عندما ينكسر الحلم على صخرة الواقع
الرياضية أون لاين : كتب / أسامة فلفل
اليوم في غزة المكلومة والمحاصرة والمليئة بالحزن والأسى والانكسار على ضياع مقر رمز التاريخ والحضارة نادي غزة الرياضي الذي ظل ردحا من الزمن منارة يشع نوره على عواصم الدنيا نقف مذهولين مبهورين من صدمة الموقف والتداعيات الكبيرة على رحيل العميد عن قلب مدينة الصمود والايباء غزة هاشم ولا حول ولا قوة لنا.
العميد الذي صاغ وبلور محطات التاريخ الوطني والرياضي في محطات ومواقف استثنائية وحمل مشعل صمود الوطن والرياضة الفلسطينية وحافظ على الهوية الوطنية الرياضية من الغياب والضياع، هل يجوز العميد الذي تمتد جذوره لباطن تاريخ متأصل ومتجذر في ذاكرتنا الفلسطينية والإسلامية، أن يغيب عن قلب المدينة الصامدة ؟؟؟!!! هل يجوز لبقايا حلم طالما راود الكثيرين أن يكون هذا العملاق في الوعي والتاريخ والحضور الوطني والتراكم النضالي بعيدا عن قلب غزة المثابرة التي تشكو لله ظلم الظالمين؟؟؟!!! نواة لتجمع شمل الكل الرياضي في أروقته وصالاته التي كانت عبر كل مراحل التاريخ حاضنة لكل فعل وطني ورياضي وساحة يتبارى فيها الشعراء والقصاصين في حماس وطني منقطع النظير وتعبق بصور المجد والعزة والكرامة.
إن وقع هذه المأساة التي ألمت بمدينة غزة والحركة الرياضية والوطنية لها وقعها في ضمير كل وطني ورياضي غيور على رمز ومنبت الوطنية والتاريخ والحضارة نادي غزة الرياضي.
اليوم حزني وألمي على واقع متمزق لا يملك أدوات التعامل مع قضية الإخلاء والرحيل وترك رمزية النضال الوطني والرياضي وبوابة الوحدة الشاملة لكل مكونات الشعب الفلسطيني في غيابات الجب !!!
اليوم نشعر بمرارة المشاهد وصور العاشقين للعميد والحالة النفسية التي يعشونها وسط حالة من الترقب والانتظار لهذا الكابوس المؤلم (الإخلاء والرحيل ) الذي مهد له منذ سنوات من حصار ظالم وتقليم الأظافر وحرب نفسية بهدف كسر الإرادة الصامدة التي تمثل صمام أمان الفعل الوطني المقاوم.