الرياضية أون لاين - نقلا عن موقع الفيفا
لم يكن مفاجئا على الإطلاق لأنصار كرة القدم في منطقة أمريكا الشمالية، رؤية المكسيك تأخذ مركزها على أعلى منصة التتويج في بطولة CONCACAF تحت 17 سنة التي اسدل الستار عليها مؤخرا. نجحت المكسيك التي تغلبت في المباراة النهائية على الدولة المضيفة ان تحافظ على سجلها خاليا من الهزائم في هذه البطولة على مدى 24 مباراة، وقد توجت بطلة ست مرات من أصل ثماني نسخات في البطولات التي شاركت فيها. بالإضافة الى رفعها الكأس القارية، وانتزاعها بطاقة التاهل الى كأس العالم تحت 17 سنة تشيلي في نهاية العام الحالي، فإنها تملك حاليا الفرصة لبلوغ المباراة النهائية للمرة الثالثة على التوالي بعد احرازها اللقب عام 2011 ثم خسارتها قبل سنتين في الإمارات أمام نيجيريا.
وحذت حذوها وانتزعت بطاقتها الى تشيلي، هندوراس التي خاضت المباراة النهائية، بالإضافة الى المنتخبين الفائزين في البلاي أوف وهما كوستاريكا والولايات المتحدة الأمريكية.
خيبة أمل كندية
على الرغم من توقع السيطرة المكسيكية في هندوراس، فان الأمور كادت تكون مختلفة لولا الأحداث المثيرة في اليوم الأخير من منافسات المجموعة الثانية. كان المنتخب الكندي يتصدر الترتيب قبل خوضه الجولة الأخيرة بفضل ثلاثة انتصارات حققها على هايتي، كوستاريكا وسانت لوتشيا، بالإضافة الى تعادل صعب مع المكسيك. أما المكسيك فكانت تملك سجلا مماثلا لكندا لكنها سقطت في فخ التعادل أمام كوستاريكا بعد ان ادركت الأخيرة التعادل بواسطة بارلون سيكيرا في المباراة الأخيرة في المجموعة، ما يعني بأن فوز كندا على بنما التي كانت خرجت من المنافسة سيضمن لها بلوغ نهائيات كأس العالم تحت 17 سنة للمرة الثالثة على التوالي. لكن الأمور لم تسر كم يشتهي المنتخب الكندي، لأن الهدف المبكر الذي سجله داماسو سانتوس كان كافيا للتغلب على فريق المدرب شون فيليمنج واحتلال المركز الثاني وراء المكسيك ومواجهة كوستاريكا في البلاي أوف.
وكان السيناريو مماثلا في المجموعة الثانية حيث كانت الولايات المتحدة الأمريكية في طريقها لانهاء دور المجموعات من دون اي خسارة وانتزاع بطاقة التأهل الى تشيلي في اليوم الأخير من المنافسات. كان المنتخب الأمريكي قاب قوسين أو أدنى من حجز مقعده في الجولات السابقة، لكن هندوراس صاحبة الضيافة ادركت التعادل 1-1 بواسطة دافيد ساينز في الدقيقة 87، فتأجل الحسم الى الجولة الأخيرة. كان فريق المدرب ريتشي وليامس يدرك تماما بان فوزه على جامايكا التي سبق لها المشاركة في العرس الكروي مرتين، سيجعله يحجز بطاقته مباشرة الى تشيلي، لكن المنتخب الأمريكي أجبر على الإنتظار مرة جديدة. فقد حسمت جامايكا التي يطلق عليها لقب "ريجي بويز" المباراة في مصلحتها بهدف سجله نيكولاس نلسون، ثم حققت هندوراس الفوز لتحجز مقعدها في المباراة النهائية وبالتالي بدء التحضير للتوجه الى تشيلي أيضا.
الضربة القاضية
لم تنتظر جامايكا والولايات المتحدة طويلا لكي يلتقيا مجددا حيث جمعتهما مباراة البلاي أوف وجها لوجه، في حين تواجهت كوستاريكا وكندا في المباراة الثانية لحجز بطاقة التأهل الى تشيلي. كان الثنائي الأخير خاض مباراة متقبلة في دور المجموعات، حيث فازت كندا 3-2 بعد ان قلبت تخلفها 1-2 بفضل رأسية صاروخية لكوسوفار ساكيكي. ولعب ساكيكي دورا كارثيا في تحديد مصير كندا في البطولة حيث نجحت كوستاريكا في الثأر لخسارتها في دور المجموعات وخرجت فائزة في البلاي أوف. وسجل لويس هرنانديز وأندي رييس هدفين ليتقدم لوس تيكوس بعد مرور نصف ساعة، ثم ارتكب ساكيكي خطأ فادحا بإرجاعه الكرة بإتجاه حارسه فأفلتت من بين يدي الحارس لوتشيانو تراسوليني وتهادت داخل مرماه في الشوط الثاني لتحسم كوستاريكا المباراة في مصلحتها بثلاثية نظيفة وتحجز بطاقة التأهل الى كأس العالم تحت 17 سنة للمرة الأولى منذ عام 2009.
وفي المباراة الثانية من البلاي أوف، كانت الولايات المتحدة تتطلع الى الثأر لخسارتها في دور المجموعات وحجز بطاقتها الى تشيلي 2015. وجد المنتخب الأمريكي نفسه في مواجهة الدفاع الجامايكي الصلب ومن ورائه الحارس المتألق جاهمالي وايت. حاصر المنتخب الأمريكي مرمى جامايكا بفضل اعتماده على الجناحين الخطيرين جوشوا بيريز وهاجي رايت. لم يتمكن المنتخب الأمريكي من ايجاد أي ثغرة في دفاع المنتخب المنافس لى مدى 90 دقيقة علما بان رايت أهدر فرصة كبيرة قبل نهاية المباراة بخمس دقائق.
ولجأ الفريقان الى ركلات الترجيح وبعد تعادلهما 4-4 بعد تنفيذ كل منتخب خمس ركلات، نجح ألكسيس فيليلا في ترجمة ركلته لمصلحة الولايات المتحدة، في حين سدد أليكس مارشال كرته في العارضة وسط فرحة كبيرة للاعبي الولايات المتحدة الذين مروا الى جانب مارشال الحزين، ليواصل المنتخب الأمريكي سجله الرائع ببلوغ جميع نسخات النهائيات بإستثناء الإمارات عام 2013.
جاءت المباراة النهائية من جانب واحد حيث حسمت المكسيك الأمور في مصلحتها على هندوراس الدولة المضية بثلاثة أهداف من دون مقابل تناوب على تسجيلها كيفن ماجانا، كلاوديو زاموديو والمدافع المتألق أوليزيس توريس الذي أنهى البطولة بأربعة أهداف.
يتعيّن على المنتخبات العشرين في تشيلي 2015 ان تدرس جيدا المواهب التي برزت في هندوراس. لا شك بان سمعة المكسيك في هذه الفئة العمرية ستسبقها الى تشيلي، لكن الولايات الماحدة بجناحيها السريعين، وكوستاريكا بقيادة هدافها الخطير أندي رييس صاحب القميص رقم 9 (سجل 5 أهداف في البطولة)، والروح المعنوية العالية لهندوراس، ستجعل العالم بأسره ينظر بإحترام الى ممثلي هذه المنطقة في النهائيات.
