مقالات عرض الخبر

شعب فلسطين: هوية وطنية وإنجازات تاريخية

2025/08/16 الساعة 10:23 م

الرياضية أون لاين : غزة : كتب - اسامة فلفل

جرت أنهار من الأسى والألم في كل حي من أحياء مدينة غزة هاشم، يغمرها الأسى والكرب والغضب على رحيل نجم كرة القدم الفلسطينية "شعب فلسطين" - الشهيد سليمان العبيد. غيابه عن الرياضة الفلسطينية وعن نادي البحريه جرح عميق قلوب مشجعي كرة القدم محليا وعالميا

كان الشهيد سليمان أيقونة حقيقية لكرة القدم الفلسطينية، ترك بصمة لا تمحى من خلال إنجازاته الوطنية ووقوفه كشخصية محورية في التاريخ الغني للرياضة الفلسطينية. كان يمثل حجر الزاوية للحركة الرياضية الفلسطينية، لا يجسد التميز الرياضي فحسب بل أيضا البعد الإنساني العميق لقضيتنا الوطنية. مثل هذه الشخصية الرياضية التاريخية يجب أن تظل حاضرة عبر الزمان والمكان، ملهم أجيالنا الرياضية الحاضر والمستقبل.

اخترق هذا البطل الشجاع موجات من اليأس والضعف، ناقش إرثه بأهداف تاريخية شكلت حاضر ومستقبل واعد للكرة الفلسطينية. على الرغم من الأسى والألم اللذين أثارهما رحيله، فإن قلوب الرياضيين حول العالم وأفراد المجتمع الفلسطيني والأسرة الرياضية الأوسع تغمر بالعواطف والحداد العميق، تصرخ ضد الحرب والعدوان.

هذه المشاعر القلبية، المصحوبة بعزم راسخ واقتناع راسخ، تناشد الضمير العالمي - في عالم الرياضة والإنسانية عامة - لوقف هذه المأساة الإنسانية المستمرة، والتضامن مع الشعب الفلسطيني ومؤسساته الرياضية، ودعم الفقيد عائلة هذا الشهيد البطل الذي سقط وهو يؤمن الرزق لأولاده وسط عسر في مركز للإغاثة.

لن يجد المجتمع الرياضي والشعب الفلسطيني السلام ما دامت آليات الحرب والعدوان تزهق أرواح الأبرياء. الشهيد سليمان العبيض يسكن خالدا في وعي الرياضة الفلسطينية والدولية على مر التاريخ، تحت نيران الاحتلال القاسية، ظل صامداً صامداً، لا يهزه سجن ولا حروب ولا مصائب. كل عاصفة ضربت على صخرة صموده وصمود الحراك الرياضي الذي ضحى بشهداء لا حصر له على مذبح الحرية والكرامة.

اليوم، يذرف الرياضيون في غزة الحبيبة وجميع شرائح شعبنا دموع الحزن المرير - في الشوارع، وفي الملاعب، وفي الأحداث الرياضية عبر المدن والقرى، ومخيمات اللاجئين، ومجتمعات الشتات.

الأسرة الرياضية الفلسطينية ذات الذاكرة الحريصة والمحترمة لن تنسى نجم الكرة الفلسطينية هذا والهداف التاريخي لأنديتنا الوطنية. تشرف سليمان بلعب 24 مباراة دولية مع المنتخب الفلسطيني لكرة القدم، سجل هدفين في بطولة اتحاد غرب آسيا لكرة القدم 2010، بما في ذلك هدفه التاريخي ضد اليمن، وأكثر من 100 هدف في البطولات المحلية.

سليمان العبيد - شعب فلسطين - يعيش في قلوبنا كما تعيش فلسطين ومنظومتها الرياضية في ضمائر شرفاء العالم. يراقب الرياضيون الفلسطينيون عن كثب الاستجابات والإجراءات التي سيتخذها المجتمع الرياضي العالمي بعد هذه المأساة.

بكى الرجال أمام الأطفال، وحزن الرياضيون الشباب إلى جانب جميع القطاعات الرياضية بشدة. سليمان رمز وثروة وطنية للرياضة الفلسطينية وناديه الوفي شط الخدامات كان سفيراً متميزاً للرياضة الفلسطينية صاحب تاريخ فخور وانجازات حاضرة على مسرح كرة القدم العالمية والحركة الرياضية الوطنية.

استشهاد "شعب فلسطين" وسط إراقة الدماء خسارة كبيرة للوطن والرياضة الفلسطينية ومبادئ وقيم وتقاليد الروح الرياضية العالمية. رحيله يكشف عمق الألم والجوع والحصار المفروض على كل عنصر من عناصر الشعب الفلسطيني ومؤسساته الرياضية المدمرة التي دمرتها هذه الحرب والعدوان الإجرامية.