مقالات عرض الخبر

سلبيات مونديال العرب

2025/12/23 الساعة 11:54 ص
الرياضية أون لاين : فايز نصّار- القدس الرياضي
 
نظمت قطر مونديالاً عربياً كامل الأوصاف، عاد بالفائدة على الكرة العربية من عدة جوانب، حيث أكد عيال تميم أنّ نجاحاتهم التنظيمية السابقة لم تكن محض صدفة، وإنما ثمرة عمل قاعدي كبير، يشمل كلّ مداميك التنظيم الرياضيّ، من مرافق رياضية، ووسائل مواصلات واتصالات، وفنادق عصرية ومراكز استشفاء.. وغيرها.
 
وقدمت المنتخبات العربية المشاركة مستوى كروياً يعزز التطور الكبير، الذي أكده تأهل سبعة منتخبات عربية للمونديال، في انتظار نجاح العراق في مباراة الملحق، ناهيك عن كون مشاركة عدد من المنتخبات بالصف الثاني كان مصدراً آخراً للنجاح، حيث برز عدد من النجوم، الذين سيكون لهم شان في السنوات القدمة.
 
هناك نجاح إعلامي كبير، ونجاح جماهيري لا يقل أهمية، بتجاوز عدد من حضروا المباريات عتبة المليون، ممن زينوا ملاعب قطر المونديالية، ناهيك عن الملايين الذين تابعوا البطولة عبر الشاشة الصغيرة.
 
ولأنّ الزين لا يكمل، ظهرت في البطولة بعض السلبيات، التي لا تتصل بالمنظمين، وإنما بالفيفا التي ترعى البطولة، وبالمنتخبات المشاركة، بما كان يمكن أن يزيد في قيمة مونديال العرب.
 
لاحظ الكثيرون أن معظم الحكام كانوا غير عرب، رغم أنّ البطولة عربية، وكان الأفضل منح الفرصة لحكام العرب المرشحين للمشاركة في المونديال القادم حتى يتحضروا بشكل جيد، ومنح فرصة لا تقل أهمية للحكام العرب الآخرين، الذين كان يمكن أن تساهم البطولة في تحسين مستوياتهم، لأنّ التحكيم العربي كان علامة فارقة في كؤوس العالم، ولكن تأثيره قلّ بعد مونديال فرنسا 1998، عندما قاد المغربي الراحل سعيد بلقولة النهائي.
 
كثر الحديث البطولة عن العربي والغريب، وفتح المتابعون ملف التجنيس، المعتمد في قطر والامارات، مع فارق أنّ العنابيين يستقطبون النجوم صغاراً لأكاديمية إسباير، فيما كانت الصرخة أكثر غضباً على منتخب عيال زايد المدجج بنجوم من عدة دول.
 
أما بالنسبة للتغطية الإعلامية المميزة، فلوحظ زيادة الشحن الجماهيري، الذي قلل من قيمة الحدث، لأنّه مسّ القيم المثلى لأمتنا، وساهم في خروج البعض عن النصّ، فيما خرجت توقعات بعض المحللين عن المنطقية، وظهر من غنى لكون الكأس في الجيب، وذهب محلل إلى كون منتخب بلاده أفضل من البرازيل، وجزم محلل آخر بأن لاعباً من بلده لا يقارن بأحد!
 
وكان لنجوم العرب زلاتهم، فغضب الحارس أبو ليلي من تعالي سالم الدوسري، وفضحت الكاميرا عدم تجاوب بعض نجوم الأردن عن مصافحة طارق السكتيوي. لا تقاس هذه الزلات مع النجاحات الكبرى التي تحققت في الدوحة، ولكن يجب أن يرصد المُقيمون هذه الأمور، ووضع الترياق الذي قد يقلل منها مستقبلاً.