في المرمى
كلّنا غزّة !
فايز نصّار- القدس الرياضي
في مثل هذه الأيام سنة 2008 كتبت ضمن سلسلتي" الحديث ذو شجون" مقالاً بعنوان" كلّنا غزّة" في خضم تحرك آلة الدمار الاحتلالية يومها، مستغلة مخلفات الانقسام الفلسطيني، فضربت بكلّ قسوة قلب القطاع العزيز، محدثة حصيلة غير مسبوقة من الشهداء، الذين ارتقوا للعليين .
بعيدا عن الجدل، وتوزيع المسؤوليات، قلت يومها: ستدفع الحركة الرياضية الفلسطينية، من رصيدها البشري والمادي، شيئا من تبعات المجزرة المؤلمة، بما يقتضي من كلّ أبناء الأسرة الرياضية الفلسطينية، الحرص على صيانة المقدرات الرياضية، كردّ أولي على المجزرة الاحتلالية، لأن العدو يدرك أن ضرباته الأكثر إيجاعا، تلك التي تمسّ قطاع الشباب والرياضة، لأنّ الشباب يمثلون رأسمال هذا الشعب، وطاقته الأكثر حيوية.
تذكرت مقالي هذا، وأنا أتصفح مخلفات أكثر دمويّة لحرب الإبادة الجديدة، التي تشكل فصلاً ساديّاً في كتاب الإنسانيّة، التي اكتفت بمشاهدة المذبحة، وانخرطت في جدل غير مجد حول بديهيات، كان يجب تأجيلها حتى ندفن الشهداء، ونسعف المصابين، ونعيد الناس إلى بيوتها.
يحضر الجدل في المنتديات الرياضية الفلسطينية، حول كيفية التعبير عن التضامن مع شهداء غزة، على الجبهة الرياضية، خاصة وأننا سنعود- اليوم أو غداً- إلى الملاعب. لا خلاف حول حاجة غزّة إلى جهود الجميع، لأنّ المصيبة أكبر من أن يتحملها أبناء غزّة وحدهم، والأمر يقتضي فزعة فلسطينيّة، تسارع إلى عمل شامل يمسّ كلً جوانب الحياة، التي تضررت من العدوان.
في مجال الرياضة ارتقى ما يقرب من 800 شهيد رياضيّ، وأصيب آلاف آخرون، ووقف نجوم الرياضة على دمار شامل سوّى بالأرض منازل نجوم، طالما شرّفوا الوطن في المحافل الدوليّة، ودمرت معظم المرافق الرياضيّة والشبابية، بما يقتضى همّة تساهم في إعادة إعمار قطاع الشباب والرياضة.
تزامنا مع مهمة الاسعاف والبناء النبيلة، يجب أن تواصل المؤسسات الرياضيّة الفلسطينية النضال الرياضيّ، الذي اسمع العالم صوت أوجاعنا، بما حقق لفلسطين هالة دوليّة، أكثر من الخطب الرنانة، التي ألقيت منذ بداية المأساة الفلسطينية..
ويجب على هذه المؤسسات مواصلة المعركة في مختلف المؤسسات الرياضيّة الدوليّة، لتجريم اعتداءات الاحتلال على قطاع الشباب والرياضة، والعمل على مساءلة المسؤولين عن الجريمة وفق القانون الدوليّ. يقتضي الأمر مواصلة التفاعل مع البرامج الرياضيّة، التي تساهم في إقناع العالم بان الشعب الفلسطيني شعب يحب الحياة، ويتوق إلى المشاركة في مسيرة الخير البشرية، في مواجهة آلة الدعاية الصهيونية، التي تشوه صورة الإنسان الفلسطيني.