ماغاث واشرك مكانه المهاجم كلاوس فيشر ليرتفع عدد المهاجمين الى اربعة.

وتدخل القائم لانقاذ كرة سددها رومينغه قبل نهاية المباراة بدقيقتين ثم تألق الحارس الجزائري في التصدي لكرة قوية سددها المدافع العملاق هانس بيتر بريغل والمباراة تلفظ انفاسها الاخيرة قبل ان يطلق الحكم صفرة النهاية.

ونجح مدرب الجزائر محي الدين خالف تماما في التكتيك الذي اتبعه حيث فرض رقابة لصيقة على مفاتيح اللعب في المنتخب الالماني، كما ان المنتخب الالماني لم ينوع كثيرا في لعبه وكان اعتماده دائما طريقة واحدة هي التمريرات الهوائية.

وتألق في صفوف الجزائر الحارس سرباح الذي اسكت منتقديه، وقلب الدقاع قريشي الذي قطع الماء والهواء عن هروبيش والليبيرو قندوز بالاضافة الى الثنائي بلومي وماجر صاحبي الهدفين.

* المباراة الرابعة

- المغرب – المانيا الغربية صفر-1

- 17 حزيران/يونيو 1986

- الملعب: اونيفيرسيتاريو في مونتيري

- الجمهور: 19800 متفرج

- الحكم: اليوغوسلافي زوران بتروفيتش

- الهدف:

المانيا الغربية: لوثار ماتيوس (88)

- الانذارات:

111المغرب: عبد المجيد اللمريس (29) والعبد خليفة (65)

- التشكيلتان:

المغرب: بادو الزاكي- العبد خليفة ولحسن الوداني ونور الدين البويحياوي وعبد المجيد اللمريس وعبد المجيد الظلمي ومصطفى الحداوي ومحخمد التيمومي وعزيز بودربالة وعبد الرزاق خيري وعبد الكريم كريمو.

المانيا الغربية: هارالد شوماخر- توماس برتهولد وكارل هاينتس فورستر ونوربرت ايدر وهانز بيتر بريغل وديتمار ياكوبس ولوثار ماتيوس وفيليكس ماغات وكارل هاينتس رومينيغه ورودي فولر (بيار ليتبارسكي) وكلاوس الوفس.

بعد انجازه التاريخي في الدور الاول وبلوغه الدور الثاني على حساب منتخبات بولندا وانكلترا والبرتغال دون خسارة حط المنتخب المغربي الرحال في مدينة مونتيري لمواجهة المانيا الغربية على استاد “اونيفيرسيتاريو” وامام 19800 متفرجا ضمن الدور ثمن النهائي وودع مرفوع الرأس بخسارته بصعوبة صفر-1 في الدقائق الاخيرة.

وكانت المباراة ثأرية بالنسبة للمغاربة بعد خسارتهم امام الالمان 1-2 في اولى مبارياتهم في مونديال 1970 بالمكسيك بالذات، علما بان المغاربة تقدموا بهدف لحمان وانهوا الشوط الاول متقدمين 1-صفر، قبل ان تستقبل شباكهم هدفين في الشوط الثاني.

وخاض المنتخب المغربي المباراة بتشكيلته الكاملة باستثناء قطب الدفاع مصطفى البياز الذي غاب بسبب الاصابة لكن خليفته لحسن الوداني قام بدوره كما يجب حتى الدقيقة 88 عندما انسحب من الحائط البشري الذي اقامه حارس مرماه بادو الزاكي عندما احتسب الحكم اليوغوسلافي زوران بتروفيتش، فاستغل لوثار ماتيوس الثغرة وسدد الكرة بقوة داخل الشباك منقذا منتخب بلاده من التمديد.

ولعب المنتخب المغربي المباراة بمعنويات عالية جدا بعد انجازه في الدور الاول، ولم يكن أشد المتفائلين ينتظر الظهور المشرف امام الالمان بالذات بسبب الصفوف الزاخرة بالاسماء الكبيرة والنجوم من العيار الثقيل امثال الحارس العملاق شوماخر وياكوبس وماغاث وفولر وليتبارسكي ورومينيغه والوفس وفورستر.

