الرياضية أون لاين : غزة
في واحدة من أكثر لحظات كرة القدم الفلسطينية رمزية وتأثيراً، يقدّم ثلاثة لاعبين بجانب مدربهم، من غزة أداءً استثنائياً مع منتخب فلسطين في بطولة كأس العرب، في وقت تقف فيه عائلاتهم هناك في قلب المأساة، بين خيام بلا تدفئة، وبردٍ ينهش العظام، ومياه تُحمَل على الأكتاف، في ظل غياب الكهرباء لأيام طويلة.
إنه التناقض الذي يلخّص الواقع الفلسطيني: مجـدٌ يرتفع في الملاعب عاليًا.. وألمٌ يتواصل في الخيام والشوارع.
حامد حمدان.. من مخيم المغازي إلى منصة التألق
يقدّم نجم الوسط حامد حمدان واحداً من أبرز عروض البطولة، لاعب بروح مقاتل يعرف أن كل خطوة يركضها في الملعب تُشاهد من مخيم المغازي، حيث تعيش عائلته داخل خيمة تقاوم الرياح والمطر.
ورغم المسافات، يبقى نبض المخيم خلفه: واقع صعب، شتاء قاسٍ، وأيام تمضي على ضوء شمعة، لكن حامد يردّ على ذلك كله بأداء يليق بحلم شعب كامل.
محمد صالح.. صلابة جباليا تظهر في كل التحامات الملعب
ابن مخيم جباليا، الذي لطالما حمل لقب "المدافع الهادئ"، يترجم تجربة المخيم وواقعه إلى ثبات على أرض الملعب.
في جباليا، تعيش عائلته بين طرق طينية وبيوت مهدّمة وخيام بالكاد تقف، وسط غياب الكهرباء ومعاناة يومية لتأمين الماء.
هذا المشهد القاسي، يضيف صلابةً إضافية في أداء محمد، وكأنه يركض نيابة عن كل طفل ينتظر دفئاً مفقوداً في المخيم.
خالد النبريص.. موهبة خانيونس التي تقهر الظروف
في كل لمسة وخطوة، يقدّم خالد النبريص روحاً هجومية لا تعرف الانكسار.
خلف هذه الروح، تقف خانيونس بوجعها: عائلات تصارع البرد، وأمهات يسهرن على أطفال يرتجفون في خيام مهترئة، وماء يُحمَل لمسافات طويلة.
من هذا الواقع يولد أداء خالد، أداء يحمل عن غزة بعضاً من الألم وبعضاً من الأمل.
المدرب إيهاب أبو جزر.. يقود المنتخب بقلبٍ يقسمه الوطن نصفين
مدرب المنتخب، ابن خانيونس، يعيش البطولة بعينٍ على الملعب وعينٍ أخرى على مدينته التي ما زالت تكافح البرد والظلام مثل باقي غزة.
يرى في لاعبيه أبناء مدنهم ومخيماتهم، ويقودهم بروح مدرب يدرك أن كل هدف، وكل نقطة، ليست مجرد إنجاز رياضي بل نافذة ضوء صغيرة لأسر تصارع أصعب أيامها.
خبرته وهدوؤه وانتماؤه لغزة تجعله أقرب من أي وقت مضى لفريق يقاتل من أجل قميص وطن كامل