الطرابلسي: نشعر بالزهو والعرب يتقدمون بالهدف تلو الأخر
مفيد: نتمنى أن تكتمل فرحتنا بالتأهل للدور المقبل
الرياضية- أحمد المشهراوي
شوارع خالية، وشاشات كبيرة، وجماهير حاشدة، وأعلام زاهية كانت ترقب ممثل العرب في مواجهته الثانية أمام كوريا الجنوبية، فقد احتشدت الآلاف من الجماهير الفلسطينية على اختلاف أماكن تواجدها في الضفة الغربية، وقطاع غزة، والداخل لمتابعة المواجهة الحاسمة للمنتخب العربي الجزائري.
"الرياضية " تابعت الجماهير قبيل وأثناء المباراة، حيث بدت الشوارع خالية أشبه بما يحدث عند منع التجول، وذلك في تحد جديد للحصار وانقطاع الكهرباء واعتقالات الاحتلال في بعض المدن، وذلك بحثاً عن متعة الكرة وتشجيعاً لممثل العرب.
نصر جديد
كانت الجماهير تمني النفس بنصر جديد يعيد البسمة التي سرقت في مباراة بلجيكا قبل النهاية بـ10 دقائق، فاحتشدت مبكراً لأخذ أماكنها داخل المقاهي، وفي مقدمة الساحات العامة، وفي مشهد ملفت للأنظار قامت روابط المشجعين وأصحاب المقاهي والمنظمون بوضع أعلامٍ كبيرة للجزائر بجانب العلم الفلسطيني، ودعت عبر مواقع التواصل الاجتماعي والصحف للتوجه للساحات خاصة مع التكدس داخل المقاهي والأندية التي كانت محط أنظار وسائل الإعلام.
وعقب المباراة خرجت الجماهير في مسيرات راجلة ومحمولة على السيارات والحافلات الكبيرة، والدراجات النارية التي انتشرت على جانبي الشوارع العامة، أشبه بزفات العرسان، وذلك احتفاءً بالإنجاز التاريخي غير المسبوق للمنتخب العربي الجزائري على كوريا الجنوبية.. ورفع المحتفلون أعلام الجزائر وصور اللاعبين، وغنوا بأسماء لاعبيها عبر مكبرات الصوت، خاصة سليماني، وحليش، والحارس رايس مبولحي، والإبراهيمي، حيث تجمعت المسيرات في ميدان الجندي المجهول نسبة للفدائي الفلسطيني.
الدبكة الشعبة
وقد رقص الفلسطينيون على أنغام الدبكة الشعبية وسط هتافات وعبارات تشيد بمنتخب محاربي الصحراء حتى ساعات الفجر متحدين في صورة جديدة ثلاثي الحصار وانقطاع الكهرباء والتشفير الفضائي، حيث نشطت شرطة حفظ النظام في تنظيم أعداد الجماهير المهولة.
وقالت الفتاة عبير الطرابلسي التي كانت تحمل علم الجزائر "إنني فرحة جداً كجميع المحتشدين بهذا الفوز الذي طال انتظاره للكرة العربية، لقد حبسنا أنفاسنا حتى انتهاء اللقاء.. كنا نشعر بالزهو والعرب يتقدمون بالهدف تلو الأخر.. نحن الفلسطينيون نسعد لأي فوز عربي لأننا نتوق للنصر".
وعلى مقربة منها كان أحد المنظمين وسام مفيد يصطحب أصدقائه للتعبير عن نشوته بالفوز وذكر "كنت على ثقة بالفوز، فأداء الفريق أمام بلجيكا كان جيداً، ونتمنى أن تكتمل فرحتنا بالتأهل للدور المقبل".
وكان لاحتفال الجماهير انعكاسه الاجتماعي والاقتصادي الواضح، فقد شارك طلبة الثانوية في الاحتفال مع أسرهم قبل 3 أيام من اختتامها، حيث يمنحهم جدول الامتحانات يومين للراحة، واقتصادياً وجدت المحال والباعة الجائلين فرصة للبيع وترويج بضاعتهم.