في المقابل لم تكن الحالة النفسية جيدة لدى الالمان لان نتائجهم في الدور الاول كانت مخيبة حيث تعادلوا مع الاوروغواي 1-1، وتغلبوا على اسكتلندا بصعوبة 2-1، ثم خسروا امام الدنمارك صفر-2، وهو العامل الذي جعل المغاربة يخوضون المباراة دون مركب نقص.

وقال مدرب المغرب البرازيلي المهدي فاريا “حتى الان حققنا الهدف الذي حضرنا من أجله الى المكسيك: التأهل الى الدور الثاني، ما سيأتي من بعد سيؤكد ان تأهلنا لم يكن وليد صدفة”، مضيفا “سنبذل قصارى جهدنا لمتابعة مشوارنا الناجح”.

وتابع “صحيح ان نفسية الالمان مهزوزة، وسيحاولون استعادة التوازن امامنا لكن ذلك لن يكون سهلا”.

وانطلقت المباراة بسيطرة واضحة لالمانيا ونجمها رومينيغه، لكن في الطرف الاخر تألق الحارس بادو الزاكي وتحمل عبء المباراة منذ انطلاقتها.

وحاولت المانيا الوصول الى مرمى الزاكي انطلاقا من وسط الملعب لكن دون نتيجة فلجأت الى التسديد من بعيد عبر ماغاث وماتيوس دون نتيجة.

وجربت المانيا حظها عبر الجناحين ووصلت الكرة امام المرمى اكثر من مرة لكن سيطرة الزاكي على الكرات العالية وتحكمه في منطقة الجزاء حال دون اهتزاز شباكه.

وسنحت فرصتان خطيرتان في الشوط الاول لالمانيا عبر رومينيغه تصدى لهما الزاكي ببراعة اخطرهما تسديدة اكروباتية من 5 امتار حولها الزاكي الى ركنية لم تثمر.

واحتفظ فاريا بتشكيلته في الشوط الثاني ولم يجر اي تغيير عليها فاستمرت القتالية امام الاندفاع الكلي للالمان الذين كادوا يدفعون ثمن الاسلوب الهجومي من خلال الهجمات المرتدة للمغاربة حيث فشل كريمو في مناسبتين في هز شباك شوماخر بسبب التسرع.

وفي الوقت الذي اعتقد فيه الجميع ان المباراة ستتواصل من خلال الشوطين الاضافيين حصلت المانيا على ركلة حرة مباشرة مشكوك في صحتها انبرى لها الاختصاصي لوثار ماتيوس فاستغل خروج الوداني من الحائط وسدد الكرة في الزاوية اليمنى لمرمى الحارس الزاكي الذي لم تنفعه ارتماءته الانتحارية للتصدي للكرة.

وانتهى المشوار الرائع للمنتخب المغربي وخرج دون شك مرفوع الرأس بعد تمثيله للقارة السمراء والعرب احسن تمثيل.

وقال فاريا “قدم اللاعبون مباراة جيدة لكن الحظ حالف الالمان، فهنيئا لهم، وهنيئا للمغاربة على المستوى الذي ظهروا به منذ البداية والانجاز التاريخي الذي سيحسب لهم مدى العصور”.

واشادت الصحف العالمية غذاة الخسارة بالخروج المشرف للمنتخب المغربي وكان المونديال انطلاقة جديدة للاعبيه نحو الاحتراف منهم الزاكي (مايوركا الاسباني) ومحمد التيمومي (مورسيا الاسباني) وعزيز بودربالة (ماترا راسينغ الفرنسي) ومصطفى الحداوي (سانت اتيان الفرنسي).

 

* المباراة الخامسة

الامارات – المانيا الغربية 1-5

التاريخ: 15-6-1990

الملعب: سان سيرو

الجمهور: 71169 متفرجا

الحكم: السوفياتي اليكسي سبيرين

الاهداف:

الامارات: خالد اسماعيل (46)

المانيا: رودي فولر (35 و75) ويورغن كلينسمان (36) ولوتار ماتيوس (47) واوفه بين (59)

الانذارات:

الامارات: يوسف حسين (26) وحسين غلوم (30)

المانيا: اندرياس بريمه (86)

0 مثل الامارات: محسن مصبح- عيسى مير ومبارك غانم ويوسف حسين وابراهيم مير (عبد الرحمن محمد) وناصر خميس وفهد عبد الرحمن وعلي ثاني وحسين غلوم وعدنان الطلياني وخالد اسماعيل.

