أجمعَ كلُّ المتابعين لقرعة نصف نهائي دوري أبطال أوروبا للعام2015م، على أنَّ الأربعة الكبار هم الذين تأهلوا بجدارةٍ واستحقاقٍ عن كل أندية أوروبا (مع استثناء قوة تشيلسي وخروجه المفاجئ)، وأنهم الأقوى والأجدر بِلَعبِ الأدوار النهائية لاسِيَّما وأنَّ المباراتيْن في منتهى الحماسة والندية وتحملان طابعَ الثأرِ من جهةٍ وفرضَ السيطرةِ من جهةٍ أخرى.
فلنْ ينسى عشاقُ برشلونة هزيمتَهم المذلةَ بسباعيةٍ تاريخيةٍ ذهاباً وإياباً على أيدي العملاق الألماني "بايرن ميونخ" الذي عرْبَدَ (كروياً) على الجميع وقتها، حتى في النهائي ضدَّ مواطنه "بروسيا دورتموند" وفاز باللقب الخامس له متساوياً مع الأحمر الإنجليزي ليفربول.
ويسعى برشلونة حالياً لسدّ الدَّيْن لبطل ألمانيا في تكرار لنفس الموقعة بنصف النهائي، خاصةً وأنَّ أبناء "جوارديولا" يعانون من لعنة إصابات أثرت على الفريق بشكلٍ كبير جعلهم يخسرون أمام "بورتو" التنين البرتغالي بثلاثية قبل أن يعودوا بقوة بسداسية في آليانز آرينا ليتأهلوا لمربع الذهب.
بيْدَ أنَّ حافزَ الألمان أكبر من الجميع لأنهم يضعون في الحسبان خوضَ النهائي على أرضهم في برلين، ما يجعل الكفةَ تميلُ لصالحهم بعنصريْ الأرض والجمهور، لتصحيح الخسارة من تشيلسي على ملعبهم أيضاً قبل موسميْن.
من جهة أخرى تحمل مواجهة يوفنتوس الإيطالي ضد حامل اللقب ريال مدريد الأسباني عراقة التاريخ والزعامة القديمة، فالطليان يؤدون أفضل ما عندهم في مواجهة كبير أسبانيا ويتذكرون أيام الزمن الجميل الذي هزموا فيه الريال ذهاباً وإياباً، بل هزم "دل بيرو" وحده كاسياس ورفاقه -يومها- حين صفق له جمهور البرنابيو إعجاباً وحسرةً على وجود جوهرة مثله خارج التاج الملكي.!!
لدرجة أنَّ صحف إيطاليا فرحت بمواجهة مدريد، والأدهى أنها حين قابل يوفنتوس في المجموعات كلاً من أتليتيكو مدريد وأولمبياكوس اليوناني، كانت عناوين الصحف الأبرز (اعتبروه الريال) نظراً للمستوى الملفت الذي يقدمه لاعبو اليوفي بحضرة نادي القرن، لإثباتِ أنَّ الكبيرَ يمرضُ ولا يموت.!!
ويسافر الريال إلى "يوفنتوس آرينا" بهيبة حامل اللقب الذي انتقم قبل موسميْن من البيانكونيري بإقصائه من دور المجموعات لمصلحة سفير الأتراك "غلطة سراي" الذي حلَّ ثانياً خلف صدارة مدريد، ليهبط اليوفي إلى بطولة الدوري الأوروبي ويخسر فيها من بنفيكا في نصف النهائي.
ولكن منذ متى يخدم التاريخ أصحابه؟!
فكم من كبيرٍ تهاوتْ أمجادُه أمام سِحرِ المستديرة، ولو أنَّ التاريخ يشفعُ لأحدٍ لوجدنا إي سي ميلان وليفربول ومانشيسر يونايتد وأياكس مفخرة هولندا مع اليوفي والريال والبرشا والبايرن في دور الثمانية الأعرق والأكبر تاريخياً..!!
وبين الثأر والهيمنة نجدُ أننا على موعدٍ مع وجبةٍ كرويةٍ هي الأشهى هذا الموسم، بانتظار نهائي سيكون أكثر إثارة، وأكثر غموضاً بتوقعاتٍ تَقبلُ كل الاحتمالات حتى البوْحِ بأسرارِ البطلِ المتوَّج هناك،، في برلين.!!