الرياضية – خاص
لم يظهر المنتخب البرازيلي بالشكل الذي انتظره الكثيرون حتى الان في المونديال، وعاني اشد المعاناة امام المنتخب التشيلي العنيد في أولى مباريات دور 16، ولم يستطع رفاق نيمار تجاوز عقبة التشيليين سوى باللجوء الى ضربات الترجيح التي ابتسمت في وجوههم بفضل تألق حارسهم المخضرم جوليو سيزار.
ورغم تأهل المنتخب البرازيلي الى دور الثمانية الا ان ظلال الشك ستظل تحاصرهم بعد الاداء المخيب في المباراة السابقة والتي اظهرت عدم استعدادهم الجيد للذهاب بعيدا في هذا المونديال الذي يقام على ارضهم، فقد اظهرت الاحصائيات ان منتخب تشيلي استحوذ على الكرة بشكل افضل من البرازيل وكانت تمريراته اكثر دقة، ولولا براعة سيزار وتعاطف العارضة لكان نيمار وزملائه يحزمون حقائبهم ليعود كل منهم الى منزله.
سلبيات
راقصو السامبا عانوا منذ انطلاق المونديال من عدة سلبيات ظهرت بشكل جلي في مباراتهم امام تشيلي، ابرزها عدم وجود المهاجم القناص الذي يستطيع استثمار الفرص، وكان اعتمادهم على نيمار بشكل مبالغ فيه وهو الذي ظهر متأثرا بالاصابة، اضافة الى ابتعاد اوسكار وفيرناندينو عن مستواهم الحقيقي الذي ظهر في بداية المونديال، الى جانب عدم التفاهم بشكل جيد بين قلبي الدفاع لويز وسيلفا، وحالة التوهان التي يعاني منها داني الفيس ومارسيلو، كل هذه السلبيات ادت الى سوء الاداء الذي ظهر عليه المنتخب البرازيلي، الذي يحتاج الى تطوير ادائه والوصول الى حالة افضل من الانسجام وترابط الخطوط حتى يستطيع تحقيق اماله في الوصول الى المباراة النهائية والظفر باللقب الكبير لأول مرة على أرضهم، خاصة وانهم في المرحلة القادمة سيواجهون منتخب كولومبيا الذي اثبت انه قادم بقوة الى اجواء المونديال رغم غياب هدافه الاول رادوميل فالكاو بداعي الاصابة.
رودريجيز
المنتخب الكولومبي لم يكن في دائرة الترشيحات خاصة بعد اصابة نجمه فالكاو، الا ان المدرب بيكرمان استطاع ايجاد توليفة مميزة من عدد من اللاعبين الذين يمتلكون الطموح والارادة من اجل صنع تاريخ لهم في هذا المونديال، ابرزهم المهاجم البارع خاميز رودريجيز هداف المونديال حتى الان برصيد خمسة أهداف والذي سجل هدفا ولا اورع في شباك الاورغواي، الى جانب الجناح المميز كواردادو الذي يعطي الاضافة القوية من خلال انطلاقاته على الجهة اليمنى وصناعته للاهداف وحتى تسجيلها، الى جانب التماسك الدفاعي وانضباط لاعبي الوسط، وهو مما جعلهم يتصدرون مجموعتهم من خلال تحقيق الفوز في جميع مبارياتها، وصعودهم الى دور 16 لمواجهة الاورغواي والتي استطاعوا اقصائها بالفوز بهدفين نظيفين، واستمرار رحلة تقدمهم في المونديال، الا انهم هذه المرة سيواجهون المنتخب صاحب الارض والجمهور الذي لديه طموح كبير من اجل الظفر باللقب الغالي تدعمه جماهير عاشقة تحرك الصخر.
مواجهة
وتبرز المواجهة بين المنتخبين البرازيلي والكولومبي لتكون من اقوى مباريات دور الثمانية ان لم تكون اقواها على الاطلاق، نظرا لما سيشكله الكولومبيون من ازعاج كبير على منتخب السيليساو من خلال تحركاتهم المميزة وانضباطهم التكتيكي ووجود مدرب خبير يستطيع قراءة الملعب بصورة جيدة واستغلال اوراقه الهجومية، فيما يحتاج البرازيليون الى اللعب كمجموعة واحدة بعيدا عن الاسماء الرنانة وتنويع هجماتهم من خلال كافة المحاور وعدم الضغط على نيمار الذي يبدو ان الاصابة والضغوطات ادت الى تراجع مستواه في مباراة تشيلي، اضافة الى عدم مجاملة بعض اللاعبين الذي يستحق غيرهم نيل الفرصة التي ينتظرونها على احر من الجمر، وهذا ما يلقي المسؤولية على المدرب سكولاري الذي لم تظهر بصمته حتى الان، وهو الذي استبعد مجموعة من الاسماء التي كانت ستمثل اضافة على الاقل من ناحية توفير البديل الكفء الذي كان سيجعل اللاعب الاساسي يعلم ان مركز غير مضمون.
المباراة القادمة
البرازيل – كولومبيا : الجمعة 4-7-2014 الساعة 11 مساء