0 مثل المانيا: ايلغنر- رويتر وبريمه واوغنتالر وبوخفالد وبرتولد وهاسلر (ليتبارسكي) وماتيوس وباين (مولر) وفولر وكلينسمان.

كانت الامارات بمثابة جسر عبور للالمان الى الدور الثاني بعد تغلبهم يوغوسلافيا 4-1 في الجولة الاولى، وحققوا بالفعل فوزا كبيرا على الاماراتيين 5-1 في اول لقاء بين الطرفين ليضمنوا تأهلهم من الجولة الثانية.

واقيمت المباراة في جو ماطر اثر كثيرا على اداء الاماراتيين غير المعتادين على ظروف مناخية مماثلة.

وكان على المدرب البرازيلي كارلوس البيرتو باريرا ايجاد الخطط للحد من خطورة رجال القيصر فرانتس بكنباور فاعتمد الاسلوب الدفاعي البحت 4-5-1، لكن التفاهم الكبير بين يورغن كلينسمان ورودي فولر ومناورات لوثار ماتيوس في خط الوسط كسر الحواجز الدفاعية الاماراتية.

ومارس الالمان ضغطا مكثفا منذ البداية لكنه لم يتمكن من هز شباك محسن مصبح الا بعد 35 دقيقة عبر القناص فولر اثر تمريرة من زميله كلينسمان تخطى على اثرها الحارس الاماراتي مستفيدا من خطأ دفاعي.

ولم تمض سوى دقيقة واحدة حتى اضاف كلينسمان الثاني اثر تمريرة عالية من ستيفان رويتر ارتقى اليها برأسه فوق جميع اللاعبين وحولها داخل الشباك الاماراتية.

وفي مستهل الشوط الثاني وقبل مرور اقل من دقيقة سجل خالد اسماعيل الهدف “التاريخي” للامارات بعد ان اخترق الدفاع الالماني ومر من توماس هاسلر من الجهة اليسرى وسدد الكرة بقوة قذيفة انفجرت في شباك الحارس ايلغنر وانفرجت معها اسارير اللاعبين الاماراتيين وانصارهم الذين رأوا في خالد “بطلا”. وقد نال اسماعيل سيارة رولس رويس جائزة لتسجيله الهدف.

وعمت فرحة عارمة الاوساط الاماراتية لكن ماتيوس افسدها بعد دقيقة واحدة باضافة الهدف الثالث اثر تمريرة متقنة من المدافع اندرياس بريمه سددها طائرة محرزا هدفه الثالث في مباراتين.

وازدادت ثقة الالمان بنفسهم اكثر ونظموا صفوفهم بشكل افضل ودخل المهاجم بيار ليتبارسكي بدلا من لاعب الوسط هاسلر، فقدم لمحات فنية رائعة وتلاعب بالدفاع الاماراتي اكثر من مرة ومرر كرة رائعة الى باين سجل منها الاخير الهدف الرابع (59).

واعتمد الالمان اسلوب التمرير القصير بعد ان اطمأنوا الى النتيجة والتأهل وسيطروا على المجريات بشكل مطلق فبرعوا في اظهار فنياتهم ومهاراتهم الفردية، وخطف فولر الهدف الخامس الاخير في الدقيقة 75 من ركنية نفذها ليتبارسكي.

وبان الفارق جليا بين امكانات لاعبي المنتخبين في الدقائق الاخيرة وبرع باين وماتيوس في التمرير ونقل الكرة وتفوقت خبرة بريمه في مواجهة الهجمات الاماراتية النادرة حتى اعلنت صافرة الحكم نهاية اللقاء دون تعديل على النتيجة.

