الرياضية أون لاين : الدوحة
في واحدة من أكثر القصص الإنسانية تأثيرًا في كرة القدم العربية، تتجسّد مسيرة مدرب المنتخب الأردني جمال السلامي كعنوان حيّ للإصرار والطموح الذي لا يعرف المستحيل.
ففي طفولته، حين كان جمال في الخامسة من عمره، راوده حلم بسيط بأن يصبح لاعب كرة قدم. حلمٌ اصطدم بواقعٍ صعب، إذ كان والده يعمل كهربائي منازل، يكافح لتأمين لقمة العيش، ولم يكن يملك ثمن حذاء رياضي (بوت) لابنه بسبب ضيق الحال.
وخلال عمله في إحدى الورشات داخل منزل تاجر أحذية، سأله صاحب المنزل عن أجره، فجاء رد الأب صادقًا ومؤثرًا:
«لا أريد مالًا… أريد حذاءً لابني ليتمكن من لعب كرة القدم».
ذلك الحذاء لم يكن مجرد قطعة جلد، بل كان الشرارة الأولى لمسيرة طويلة من الكفاح، قادت الطفل الحالم ليصبح اليوم واحدًا من أبرز المدربين العرب.
واليوم، يحضر جمال السلامي في قلب أكثر من 11 مليون أردني، ويمثلهم في أكبر المحافل، مدربًا في كأس العالم، وصانع إنجاز بالتأهل إلى نهائي كأس العرب، وسط إشادة واسعة وتغنٍّ بعطائه من عشرات الملايين من الجماهير العربية.
هي حكاية تؤكد أن الطموح لا حدود له، وأن الأحلام الكبيرة قد تبدأ أحيانًا… بحذاءٍ بسيط، وإيمانٍ لا ينكسر.
