عندما تحدث عبدالعال
•• عانى كريستيانو رونالدو حين انتقل من مانشستر يونايتد إلى ريال مدريد.. فى موسمه الأول مع الفريق الإسبانى لم يكن رونالدو كما كان مع يونايتد. أشرت إلى ذلك فى حينه كثيرا، بما يعنى أن فكرة انتقال لاعب إلى فريق جديد دون أن يناسب أسلوب لعبه أسلوب لعب الفريق الجديد، هى فكرة سابقة على الصفقات والانتقالات والتعاقدات التى تحركت فى شارع الكرة المصرية خلال الأعوام الأخيرة.. وبدون شك نجح رونالدو مع ريال مدريد فيما بعد، لأن رونالدو، صانع موهبته، والمقبل على المران، واللاعب السوبرمان الذى يمتلك القوة البدنية والسرعة الفائقة، لاسيما سرعة الانطلاق من الثبات، من السرعة صفر.. فهو من المميزين فى ذلك على مستوى العالم، وحين يفتقد اللاعب فى الكرة الجديدة تلك السرعة، سرعة الانطلاق، يكون مثل طائرة نقل بضائع، لا تقلع بدون ممر طويل، أو يكون مثل بطة لا تطير إلا بعد هرولة قصيرة.. والبط عدده لا يحصى وبعضه يتكلم أفضل مما يطير؟!
•• كنت تحدثت عن صفقات بعينها، دون أن أقلل منها، وقلت إن الزمالك مثلا تعاقد مع أحسن لاعبين فى أنديتهم، لكنهم ليسوا بالضرورة أحسن لاعبين للزمالك.. فمن يتألق مع ناديه، الشرطة أو إنبى، أو سموحة، أو الإسماعيلى لا يتألق بالضرورة مع ناديه الجديد. ثم إن هناك مسئولية حمل فانلة الزمالك أو الأهلى. إنها مسئولية لا يدركها إلا من جرب حمل تلك المسئولية.
•• المواهب الفذة المميزة فقط هى التى تنجح فى تكرار نجاح سبق أن حققته فى فرقها القديمة قبل الانتقال.. وهناك عشرات الأمثلة على ذلك، وبعض المواهب تحتاج إلى الوقت لتحقيق النجاح فى فرقها الجديدة. وفى تاريخ الانتقالات بالكرة المصرية نجوم نجحوا ونجوم فشلوا (لعل الجملة تكون واضحة) لكنى ضربت مثالا حيا فى الذاكرة حتى الآن وهو رضا عبدالعال. الذى كان أسطى الزمالك حين كان فى صفوفه لمدة 6 سنوات. كان رضا هو محور الأداء فى الزمالك، وكان جمهوره يهتف: «اتدلع يا رضا».. على إيقاع خطواته ومراوغاته فى الملعب.. وأمتعنا رضا عبدالعال مع الزمالك، هذا الفريق الذى يلعب بأداء موسيقى تغلب عليه فردية المواهب ومحوريتها.. وحين انتقل رضا عبدالعال إلى الأهلى فى صفقة أسطورية وقتها (625 ألف جنيه).. قدم بعض لمحاته الفنية الجميلة لكنه لم يتألق مع الأهلى كما تألق مع الزمالك.. فالمدرب الجديد آلان هاريس يلعب بطريقة 4/4/2.. ويتقدم خط ظهره إلى نصف الملعب، ويكلف حارس المرمى الشهير أحمد شوبير بالتغطية كليبرو، وقد انتقدت هذا الأسلوب فى حينه، إلا أن هذه الطريقة وجماعية الأداء فى الأهلى حرمت رضا عبدالعال من التألق.
•• حين سألنا رضا عبدالعال على الهواء مباشرة عن عملية انتقاله من الزمالك إلى الأهلى.. قال: «كنت أفضل مع الزمالك.. بينما لم أقدم نفس المستوى مع الأهلى لاختلاف أسلوب اللعب وطريقة اللعب».. وشرح رضا عبدالعال فنيا أوجه الاختلاف بين أسلوب الزمالك وبين أسلوب الأهلى فى ذاك الوقت.. وكانت تلك رؤية فنية بلا ادعاء أو فذلكة جوفاء، وكانت تلك أيضا شجاعة أدبية.. فبعض اللاعبين يتحدثون عن تألقهم فى الأهلى والزمالك والإسماعيلى وأياكس وريال مدريد ويوفنتوس وتوتنهام والمريخ.. وتسأل نفسك فى تلك اللحظة عن مواهبهم العبقرية التى يرونها فى أنفسهم ولا نراها.