* المباراة السادسة

المباراة: المانيا – السعودية 8-صفر

المدينة: سابورو

الملعب: استاد سابورو دوم

الجمهور: 42 الف متفرج

الحكم: اوبالدو اكينو من البارغواي

الاهداف:

المانيا: ميروسلاف كلوزه (20 و25 و69) وميكايل بالاك (39) وكارستن يانكر (45) وتوماس لينكه (71) واوليفر بيرهوف (85) وبرند شنايدر (90)

الانذارات:

المانيا: كريستيان تسيغه (44) وديتمار هامان (84)

السعودية: محمد نور (90)

التشكيلتان:

- المانيا: اوليفر كان – توماس لينكه وكريستوف ميتزلدر كريستيان تسيغه – وكارستن راميلوف (ينز يريميز 46) وتورستن فرينغز وبرند شنايدر وديتمار هامان وميكايل بالاك – ميروسلاف كلوزه (اوليفر نوفيل 76) وكارستن يانكر (اوليفر بيرهوف 66).

- السعودية: محمد الدعيع – احمد الدوخي ورضا تكر وعبدالله سليمان وحسين عبد الغني – محمد نور وخميس العويران (ابراهيم سويد 46) ونواف التمياط (عبد العزيز الخثران 46) وعبدالله الواكد – سامي الجابر والحسن اليامي (عبدالله الجمعان 76)

استسلمت السعودية مبكرا امام العملاق الالماني بطل العالم ثلاث مرات فمهدت له الطريق لتحقيق فوز تاريخي عليها بلغ ثمانية اهداف نظيفة هو الاعلى لها في نهائيات كأس العالم حتى الان وذلك على استاد مدينة سابورو امام نحو 42 الف متفرج.

وكانت اعلى نتيجة حققتها المانيا في مونديال الارجنتين عام 1978 عندما سحقت المكسيك 6-صفر.

النتيجة تشير الى عرض الماني قوي، وهو ما حصل بالفعل خصوصا في الشوط الاول الذي حسم فيه “المانشافت” المباراة بتسجيله اهدافه الاربعة ثم اضاف مثلها في الثاني وسط ضياع تام للسعوديين.

وسبق للسعودية ان لقيت خسارة ثقيلة ايضا صفر-4 امام فرنسا في المونديال الذي استضافته الاخيرة على ارضها عام 1998.

وهي اعلى نتيجة في نهائيات كأس العالم منذ فوز المجر على السلفادور 10-1 عام 1982 في اسبانيا.

بدأ مدرب المنتخب السعودي ناصر الجوهر بالتشكيلة المتوقعة مع اشراك عبدالله الواكد منذ البداية في وسط الملعب لزيادة الفاعلية في الخط الخلفي من الملعب لانه لاعب يجيد المشاكسة ومراقبة لاعبي الخصم، فيما ركز في خط الهجوم على الحسن اليامي وقائد المنتخب سامي الجابر مع مساندة من لاعب الوسط وصاحب النزعة الهجومية نواف التمياط.

من جهته، اعتمد المدرب الالماني رودي فولر الفائز لاعبا بكأس العالم عام 1990 على تشكيلة تعتبر الامثل من الاسماء الموجودة في اليابان، خصوصا انه اشرك نجم الوسط المتألق ميكايل بالاك والمهاجم القناص كارستن يانكر منذ البداية بعد ان تعافيا من اصابتيهما.

وكثف فولر عدد لاعبيه في منطقة الوسط للسيطرة على المجريات منذ البداية مع الاعتماد على ثلاثة مدافعين فقط هم توماس لينكه وكريستيان تسيغه وكريستون ميتزلدر، في حين تقدم كارستن راميلوف الى المساندة في الوسط ايضا.

كان “الاخضر” تائها تماما ولم يقدم شيئا على الاطلاق في الشق الهجومي طوال الشوط الاول، خطوط غير منظمة، تكتيك غير واضح، تمريرات مقطوعة والاكثر من ذلك خلل واضح في خط الدفاع واخطأ بالجملة في الرقابة.

في المقابل، ضرب الالمان بقوة منذ البداية واكدوا تفوقهم بالهجمات عبر الجناحين وبالتمريرات العرضية العالية والتسديدات الرأسية، فجاءت ثلاثة اهداف بالرأس وكان الخطر الاكبر من الجهتين اليمنى واليسرى.

وهدد الالمان المرمى السعودي باكرا عندما تلقى يانكر كرة داخل المنطقة فتخلص من رقابة رضا تكر اللصيقة له جيدا وسددها على يمين المرمى (4).

