كأس العالم 2014 عرض الخبر

بدون تصادمات أوروبية

المواجهات اللاتينية حديد في حديد.. فهل تعود أوروبا من جديد

2014/07/06 الساعة 01:46 ص

بدون تصادمات أوروبية

المواجهات اللاتينية حديد X حديد.. فهل تعود أوروبا من جديد ؟؟!!

كتب- سمير كنعان

كما توقع الجميع منذ حازت البرازيلُ شرفَ استضافةِ نهائياتِ كأس العالم لهذه النسخة العشرين، عانى كبار أوروبا الأمرّيْن أمام منتخبات قارتيْ أمريكا اللاتينية والشمالية على حدٍ سواء.

إلا أنَّ ذلك لا يعني أنَّ أحداً لم يُصدَم بمنتخباتٍ كانت مستبعدةً تماماً قـلَبتِ الطاولة على الكبار، كان أبرزها كوستاريكا حين تصدرت واحدة من أقوى المجموعات التي أوقعتها مع أوروغواي وإيطاليا وإنجلترا، لكنها قهرت الثلاثي المرعب وتأهلت بفوزيْن على الأول والثاني وتعادل مع الثالث لتتصدّر بسبعِ نقاطٍ كاملة تعكسُ التوقعاتِ التي كانت تشير إلى أنَّ كوستاريكا حصّالة المجموعة لتكون هيَ الضربة القاضية لإخراج عملاقيْن من كبار أوروبا.

رأس الماتادور

وبالمثلِ ضربتْ "تشيلي" بكل قوتها رأسَ الماتادور الأسباني وأخرجته من الدور الأول ليلحقَ بركبِ حاملي اللقب المغادرين باكراً.
والمكسيك أخرجت كرواتيا بهزيمة قاسية أذلّت محترفيها البارزين في أعتى أندية العالم، ثم قامت الولايات المتحدة بقالبٍ ألماني من المدرب كلينسمان بإخراج البرتغال بكل نجومها وجواهرها على رأسهم الدون كريستيانو رونالدو أفضل لاعب في العالم الموسم الماضي.
ليُصبحَ الدور الثاني من المونديال بنكهة لاتينية بعد نجاح5 منتخبات من أصل6 بعبور الدور الأول ولولا خروج الإكوادور من سويسرا لكانتِ المرة الأولى التي يصل فيها جميع منتخباتِ قارةٍ كبرى لدور16، مع إخفاقٍ أوروبي هو الأبرز في تاريخ المونديال حيث وصل 6 منتخبات فقط هي ألمانيا وهولندا وفرنسا بجدارة وقوة بالإضافة إلى ضعف مستوى مجموعة بلجيكا ثم سويسرا واليونان بالرّمقِ الأخير.

نهائي لاتيني

ما جعلَ العالمَ كلَّه يتغنّى بنهائي لاتيني خالص على أراضي كوباكابانا البرازيلية بين البرازيل والأرجنتين وأنه نهائي الحلم للمونديال مستغلين الكبوة الأوروبية.

إلا أنَّ مرحلةَ خروج المغلوب حملتْ صدمةً لعشاق أمريكا الجنوبية، حيث بدأتْ التصادمات اللاتينية بشكل عنيف ومثير لتضعَ تشيلي بمواجهة البرازيل وكولومبيا ضد أوروغواي، وتقع المكسيك تحت رحمة هولندا بينما مهمة الأرجنتين هي الأسهل بمواجهة سويسرا الأضعف.

وعلى النقيضِ تماماً كانت أوروبا تنعمُ بمواجهاتٍ متواضعة خاصةً أنها أول مرة تاريخياً لا تتصادم فيها المنتخبات الأوروبية بحيثُ لا يُـقصي بعضها بعضاً في دور16، حيث جاءت فرنسا أمام نيجيريا وألمانيا ضدّ طموحِ منتخبنا العربي الجزائري في حين تأتي بلجيكا مع أمريكا في مواجهةٍ متكافئة، وتصطدم سويسرا بالتانغو الأرجنتيني.

تغيير التاريخ

بدأت مباريات الدور الثاني بين تشيلي المحاربة والسيلساو البرازيلي على أرضه وجمهوره، وأصرّ مدرب تشيلي "سامباولي" بأنهم قادرون على تغيير التاريخ وكادوا بالفعل بعد التعادل بهدفٍ للطرفيْن ليحتكِما إلى ركلات الحظ الترجيحية التي ابتسمتْ لملايين البرازيليين لتحافظَ على روْنقِ المونديال وتُنقِـذَ مستضيفه من الخروج وتكرار نكسة عام1950.

ولمْ تكن المواجهة الثانية أقلَّ إثارة وشراسة من الأولى حينما تواجهت كولومبيا مع جارتها أروغواي في غياب "العضّاض" سواريز المعاقب، وبالفعل غابت أنياب رفاق كافاني ليفترسَ النمرُ الكولومبي"رودريغيز" شباكَ الحارسِ موسليرا بهدفيْن أولهما هو الأجمل حتى الآن في مونديال الأهداف الغزيرة، لكنَّ الأسوأ للاتينيين هو الصدام القادم بين كولومبيا وأصحابِ الضيافة في ملحمةٍ كرويةٍ مرتقبة بدور الثمانية.

