الرياضية أون لاين : كتب - محمود السقا
بوجود الطفلين الفلسطينيين: تالا ومحمد، اللذين يتعالجان من آثار الحرب الهمجية التي تتوسع في أطوارها وحلقاتها دولة الاحتلال الإسرائيلي، فان صوت غزة ارتفع وسمعه الجميع، القاصي والداني سواء بسواء.
الفضل في ذلك يعود لأشخاص بعينهم، وأيضا لهيئات وأطر رياضية عتيدة، نذكر منها الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "ويفا"، لأنه سمح بوضع لافتات ضخمة في نهائي كأس السوبر، الذي جمع باريس سان جرمان، المملوك للقطريين، وتوتنهام هوتسبير الإنكليزي، وانتهى بتتويج الأول، وتضمنت المطالبة بالتوقف عن قتل الأطفال والمدنيين، سواء بالرصاص الغادر او الصواريخ التي تمزق الأجسام وتحولها الى أشلاء، أو بالحصار الخانق، الذي يفضي الى التجويع، وصولاً الى الموت، بالضبط كما تفعل دولة الاحتلال، التي لم تترك وسيلة بشعة إلا ومارستها بحق الفلسطينيين.
ظهور الطفلين تالا ومحمد، الأخير فَقد والديه، خطوة مُقدرة للـ "ويفا" حتى في ظل سلوك التعميم الذي مارسه عبر لافتاته التي بسطها فوق عشب ملعب اللقاء.
من المهم ان تصدح الأصوات في ملاعب الكرة، لأنها مسموعة بقوة، مُطالبة بوضع حد لحالة الانفلات والسُّعار التي يمارسها جيش الاحتلال.
إذا كان "ويفا" صاحب فضل ودور في رفع صوت غزة، عالياً ومجلجلاً، رغم انه لم يأت على ذكر دولة الاحتلال وبطشها بالأطفال والمدنيين، فإن هناك مئات الأسماء الرياضية التي تستحق التحية والامتنان، وحتى التكريم، لِمَ لا؟.
الدولي المصري، والمحترف في ليفربول محمد صلاح واحد من هذه الأسماء، لأن تساؤلاته الاستنكارية التي رد بها على تعزية "ويفا" في اعقاب استشهاد سليمان العبيد هي التي حركت المياه الراكدة، وهي التي دفعت الاتحاد الأوروبي كي يتخلى عن تردده وحذرة تجاه ما يحدث من مجازر بحق الرياضيين والأطفال والمدنيين العزل.
خطوة "ويفا" بإفساح المجال امام طفلين فلسطينيين للتواجد في نهائي كأس السوبر ساهم في تعرية موقف "الفيفا" المتخاذل، والذي لم ينبس ببنت شفة، حتى اللحظة، لأسباب باتت معروفة ومعلومة، وليس ثمّة داع لذكرها، لأنها أصبحت مجرد أسطوانة مشروخة بترديد عبارة عدم الخلط بين السياسة والرياضة.