لا تتوفر نتائج هذه اللحظة

صائب جندية القائد التاريخي لـ "الفدائي": الاحتلال دمر منزلي وأعدم متحفي الرياضي

كتب اشرف مطر:


وقف الكابتن صائب جندية القائد التاريخي للمنتخب الوطني الأول لكرة القدم وقلب دفاعه، مذهولا أمام منزله المدمر شرق حي الشجاعية الكائن في مدينة غزة.


وغادر جندية منزله بداية العدوان الإسرائيلي على القطاع بعد السابع من تشرين الاول العام ٢٠٢٣، واستقر به المقام في نادي اتحاد دير البلح وسط القطاع، ليقيم مع عائلته طوال العدوان.


يقول الكابتن صائب جندية في حديثه لـ "أيام الملاعب"، قررت التوجه إلى الشجاعية بعد فتح الطريق، وكي لا تصدم العائلة من هول الدمار توجهت وحدي لعلمي المسبق ان المنزل قد دمر بالكامل، لكني مع ذلك قررت الذهاب بنفسي لاشاهد منزلي الذي شيدته منذ عام ونصف قد سوي بالأرض مع باقي منازل اخوتي وعائلتي والجيران.


اضاف عميد الفدائي الذي مثله منذ العام ١٩٩٤ وحتى ٢٠٠٨، ولعب ايضا في منتخب الشواطئ حتى العام ٢٠١٢ ، انه حاول البحث بين الركام عن بعض مقتنياته الرياضية بين الانقاض الا انه لم يجد سوى عدد بسيط من بعض ملابسه الرياضية وبعض القمصان التي تطايرت في المنطقة الشرقية للشجاعية، ليقرر بعد ساعات من الجلوس فوق ركام المنزل العودة مصدوما إلى دير البلح وسط القطاع لينتظر لحين اتضاح الأمور فيما يتعلق بالحرب وبدء الاعمار، أو على الأقل ان تكون المنطقة صالحة للسكن، خاصة أن آليات الاحتلال ما زالت على بعد اقل من ٢٠٠ متر من مكان المنزل.


وأكمل جندية: كل شيء في المنزل يحمل ذكريات، مشيرا الى ان المنزل مكون من ثلاث طبقات وقد وضعت فيه ذكرياتي، والأهم بالنسبة لي هو المتحف الخاص بي، والذي يلخص مسيرتي الرياضية والكروية لاكثر من ٣ عقود من الزمن، لكن ما احزنني انني سأفتقد الميدالية البرونزية التاريخية التي حققناها في البطولة العربية التاسعة في الاردن العام ١٩٩٩، وبرونزية كأس آسيا للكرة الشاطئية في الصين ٢٠١٣، وذهبية كأس التحدي في جزر المالديف لكن كمدرب مع الكابتن جمال محمود، وهذه البطولة كانت مؤهلة للفدائي لنهائيات كأس آسيا للمنتخبات في استراليا للمرة الأولى في تاريخ الكرة الفلسطينية.


ومضى يقول لا يمكن أن انسى ذكرياتي وانجازاتي مع نادي اتحاد الشجاعية الذي قضيته ببن جدرانه كل مسيرتي الكروية بخلاف الاحتراف في صفوف الحسين اربد الأردني.


وقال صراحة انا حزين على كل هذا الفقدان، فما تعرضنا له هو نكبة كبيرة وغير مسبوقة، وللأسف ليس هناك أفق واضح، لذلك اتمنى ان تنتهي الحرب بكل مراحلها وتفاصيلها وان تتحسن الظروف، وان نستطيع على الاقل وضع خيمة امام المنزل في رحلة نزوح جديدة لا نهاية لها سوى رب العالمين.


يذكر ان الكابتن صائب جندية هو من اوائل اللاعبين الذين مثلوا الفدائي منذ العام ١٩٩٤ وحتى ٢٠٠٨، حيث شارك في كل البطولات العربية والاسيوية وتصفيات كأس العالم، كما لعب لمنتخب الكرة الشاطئية حتى العام ٢٠١٣، ولعب مع الشجاعية طوال مسيرته، واحترف في صفوف الحسين اربد الأردني.


وبعد الاعتزال درب المنتخب الوطني الأول لكرة القدم خلال الفترة من ٢٠١٣ وحتى ٢٠١٥ كمدرب عام مع المدربين الأردني جمال محمود، والوطني احمد الحسن، ودرب العديد من الاندية في المحافظات الشمالية والجنوبية.