تقارير عرض الخبر

حين صمت شواط نطقت الاخلاق...

هدف بلا احتفال ورسالة تتجاوز حدود الملاعب

2025/12/06 الساعة 04:49 م

الرياضية أون لاين : كتب خالد القواسمي - فلسطين


في زمن أصبحت فيه كرة القدم مسرحا للفرح الصاخب والاحتفالات المبالغ فيها قرر فراس شواط مهاجم المنتخب التونسي أن يعبر عن معنى آخر للرياضة… معنى يتجاوز تسجيل الأهداف ويرتفع إلى مستوى الرسائل الإنسانية.


  حين هزت قدم فراس شواط شباك فلسطين سكت قلبه احتراما وتحدث صمته بما لا تقوله الاحتفالات كان الهدف همسا وكان الموقف قصيده تخبر الدنيا ان بين الشعبين خيط محبة لا يقطعه زمن ولا يطفئه صخب الملاعب هناك لحظات لا تسجل في لوحة النتائج بل تحفظ في الوجدان وهذا الموقف واحد منها.


  سجل شواط هدفا مهما لمنتخب بلاده وكان بإمكانه أن يحتفل كما يفعل معظم اللاعبين يركض نحو الجماهير أو يرفع يديه عاليا أو يطلق صيحة الانتصار لكنه اختار الصمت اكتفى بخطوات هادئة وملامح جامدة وقلب يفيض احتراما للمنتخب الذي واجهه فلسطين.


  لم يكن ذلك مجرد امتناع عن الاحتفال بل كان موقفا كان رسالة واضحة بأن بعض الأهداف لا تقاس بالأرقام بل بالأخلاق موقف يهزم الضجيج شواط اختار الإنسانية قبل الاحتفال سجل بالقدم وادهش بالموقف لم يحتفل تضامنا مع فلسطين وشعبها الذي يتعرض للقتل والتهجير والابادة فصفق له الجمهور وخطف الأنظار وكسب القلوب واحتفلت الإنسانية وتحول المشهد الى رسالة.


  شواط أعطى درسا بأن المنافسة الرياضية لا تلغي القيم الأصيلة ولا تنزع من اللاعبين إنسانيتهم أو انتماءهم العاطفي لقضايا عادلة لقد أثبت أن اللاعب الحقيقي ليس فقط من يهز الشباك بل من يهز القلوب أيضًا.


  ولم يحتاج سوى لحظة صمت وحركة بسيطة بلا ضجيج ليظهر احتراما عميقا لشعب يناضل ويدافع عن كرامة العرب ولمنتخب يلعب رغم كل الظروف.


  جمهور كرة القدم قد ينسى تفاصيل اللقاء وقد يختلف حول التكتيك وقد تتعدد الآراء حول مستوى الأداء لكن ما فعله أسد قرطاج سيبقى في الذاكرة لأنه لم يكن مهارة تدرس بل قيمة تحترم إنها اللحظات الصغيرة النقية التي تعيد للرياضة معناها الأول أن تكون جسرا بين الشعوب مساحة للنبل وساحة تكرّم فيها الأخلاق قبل الألقاب.


  فراس شواط… شكرا لأنك منحت كرة القدم لحظة إنسانية يستحقها العالم وعشق تونس فينا لا ينتهي كما قالها شاعرنا الراحل الكبير محمود درويش (كيف نشفى من حب تونس الذي يجري فينا مجرى النفس).