مقالات عرض الخبر

في المرمى

تصاعد الغضب الرياضيّ

2025/08/12 الساعة 09:13 ص

الرياضية أون لاين : كتب - فايز نصّار


رُوي عن وزير الدعاية في حكومة هتلر النازية جوبلز قوله: كلما سمعت كلمة ثقافة تحسست مسدسي، بما ينطبق تماماً على منطق المتحدث باسم جيش الاحتلال شوشاني، الذي حاول استيعاب الغضب العالمي، بعد استشهاد بيليه فلسطين سليمان العبيد، وردّ على تساؤل أسطورة مصر محمد صلاح بمنطق أعوج، تزامن مع اغتيال خمسة صحفيين أمام مشفى الشفاء.


في لفتة تعيد الاعتبار للضمير العالميّ دعت مقررة حقوق الإنسان في فلسطين الايطالية ألبانيز، الاتحاد الأوروبي لكرة القدم إلى طرد إسرائيل من مسابقاته، وقالت: "حان الوقت لطرد قاتليه (العبيد) من المسابقات" لأنّها تريد جعل "الرياضة خالية من التمييز العنصري والإبادة الجماعية. كرة واحدة، ركلة واحدة".


وفي بلد فرانشيسكا أطلق عدد كبير من القانونيين والسياسيين حملة شعبية تطالب بإلغاء المباراة المقررة بين منتخبي إيطاليا وإسرائيل، المقررة يوم 14 تشرين الأول المقبل، ضمن التصفيات الأوروبية المؤهلة نهائيات مونديال 2026، احتجاجاً على استمرار حرب الإبادة في غزّة.


كان أسطورة مصر محمد أبو تريكة أكثر جراءة، وترك أمر تقديم مباراة ليفربول وكريستال بالاس على الدرع الخيرية، وجاهر بالمطالبة بوقف الفرق والرياضيين الإسرائيليين، وذهب بعيداً بالدعوة إلى سحب مونديال 2026 من الولايات المتحدة، على خلفية مشاركتها في حرب الإبادة التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين.


قال أبو تريكة: "نشاهد الإبادة بغزة عبر البث مباشر، ونحن هنا نتحدث في المجال الرياضي. الفيفا واليويفا، أوقفتا روسيا بسبب حربها على أوكرانيا، فمتى يتم إيقاف الاحتلال الإسرائيلي، لا نريد كلاما فقط ولكن نريد فعلا حقيقيا".


وصلت الاحتجاجات على استشهاد العبيد إلى بيت الكرة الآسيوية، حيث أعرب الشيخ سلمان بن إبراهيم رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم عن عميق مشاعر التعزية والمواساة باستشهاد لاعبي كرة القدم الفلسطينيين سليمان العبيد، ومحمود رافع شاهين، ومعاذ الحواجري، ونصر الله المقاطعة، الذين ارتقوا في الحرب الإسرائيلية المستمرة على غزة.


وقال الشيخ سلمان: نشعر بحزن عميق على فقدان هؤلاء اللاعبين الفلسطينيين في ظروف مأساوية. سيظل شغفهم بكرة القدم وخدمتهم للعبة حاضرين في ذاكرة أسرة كرة القدم الآسيوية. 


يذكر أنّ الاتحاد الآسيوي تجنّد قبل سنة ونيف إلى جانب ملف مساءلة دولة الاحتلال على جرائمها الرياضيّة، ولكن مع مواصلة الفيفا التلكؤ في هذا الموضوع، يرى الكثيرون إنّه على الاتحاد الآسيوي التقدم خطوة، وعدم الاكتفاء بالبكاء على الضحايا.


ننتظر أن يقدم الشيخ سلمان- ومعه كلّ الخيرين في القارة الكبرى- على موقف تاريخيّ يذكرنا بموقف الشيخ الكويتي أحمد السعدون سنة 1976، والذي قاد حملة حاشدة، انتهت بطرد إسرائيل من الاتحاد الآسيوي.