حصان أسود

وكانت المواجهة الثالثة قاسية على اللاتينيين أيضاً بعدما أُقصِيَت المكسيك منَ الطواحين الهولندية بهدفيْن في اللحظاتِ القاتلة بفارق الخبرة والواقعية التي اتبعها المدرب الهولندي فان خال ليخمدَ الثورة المكسيكية، ويؤهلَ هولندا لرُبع النهائي لمواجهة الحصان الأسود في البطولة منتخب كوستاريكا الذي واجهَ اليونان في لقاء هو الأضعف والأقل حضوراً جماهيرياً، لكنَّ كوستاريكا فعلت ما يُشبه المعجزة الكروية بوصولها دور الثمانية بين الكبار حتى وإنْ كانت بركلات الحظ، مستغلةً ضعفَ الفلسفة اليونانية التي كانت مخيبة بأداءٍ باهتٍ طوال المونديال، لتكون ثامن منتخب أوروبي يودع البرازيل من أصل 13 وصلوا للنهائيات.

الواقعية والثبات

تغلبت الديوك الفرنسية على نسور نيجيريا التي أبدعت وهاجمت إلا أنّ فارق الخبرة والواقعية خدمت أبناء المدرب ديشامب ليُقصيَ أبناء كيشي من دور16 بعد أداء مميز ومشرف للقارة الأفريقية.

التمثيل المشرف

بينما كان التشريف الأفريقي والعربي والإسلامي بأقدام نجومنا الجزائريين محاربي الصحراء الذين قاتلوا ونافسوا ألمانيا نداً بندّ لتنتهي المباراة بتعادل سلبي كان للحارسيْن مبولحي ونوير الدور الأبرز فيه حين منعوا كلا المنتخبيْن من التسجيل، وجاء الاحتكام لأشواط إضافية ظهرت فيها الخبرة الألمانية واللياقة البدنية والذهنية لتفوز 2/1 على ممثل العرب.

بشقّ الأنفس

اقتنص الجناح الطائر دي ماريا هدفاً ثميناً آخر لحظات المباراة دقيقة 118 في مرمى سويسرا التي قاتلت للرمق الأخير وخانها الحظ لتلتحقَ بركبِ المنتخبات الأوروبية المودعة.

بالأسماء والأداء
بينما رفعت بلجيكا أسهمَ أوروبا بفوزها على الولايات المتحدة بهدفيْن لهدف في مباراة مثيرة شهدت تألق حارس أمريكا تيم هاورد بالذوْذ عن مرماه بمنتهى البراعة، إلا أنَّ الأسماء اللامعة والأداء الراقي المتوازن من بلجيكا كان كلمة السرّ في حسمِ الموقعة.

معارك الثمانية

ثم جاء التصادم الأوروبي الوحيد في أدوار خروج المغلوب بين الماكينات الألمانية والديوك الفرنسية في افتتاح دور ربع النهائي، وكانت الغلبة لخبرة رفاق مولر على رفاق بنزيما الشبان بهدف رأسية هاميلز.
بينما استمر الصّدام اللاتيني من جديد بمواجهة البرازيل مع النمور الكولومبية التي أبدعت رغمَ خسارتها بهدفيْ قلبيْ دفاع البرازيل سيلفا ولويز مقابل هدف رودريغيز متصدر هدافي المونديال.

في حين كان القتال الحقيقي بين الحصان الأسود منتخب كوستاريكا أمام الطواحين الهولندية في مباراة مثيرة بمعنى الكلمة شهدت تألق الحارس نافاس بوجه كتيبة فان غال الهولندية شنايدر وروبن وفان بيرسي، ليحمي شباكه من لدغاتهم حتى النهاية ويتمّ الاحتكام لضربات الجزاء التي أنصفت الأقوى والأجدر منتخب هولندا، ليخرج منتخب كوستاريكا من أوسع أبواب المونديال على الإطلاق.!!

ثم جاءت المواجهة الأخيرة بين طموح المنتخب البلجيكي وواقعية المنتخب الأرجنتيني الذي قضى على آمالهم بهدف المهاجم غير الموفق في البطولة هيجواين لكنه أتى بالمطلوب بكرة وحيدة سكنت شباك كورتوا ليصعد بالأرجنتين لمربع الذهب بعد غياب 24 عاماً في مونديال إيطاليا 1990.

خلاصة القول
وبهذا يصبح موقف المنتخبات اللاتينية أصعبَ مما بدا عليه من قبل، فهل يا ترى يخدمُ الحظ منتخباتِ أوروبا لتتحوّلَ بوصلةُ اللقبِ من أمريكا اللاتينية إلى نهائي أوروبي،، أم ستتحققُ المقولة المعهودة "لا يفلُّ الحديدَ إلا الحديد"..؟!