مقالات عرض الخبر

في المرمى

الحظر الرياضيّ

2025/08/17 الساعة 09:55 ص

الرياضية أون لاين : كتب- فايز نصّار


لست أدري إن كان ميزة أم منقصة أن يمنح موقع الفيسبوك لأعضائه سلاح الحظر الفتاك، الذي يستخدمه الكثيرون لمواجهة وجع الرأس، الذي يسببه الجدليون، ويستخدمه البعض لصمّ آذانهم عن سماع الرأي الآخر.


شخصياً، لا أفضل حظر من اخترتهم أصدقاء، ولا أغلق صفحتي- التي تمثل شيئاً يشبه بيتي- في وجه رفاق الفسبكة، وأتعامل برويّة مع تعليقاتهم، مستوعباً بحكمة اختلافهم معي، ولكنّ قبل أيام لجأت مرغماً لاستخدام هذا السلاح لحظر "إعلاميّ عربي" يعيش في برج عاجيّ وراء البحر، واستغل فرصة الخلاف حول مستقبل وسام أبو علي مع الأهلي، لينال من كلّ الشعب الفلسطيني بتهمة جارحة، لم يستثني منها أحداً.


قد أكون مخطئاً، ولكنّ الرجل تجاوز الحدود، وذهب إلى أنّه "لا يوجد على هذه البسيطة فلسطينيّ تثق به" صاباً حقده على القائد الراحل ياسر عرفات، وفاتحاً جراح خلافات قديمة حول مبادرة الرئيس المصريّ الراحل أنور السادات، وحول موقف منظمة التحرير من غزو القوات العراقيّة للكويت، رغم أنّ الموضوعين لم يكونا محل إجماع عربيّ، وأن صاحبنا يحقّ له انتقاد الموقف الفلسطيني- الذي كان يستند لظهير شعبيّ- في الحالتين، ولكن دون المسّ بشعب لم يتوقف عن التضحية يوماً.


في المقابل، تعرضت للحظر الفيسبوكيّ مرتين؛ الأولى من إعلامي من دولة مجاورة، اختلفت معه أكثر من مرة، لأنّه يدجّ الكلام دجّاً، ويصرّ على مناكفتي، محتجاً على وصفي الحاج أحمد الناجي بشيخ الرياضيين، ورافضاً صورة قارنت فيها اهتمام المدرب الايطالي مانشيني بصحته التي زادت رشاقته، وإهمال المدرب الجزائري شريف الوزاني لجسمه الذي بدا بدينا، ورفضه تفضيلي لأنّ يكون الإعلامي مؤهلاً، لأنّه- كما اعترف- وصل إلى الصف الثامن فقط.  


في المرة الثانية، حظرني صديقي أعتزّ به، وطالما كان بيني وبينه عيش وملح في ميادين الإعلام الرياضيّ، ولكنّهالرجل لم يستوعب خلافي معه حول موضوع رياضيّ حساس حصل قبل تسعين سنة، ودون أن نكمل الحديث أغلق الرجل الطيب أبواب الحوار، بضربة زرّ على خاصية الحظر!


لا ألوم الرجلين، وألوم نفسي أكثر، ربما لأن سعة صدري لم تحسن التعامل مع هذا وذاك، رغم علمي بأنّ الخلاف ظاهرة صحيّة، ولأنني ممن لا يموتون دفاعاً عن آرائهم، لأنها قد تكون مخطئة، ولأنّ اختلاف الآراء مصدر مهم لخدمة الحقيقة، والفاهم من يعرف بالبديهة أنّ المربع قد يبدو معيناً، إذا نظرت له من زاوية أخرى!


ليس مهماً أسماء الرجال الثلاثة، فالأهم أن يتسع صدرنا لتقبل آراء الآخرين، وأنّ لا يخرج أيّ كان عن النصّ، وتأخذه الحسابات الضيقة إلى تعميمات تسيء له قبل الإساءة للآخرين!