الرياضية أون لاين : كتب - صفوان أبو شنب
لسنوات طويلة عاش الفلسطينيون مشاعر الوحدة والإحباط بل والخذلان أحياناً من تراجع حضور القضية في وجدان شعوب العالم وفي مقدمتهم أقربهم لنا إنسانياً وجغرافياً الشعوب والبلدان العربية
وإن كنا نقر بأن آلام غزة ومعاناة أهلها في السنوات الثلاث الأخيرة كانت سبباً في إيقاظ الضمير العالمي والعربي فمنتخب فلسطين لكرة القدم في مشاركاته الإقليمية والدولية كان نافذة لهؤلاء للتعبير عن تعاطفهم وتجديد تضامنهم بل وبصوت أعلى مما كان قبل سنوات،
المنتخب الفلسطيني لكرة القدم اليوم يلقى حفاوة غير مسبوقة أينما حل وارتحل مضمونها تحية احترام للشعب الفلسطيني وتجديد للعهد بدعمه في كفاحه المشروع لنيل حريته
هذا الحضور في أي حدث رياضي أصبح مناسبة لكل المتضامنين مع حقوق الشعب الفلسطيني للتعبير عن موقفهم بمظاهر لم تكن بهذا الوضوح في يوم من الأيام في مدرجات الملاعب،
نعم، مظاهر التعاطف والحزن ليست جديدة من أشقاءنا العرب خصوصاً لكن التضامن اليوم أخذ منزلة أعلى من الاحترام ليس فقط لتضحيات شعبنا الصامد في فلسطين ولكن لأداء رجال منتخبنا الوطني والنتائج التي حققوها في بطولة كأس العرب التي احتضنتها قطر وذلك رغم كل تلك الظروف القاسية التي يعيشونها وأسرهم في غزة والضفة الغربية و القدس وحتى في أراضي 48
استثمار المستوى السياسي والدبلوماسي وحتى المقاومة في هذا المشروع الجديد للنضال واجب وطني شرط أن يبقى بعيداً عن تجاذبات واختلافات مكوناتنا الداخلية والخارجية واحترام قواعد هذه الساحة التي تنتمي للاتحادات الدولية وتخضع لمواثيق الهيئات الرياضية العالمية،
كرة القدم الفلسطينية تكاد تكون اليوم الساحة الوحيدة التي يمكن أن يتفق عليها جميع الفلسطينيين
ومن هنا يتضح لماذا كرة القدم هي ميدان غاية في الأهمية للتعبير عن وحدتنا وأصالة شعبنا وتمسكه بحقوقه في التحرر ورسالة للعالم بأن أبناء وأحفاد الشهداء والمهجّرين والأسرى يستحقون وطناً مستقلاً وعاصمته القدس الشريف.