عربي ودولي عرض الخبر

حسرة إسبانية.. لامين يامال يقود المغرب إلى الحلم المفقود

2025/08/07 الساعة 04:20 م

الرياضية أون لاين : وكالات

في عام 2023، كان لامين يامال على مفترق طرق بين خيارين..

تحت سماء برشلونة، حيث تتألق النجوم وتُصنع الأساطير، كانت شرارة البداية، برز لامين يامال كشهاب لامع يخطف الأنفاس، شاب في الثامنة عشرة من عمره، يحمل في قدميه سحر كرة القدم، وفي قلبه جذورًا تمتد إلى أرض المغرب العريقة.

ومن حي روكافوندا المتواضع في برشلونة، حيث نشأ ابن المهاجر المغربي والأم الغينية، خطّ يامال طريقه إلى قلوب الملايين، وكشفت تسديداته المذهلة، ومراوغاته الساحرة، وقراراته التي تفوق أقرانه، أنه ليس مجرد موهبة، بل ظاهرة كروية نادرة.

في يورو 2024، أصبح أصغر لاعب يشارك في نهائي البطولة، وسجل اسمه كأصغر هداف في تاريخها، ليحمل علم إسبانيا عاليًا.

لكن، ماذا لو اختار يامال حمل راية المغرب، أرض أبيه، بدلاً من إسبانيا؟ في هذه الحلقة من سلسلة "ماذا لو؟"، نغوص في سيناريو تخيلي يعيد رسم تاريخ الكرة المغربية والعالمية.

نقطة التحول.. اختيار الأسود

في عام 2023، كان لامين يامال على مفترق طرق بين خيارين، حيث حاول منتخب المغرب، بقيادة المدرب وليد الركراكي، بكل قوة استقطاب النجم الشاب.

والده، بقلبه المغربي، ضغط باتجاه "أسود الأطلس"، بينما قدم الاتحاد مشروعًا طموحًا يشمل كأس أمم إفريقيا 2025 وكأس العالم 2030.

لكن يامال، الذي نشأ في نظام الشباب الإسباني، اختار لا روخا، معلنًا: "أشعر أنني إسباني".

الآن، ماذا لو استجاب يامال لنداء الجذور، واختار اللعب تحت راية الأسود؟

إسبانيا تدفع الثمن

بدون لامين يامال، كانت إسبانيا ستفتقد إلى سلاحها النوعي في يورو 2024، فهدف يامال الحاسم في نصف النهائي ضد فرنسا، وتمريراته الحاسمة في المباريات الحاسمة، كانت العامل الذي قاد "لاروخا" إلى اللقب.

لكن في هذا السيناريو، وبدون تألق يامال، كانت إسبانيا ستواجه صعوبات في التغلب على فرنسا، لتودع البطولة في نصف النهائي.

وكانت خسارة اللقب ستثير موجة من الانتقادات للمدرب لويس دي لا فوينتي، وربما تؤدي إلى تغييرات جذرية في المنتخب، مع تراجع ثقة الجماهير بالجيل الشاب.

في المقابل، كان غياب يامال سيفتح الباب أمام منافسين آخرين مثل إنجلترا أو فرنسا للظفر باللقب.

نصف قرن من الانتظار

مع انضمام لامين يامال إلى منتخب المغرب، كان الأسود سيصبحون قوة لا تُضاهى، وإلى جانب أشرف حكيمي، نجم باريس سان جيرمان، وإبراهيم دياز، الموهوب من ريال مدريد، كان يامال سيُشكل ثلاثيًا ناريًا يُرعب الدفاعات.

وفي كأس أمم إفريقيا 2025، التي تستضيفها المغرب، كان يامال سيُبهر الجماهير بمراوغاته وتسديداته، ليقود الأسود إلى اللقب الثاني في تاريخهم، منهيًا صيامًا دام منذ 1976، أي ما يقرب من نصف قرن.

تخيل نهائيًا دراميًا ضد نيجيريا أو الكاميرون أو مصر، حيث يسجل يامال هدفًا من تسديدة بعيدة في الدقائق الأخيرة، بينما يصنع حكيمي الهدف الثاني بدقة متناهية.

هذا اللقب كان سيُتوج المغرب كقوة إفريقية عظمى، معززًا مكانة البلد كمضيف لكأس العالم 2030 إلى جانب إسبانيا والبرتغال.

كان الركراكي، الذي أعلن طموحه للفوز باللقب لأجل الشعب المغربي، سيصبح بطلًا قوميًا، بينما يامال سيُكرس كأيقونة مغربية.

ثلاثي خارق

تشكيلة المغرب مع يامال، حكيمي، ودياز كانت ستُشكل قوة خارقة، الأول بسرعته ومهاراته، كان سيُكمل تحركات الثاني الهجومية من الجهة اليمنى، بينما يربط دياز الهجوم بخياله الإبداعي.

هذا الثلاثي كان سيجعل المغرب منافسًا شرسًا على المستوى العالمي، وربما يقود الأسود إلى نصف نهائي كأس العالم 2026، مستفيدًا من الزخم الذي بدأ في مونديال 2022.

وفي الوطن العربي، كان هذا الثلاثي سيُلهب حماس الجماهير، من الرباط مرورًا بالقاهرة ووصولا إلى الخليج.

إلهام المواهب

اختيار يامال للمغرب أيضا كان سيُرسل رسالة قوية للمواهب ذات الجذور العربية والأفريقية في أوروبا، فمثل أولئك الذين يواجهون نفس الخيار بين منتخبات أوروبية وأفريقية، كانوا سيتأثرون بقراره.

في فرنسا، على سبيل المثال، كان لاعبون ذوو أصول جزائرية أو مغربية سيفكرون بجدية في تمثيل بلدانهم الأم، مما يعزز قوة المنتخبات العربية والأفريقية.

بينما في المغرب، كان قرار يامال سيؤدي إلى إطلاق أكاديميات كرة قدم جديدة، مع استثمارات ضخمة من الحكومة والقطاع الخاص.

وكان الشباب في شمال إفريقيا سيجدون في يامال رمزًا للعودة إلى الجذور، مما يعزز الفخر الوطني والهوية العربية.

منافسة أقوى على الكرة الذهبية

تألق يامال مع المغرب كان سيفتح الباب أمام منافسة أقوى للاعبين ذوي الجذور العربية والأفريقية على جائزة الكرة الذهبية.

وهناك أساطير مثل زين الدين زيدان "جذور جزائرية"، كريم بنزيما "جذور جزائرية"، وجورج ويا "ليبيريا" مهدوا الطريق، لكن فوز يامال بألقاب مع المغرب كان سيجعله مرشحًا جديًا للجائزة في سن مبكرة.

لو قاد المغرب لكأس أمم إفريقيا وسجل أرقامًا قياسية مع برشلونة، لربما تنافس مع نجوم مثل مبابي وهالاند على الجائزة في 2026.

وفي الوطن العربي، كان الحديث عن يامال سيُسيطر على وسائل التواصل الاجتماعي، مع نقاشات حول إمكانية أن يصبح أول لاعب مغربي يفوز بالكرة الذهبية.