لا تتوفر نتائج هذه اللحظة

المهاجم الفلسطيني وسام أبو علي... الذي وُلد بعدما توقّف قلبه!

المهاجم الفلسطيني وسام أبو علي... الذي وُلد بعدما توقّف قلبه! 

هاجرت عائلة أبو علي من بلدة ترشيحا (قضاء عكّا) صوب لبنان بعد أحداث نكبة العـام 1948، وسكنت مخيّم الرشيديّة في لبنان، بما يحمل من معاناة السكّن، والتعليم، والطعام، وبعد عدّة محاولات، تمكّنت من تحقيق هجرتها الثانية: "الهجرة إلى الدانمارك".

وُلد أبو علي في الدنمارك، بعيداً عن بلده، وبعيداً عن أقاربه الذيـن استقرّوا في الرّشيدية، فلم يعِش سنين طفولته كما الآخرين، وبعد سنوات من ارتقاء سلم النجوميّة في لعبة كرة القدم، درجة تتلوها الأخرى، وبعد محاولات ناجحـة، وأخرى فاشلة في الدرجات المتقدّمة، قرّر سهم أبو علي أن يتراجع للخلف تحضيراً للانطلاق من جديد، فلعب في دوري الدرجة الثانية.. ولكن: "في إحدى لقاءات دوري الدرجة الثانية الدانماركي لكرة القدم، وفي مباراة فريقه فيندسيسيل أمام لينجبي، وفي الدقيقة الستّين من اللقاء تحديداً، توقّف قلب وسـام أبو علي فجأة، فسقط على أرض الملعب مغشياً، ثم غادر الملعب محمولاً دون أن يلوّح بيده مودّعاً، وعلى الطرف الآخر ودّعته أيادي الزملاء، والمنافسين، والجماهير".

في تحوّل مفاجئ تمكّن أبو علي الذي لم يرَ فلسطين في حياته أبداً، من تمثيل منتخبها مسجّلاً أول أهداف "الفدائي" تاريخيّاً في المرحلة الأخيرة من تصفيات بطولة كأس العالم 2026، بعدما اختار قميص الدانمارك صغيراً.

الآن.. وبعد كثيرٍ من المنعطفات التي كوّنت شخصيّة "الفينيق الفلسطيني" يلوّح أبو علي لعدسات الكاميرا معلناً عن ذاته، ومؤكّداً على جوهر قصّته: "أنا اللاعب المولود بعد توقّف قلبه، وأنا المتطلّع للمزيد رغم إشارات الرضا، وأنا المولود من جديد في بلدٍ عربيّ، أعادني لفلسطين".