وكان يانكر مرة جديدة مصدر الخطورة عندما ارتقى لكرة عالية من تسيغه وتابعها برأسه على يمين المرمى (8).

وبدأت التمريرات العرضية للالمان تقلق راحة الحارس محمد الدعيع ومن احداها رفع تورستن فرينغز كرة من الجهة اليمنى اكملها ميروسلاف كلوزه برأسه عالية عن المرمى (15).

وبانت خطورة ميكايل بالاك للمرة الاولى من كرة قوية سددها بيسراه مرت على يمين المرمى (16)، ثم جرب فرينغز حظه من بعيد بكرة في متناول الدعيع (19).

ولم يتأخر الهدف الالماني كثيرا حيث رفع بالاك كرة من الجهة اليسرى ارتطمت بالارض امام المرمى من دون ان يبعدها اي من المدافعين فتهيأت امام كلوزة انهاها برأسه في الشباك (20).

وتكرر المشهد خمس دقائق عندما واصل الالمان زحفهم فوصلت الكرة الى بالاك في الجهة اليسرى فحولها بالعرض طار لها كلوزة المندفع من الخلف واكملها برأسه بقوة في شباك الدعيع مسجلا الهدف الثاني.

وكان اول اختراق جدي للسعوديين الى المنطقة الالمانية في الدقيقة ثلاثين اثر ركلة ركنية من الجهة اليمنى لم تثمر، فيما افلتت بعدها بثوان كرة من الجابر لم يتمكن منها وهو امام الحارس اوليفر كان مباشرة.

وحاول السعوديون تنظيم صفوفهم في ربع الساعة الاخير لتقليص الفارق على الاقل فاحتفظوا بالكرة في منتصف الملعب واستفادوا من تراجع الالمان نسبيا الى منطقتهم لكنهم لم ينفذوا اي هجمة خطرة فبقي الدفاع الالماني مرتاحا.

ولم يهدر بالاك كرة وصلته من الجهة اليمنى من تسيغه فاكملها برأسه ايضا على يمين الدعيع مسجلا الهدف الثالث (39)، ثم كانت هجمة سعودية مرتدة وصلت الكرة على اثرها الى الجابر فاخترق منطقة الجزاء ووقع داخلها مهدرا احدى المحاولات النادرة.

ورفض يانكر الدخول في استراحة الشوطين من دون هدف يكلل به جهوده فكان له ما اراد عندما مرر فرينغز كرة حضرها بالاك بكعبه فتابعها الهداف العملاق بيمناه مباشرة عجز الدعيع عن صدها في الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع.

وتأكد تفوق الالمان من الناحيتين الفنية والبدنية في الشوط الثاني لانهم نسجوا على نفس المنوال من دون ان يجد الجوهر حلا لايقافهم رغم اشراكه ابراهيم سويد وعبد العزيز الخثران بدلا من خميس العويران ونواف التمياط.

واضاف كلوزه هدفه الشخصي الثالث في المباراة والخامس لمنتخب بلاده برأسه ايضا عندما ارتقى لكرة عالية من الجهة اليمنى من برند شنايدر فتابعها ارتطمت بالارض واخترقت الشباك (69).

وبات كلوزه اول لاعب الماني يسجل ثلاثة اهداف في مباراة واحدة منذ ان فعل ذلك كارل هاينتس رومينغه في مرمى تشيلي عام 1982، والرابع في تاريخ مشاركات المنتخب في المونديال بعد ماكس مورلوك عام 1954 وغيرد مولر عام 1970.

وكان الموعد هذه المرة مع رأس المدافع توماس لينكه الذي طار لكرة من ركلة ركنية من الجهة اليمنى وسجل الهدف السادس بعد دقيقتين.

واول فرصة سعودية حقيقة باتجاه مرمى اوليفر كان كانت من اليامي لكنه عليه المرمى (75)، ثم سجل اوليفر بيرهوف بديل يانكر الهدف السابع بتسديدة قوية من نحو 25 مترا خدعت الدعيع الذي عبثا ارتمى لابعادها (85).

وانهى شنايدر مسلسل الاهداف عندما اضاف الثامن من ركلة حرة قريبة من المنطقة في الوقت بدل الضائع.