في المرمى
الحقّ في الملعب البيتيّ
فايز نصّار- القدس الرياضي
ثمانية عشر يوماً فقط تفصلنا عن العودة لمعمعة التصفيات الموندياليّة، التي يكمل الفدائي مبارياتها بحظوظ محدودة، بعد هدر الكثير من النقاط في الجولات الستّ الماضية، بما قهقر ترتيبنا إلى المرتبة الأخيرة في المجموعة الثانية بثلاث نقاط.
ستكون العودة من ستاد عمّان بلقاء النشامى، الطامحين في الوصول إلى مرافئ المونديال لأول مرّة، وبعد خمسة أيام من اللقاء سنكون على موعد مع اللقاء الأكثر أهميّة، مع أسود الرافدين، الذين يمنون النفس في التأهل للمرة الثانية، بعد ظهورهم سنة 1986 في المكسيك، التي تشارك الولايات وكندا الاستضافة.
من جديد عادت قصة الملعب، الذي سيستضيف لقاء الفدائي بأسود الرافدين، رغم أنّ الاتحاد الفلسطيني أعلن سراً وجهاراً أنّ اللقاء يجب أن يلعب في ستاد فيصل على مشارف العاصمة القدس، وزاد إصرار اتحادنا على لعب المباراة على أرضنا بعد الهدنة التي أوقفت العدوان على قطاع غزّة، وبالنظر إلى موقف العراق الواضح، بأنّه يرحب باللعب في فلسطين.
مع زيارة الفريق جبريل الرجوب للعراق، للمشاركة في اجتماع مجلس وزراء الشباب والرياضة العرب، عادت قصة الملعب الذي ستقام عليه المباراة، خاصة وأنّ الاتحاد الدوليّ للعبة لم يبتّ في الموضوع، انتظاراً لمزيد من التحري، بعد مطالبة فلسطين اللعب على أرضها وبين جماهيرها.
من عاصمة الرشيد، أكد الفريق جبريل الرجوب تمسكه بإقامة المباراة على أرض فلسطين، نافياً نقلها إلى ملعب محايد، قائلاً: "مباراة العراق وفلسطين ستكون في القدس، ولن تكون إلا في القدس.. منذ اليوم الأول للقرعة أكدت اتحادات المنتخبات العربية الموجودة معنا في المجموعة الثانية استعدادها للعب في فلسطين".
ونفى الفريق الرجوب الأخبار، التي تحدثت عن طلب الاتحاد الدولي لكرة القدم من الفلسطينيين البحث عن ملعب محايد، للمواجهة أمام العراق، واصفاً ذلك بـ "الكذب والافتراء"، موضحاً بأنّ الاتحاد الدوليّ لم يردّ على اختيار ملعب فيصل للمباراة.
لن يتوقف الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم عن النضال لثبيت الملعب البيتيّ، الذي يمثل دليلاً على اعتراف المؤسسات الدوليّة بالحقّ الفلسطيني، وثمرة للجهود الفلسطينيّة الطويلة، التي كانت مساراً هاماً في النهوض الرياضي، الذي من أهدافه جعل الرياضة مشروعاً نضالياً، يمثل الخندق المتقدم للمطالبة بكافة الحقوق الفلسطينيّة.
يرغب العراقيون في لعب المباراة في الدوحة، ويتمنى الأردنيون أن تلعب المباراة في عمّان، فيما يصرّ الفلسطينيون على إجرائها على أرض فلسطين.. والأمل في أن يقتنع الوفد الدوليّ والآسيوي، الذي سيزور البلاد لتقييم الوضع في جاهزيّة فلسطين، لاستقبال المنتخب العراقي على مشارف بيت المقدس.